01-06-2010, 09:00 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 872
معدل تقييم المستوى: 463221
|
|
قصة موسوس
أنا عانيت و لا زلت أعاني من الوسواس في كل ما يتعلق بالدين (طهارة، صلاة، إلخ). لكن و الحمد لله تغلبت على الكثير من الوساوس، فصألخص حالتي مع الوضوء و كيف تغلبت عليه بنسبة 99% و لله الحمد.
حالتي السابقة مع الوضوء: ـ
كنت أستغرق 10 دقائق لإكمال وضوئي، وأغسل كل عضو بتأني كبير و مفرط، و أدلك و أعيد الدلك حتى أتأكد أن الماء عمّ العضو بكامله. ـ كنت أمكت حوالي 30 دقيقة للوضوء أو أكثر، لأنني أعيده عدة مرات. ـ تارة أعيد الوضوء لأني أشك هل غسلت و جهي، أو هل مسحت رأسي، و أحيانا يكون الجو حار فتجف الأعضاء بسرعة، و بعد أن أنتهي من الوضوء أرى أن ذراعي جاف، فأقول أني لم أغسل يدي إلى المرفقين، ثم أعيد الوضوء، إلخ. ـ تارة أعيد الوضوء لأني أحس و كأن ريحا خرج مني، و أعيد الوضوء حتى لو سمعت الغازات تتحرك في بطني، مع تأكدي أنها لم تخرج... ـ و والله اللائحة طويلة يا أخي. بعد أن سألت عدة أشخاص، و زرت عدة مواقع و قرأت بعض الكتب، ثم تطلعت على علاج الأخ الخبير النفسي2، خرجت بالنتائج التالية : ـ
هذه الوساوس من الشيطان ، ليتعبنا و يرهقنا حتى نمل من العبادة. ـ الحل الوحيد لهذه المشكلة، و أقول الحل الوحيد، هو التجاهل التام و التوكل على الله، و إياك ثم إياك أن تعيد أي وضوء. ـ أدخل الحمام، قل باسم الله و ابدأ وضوءك مباشرة دون محاولة استحضار النية لأنك لم تدخل الحمام لكي تنام. ـ أسرع في الوضوء، وهذا لا يعني التهاون، لكن اعلم أنه مستحيل أن تمرر يدك وهي مبتلة فوق عضو دون أن يبتل بدوره، فالشيطان الرجيم يوهمك أنك لم تغسل العضو جيدا. ـ عندما تمر إلى عضو، لا تفكر أبدا في العضو الذي قبله و أكمل الوضوء. ـ لا تدلك نفس العضو خلال وقت طويل و يكفي أن تمر يدك فوقه مع صب الماء. ـ تجاهل كل ما تحسه من خروج الريح، فهذا من الوسواس 100%. إلا إذا سمعت صوتا أو وجدت رائحة بأنفك. ـ عندما تكمل الوضوء، لا تفكر أبدا فيه و اذهب إلى الصلاة في هدوء ولا تبالي بما يلقيه الشيطان اللعين في قلبك من أن وضوءك قد انتقد، أو أنك لم تغسل وجهك، و هو من فرائض الوضوء، إذا وضوءك غير صحيح،و بالتالي صلاتك باطلة، إلخ، لا تلتفت أبدا إلى هذه التفاهات، ولو ضاق صدرك. ـ يجب أن تعلم ما يلي :
1ـ كلما أعدت الوضوء كلما يزيد الوسواس.
2ـ بعدم إ عادتك للوضوء، سيشكك الشيطان ، و سيأتيك ربما تأنيب ضمير كبير، فهنا يجب عليك أن تصمد و إياك أن تعيد الوضوء. ستحس بضيق في صدرك و هذا عادي لأنك لا تريد إهمال عبادتك.
3ـ قل مع نفسك أنك إذا أعدت الوضوء أو غسلت عضوا أكثر من 3 مرات، فإنك تفعله مطيعا للشيطان و عصيانا للرحمان.
4ـ أخيرا، عندما تأتيك فكرة تسلطية تلح عليك بقطع الوضوء، تجاهلها و أكمل و إياك أن تقطع الوضوء. مثلا : شرعت في الوضوء، و عندما وصلت إلى غسل وجهك أحسست بريح يخرج منك أو غير ذلك، و بدأت الفكرة التسلطية، التي أصلها الشيطان عليه لعنات الله المتتالية، تلح عليك بقطع الوضوء و إعادته، و توقفت خلال بعض الثواني و أنت في حيرة، فهنا تذكر أنه لا يجب عليك أن تطيع إبليس اللعين و أكمل وضوءك متوكل على الله و اذهب إلى الصلات و لا تبالي. طبق هذا بعزيمة و صمود و سيزول عنك إن شاء الله كما زال عني. تذكر، لا تعد الوضوء مهما ضاق صدرك، و ربما تحس أنك تصلي على غير طهارة، و أنك تفرط في عبادتك، إلخ، و كل هذا من الوسواس فتجاهله و ستشفى بإذن الله. إذا تذكرت تفاصيل أخرى فسأكتبها لك فيما بعد.
هناك مشكلة عندي في الإستنشاق فأنا أتعب منه كثيراً ، أستنشق أكثر من ثلاث بل أكثر من 8 مرات ومع ذلك أعيد وأقول لم أستنشق ، مع أني سألت وقال هو مجرد أن تسحب قليل من الماء لأنفك لكن لازلت أعاني منه جداً فما هو الحل ؟ شيء آخر عندما أغسل العضو يأتيني إحساس بأني لم أغسله مع أني أرى أني غسلته لكن يشككني الشيطان لدرجة تصل إلى 99% فماذا أفعل ؟
اطمئن يا أخي، ما تعاني منه ما هو إلا وسواس قد اشتكى منه الكثير من قبلك، و منهم أنا. أنا لست فقيها و علمي بالأحكام الشرعية محدود. لكن مثلا اعلم أن نبينا صلى الله عليه و سلم كان يتوضأ بحوالي 1/2 لتر من الماء على ما أظن (نصف لتر). فأنت بتكرارك للاستنشاق ربما تستهلك ذلك المقدار للاستنشاق فقط. فاسأل نفسك هل هذا عادي؟ أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم بأن لا نزيد عن ثلاث في الوضوء، بل غسلة واحدة تكفي لإتمام الوضوء، و ثلاثة هو الاسباغ. أنا أيضا كنت أجد صعوبة كبيرة جدا في عملية الاستنشاق، حتى أنني أستنشق أحيانا بقوة لأتأكد من دخول الماء، فيدخل الماء بكثرة حتى يصل إلى حلقي و أكاد أختنق و العياذ بالله. وكل هذا من التعنت و التشدد و لم يفعل هذا أحد من السلف الصالح، و كما قيل : لو كان خيرا لسبقونا إليه (أي السلف الصالح). اعلم يا أخي و كن متأكدا أنك عندما تأخذ الماء بيدك اليمنى مثلا و تقرب يدك إلى أنفك و تستنشق بلطف و اعتدال، فمن المستحيل أن لا يدخل الماء إلى أنفك يا أخي. وهذا هو الوسواس يشكك حتى في الأمور الواضحة وضوح الشمس. فما أنصحك به يا أخي، استنشق و استنثر ثلاث مرات على الأكثر و إياك أن تزيد عن ثلاث، قل مع نفسك أن كل زيادة فإنك تفعلها للشيطان اللعين. و اعلم أنك كلما زدت كلما يزيد الشك، وهذا هو الوسواس، يزداد بشكل تدريجي، فاليوم تستنشق خمس مرات، و بعد أيام ترى أن خمس مرات لا تكفي و تزيد السادسة أو السابعة، ثم لا يكفيك و تستنشق عشر، ثم ترى الناس أتموا الوضوء و الصلاة و أنت لا زلت في دورة المياه تستنشق و تستنثر و الشيطان يسخر منك و العياذ بالله. خلاصة: توضأ وضوء معتدل، لا تسرف و تضيع الماء، اسنشق و استنثر ثلاث مرات على الأكثر، و كن متأكدا أن الماء وصل إلى داخل أنفك وإذا شكك الشيطان الرجيم في هذا الأمر، فلا تلتفت إليه و مر مباشرة إلى غسل الوجه إلخ إلى أن تتم الوضوء.هذا بالنسبة للاستنشاق. أما بالنسبة للشك في غسل العضو، فالجواب موجود في سؤالك يا أخي : "مع أني أرى أني غسلته لكن يشككني الشيطان لدرجة تصل إلى 99%". فأنت ترى أنك غسلت العضو و مع ذلك تستمع للشيطان. تجاهله يا أخي و اتركه يتحدث لوحده كالمجنون حتى يمل منك و يزول عنك كل هذا إن شاء الله. وبعد أيام قليلة ستحس براحة كبيرة إن شاء الله.
خلاصة للتخلص من هذا الوسواس إن شاء الله:
1ـ عندما تريد الوضوء و تتجه نحو مكان الوضوء، اعلم أن النية حاضرة فلا تتردد أبدا، ادخل مكان الوضوء و توكل على الله و قل باسم الله و ابدأ مباشرة.
2ـ إياك أن تقطع الوضوء مهما كثرة عليك الوساوس و الأفكار التسلطية التي تلح عليك بقطع الوضوء.
3ـ توضأ وضوء معتدل كما يفعله إخوانكك المسلمين، و لا تزد عن ثلاث.
4ـ لا تتأخر في الوضوء و لا تترك الصنبور مفتوح لمدة نصف ساعة فهذا من الإسراف.
5ـ عندما تمر إلى عضو لا تفكر أبدا في العضو الذي قبله، بل استمر حتى أن تكمل الوضوء.
6ـ لا تراقب أعضاؤك هل هي مبتلة، هل غسلتها أم لا، إلخ.
7ـ اعلم أن الشك بعد الفراغ من العبادة، سواء تعلق الأمر بالوضوء أو الصلاة أو غير ذلك، لا يلتفت إليه.
8ـ بالنسبة للاستنشاق، اعلم أنك إذا أخذت كف من الماء بيدك و ألصقته بأنفك ثم اسنشقت فقد دخل الماء. و لابأس أن تجرب هذا الأمر خارج وقت الصلاة. فسترى أن الأمر أسهل بكثير مما تظن.
9ـ عند تسلط الشك عليك بخصوص هل غسلت العضو أم لا، إياك أن تقوم بإعادة شريط وضوءك في بالك و أن تحاول أن تتذكر، فهذا أكبر غلط.
10ـ اعلم أيضا أن جسمنا يعتاد على الأشياء التكرارية، فحتى لو جاءك وسواس هل غسلت العضو، فتأكد أنك قد غسلته.
11ـ أهم نقطة : أكثر من الدعاء إلى الله سبحانه و تعالى بأن يشفيك و يزيل عنك الوسواس، وكن موقنا باستجابة الله سبحانه و تعالى لك، فإنه على كل شيء قدير.
12ـ كما قيل : السماء لا تمطر ذهبا، فمن أراد المال يجب عليه أن يكافح و يعمل. كذلك الوسواس لن يزول لوحده إلا أن يشاء الله، فلابد من جهاد النفس و المعانات لتتخلص منه.
13ـ اعلم أنك كلما استسلمت و أعدت الوضوء أو زدت عن ثلاث في غسل الأعضاء إلخ فإنك تطيع الشيطان
النتيجة إذا طبقت هذا : 1ـ ستشعر براحة كبيرة إن شاء الله.
2ـ ستكون قد أديت الوضوء كما ينبغي.
3ـ لن يفوتك وقت الصلاة.
4ـ ستجد الوقت الكافي للجلوس مع أهلك و للعمل المفيد و الصالح، و هذا أيضا عبادة. بالنسبة للسرعة في الوضوء لم أقصد أن تتوضأ و كأنك تشارك في صراع حول من سيكمل الوضوء في أقل وقت، ولكن أقصد بهذا أن تتجنب ضياع الوقت في ما هو غير ضروري مثل تكرار غسل العضو أكثر من ثلاث و كثرة الدلك إلخ.
منقول
|