وطني يسأل يبحث ينظر في جو السماء
أين الولاء والبراء
أين الميثاق والإنتماء
أين الطهر والنقاء
أين العهد بالوفاء
أين حبات المطر تسقط كالرصاص على الأعداء
وطني لم يجد جوابا فأصيب بانهيار
لم يسأل عن نوع ذاك الإنهيار
عاطفي , فكري فهو لا يملك الإختيار
فإن وطني يردي ثلة من الأنصار
لكن شبابه في المقاهي عاكفون على الخمر على القمار
يختفون وراء ذاك الستار
بماذا يفكرون , ماذا يفعلون لا يعرف من بالجوار
ما يعرف عنهم معصية الخالق الجبار
الذي أسبل على العصين الستار
عسى أن يخرجوا من ظلام الليل الى نور النهار
دون أن يعرف أحد أكانوا في بعد أم قرب من النار
لكنهم لم يسمعوا ولم يعلموا عن رحمة الغفار
بل وانهم نسوا عزهم وتاريخهم الذي انهار
خضعوا لشهواتهم واعتزلوا رقي الأحرار
غاب عنهم من كان يرى المذلة كفرا من الكفار
لا تكونوا كمثل الحمار يحمل الأسفار
معذرة فهذا كلام لا يقدر على كتمانه الشعار
أخبروهم عن الذين سموا وعلوا أخبروهم عن الأبرار
حدثوهم عن الحرب قبل البعثة حدثوهم عن حرب الفجار
حدثوهم عن أبي بكر عن ابن سينا حدثوهم عن عمر المختار
ازرعوا في نفوسهم حب ربهم ورسولهم ازرعوها فيهم كالأفكار
خوفوهم من المعاصي ومن حب هذه الدار
حذروهم من شأن يوم عظيم إذا ذكر أخذت الدموع تنهار
خوفوهم من الله العظيم الواحد القهار
حذروهم من الضنك والضياع حذروهم من عذاب النار
حببوهم في الحنة ونعيمها فهي عقبى الدار
قولوا لهم عن ماءها وخمرها وعسلها ولبنها كلها أنهار
أمتي هذا هو طريق العزة والإنتصار
فالنصر يطرق بابنا لكن بابنا صامد دون انكسار
عسى أن يكسر بابنا ويتشتت الظلام وتشرق الأنوار
قسما برب العزة إذا لقيت الأعداء فسأرفع سيفي البتار
حتى وإن قطع رأسي فستبقى في نفسي من أرض المعركة " لا فرار "