09-07-2010, 03:26 AM
|
|
عضو مهم
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 291
معدل تقييم المستوى: 6000
|
|
ياخوي الأرزاق مقسومة
ياخوي الأرزاق مقسومة ,
عبارة تتناولها كثير من الاقلام , حينما يمر على أذن سامعها
توكل على الله واستغفر واكثر من الدعاء والصدقة ..
تجد ردة فعل البعض بصوت مرتفع ياخوي الأرزاق مقسومة , وكأن القائل
لهذه العبارة يجد صعوبة في دعاء الله او الاستغفار او حتى الانطراح بين يدي الله في السجود
في الصلوات المكتوبة المفروضة , فضلاً عن النوافل ..
حقيقة اجدني متعجباً لقائل هذه العبارة بين تكهنات غير أكيدة تكون حول ثلاث احوال
إن لم يساعدني القارئ المتفضل بطرح مالم يصل إليه قلمي في هذا الموضوع المتواضع
فإن القائل لهذه العبارة إما أن يكون :
يعمد إلى التوكل على الله من دون العمل بالاسباب المشروعة التي تكون ممن سنن الله الكونية
فإن التوكل على الله لايتنافى مع العمل بالاسباب ,
فمثلاً يبقى جالساً بمنزله ويقول انا متوكل على الله وسيأتيني رزقي من دون أن يسعى له.
فعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول:
«لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا»
رواه الترمذي( ) وقال: حديث حسن.
قال السيوطي في قوت المغتذي: ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب
، بل فيه ما يدل على طلب الرزق لأن الطير إذا غدت فإنها تغدو لطلب الرزق.
وقد رأى الفاروق قوما قابعين في ركن المسجد بعد صلاة الجمعة، فسألهم من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون على الله،
فعلاهم عمر بِدِرَّتِهِ ونهرهم وقال: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر
ذهبا ولا فضة، وإن الله يقول( فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ) [الجمعة:10].
وإن الفاروق ، يشكو من متوكلين لا يعملون، ففي حياتنا المعاصرة نشكو من الأمرين معا
، من متوكلين لا يعملون، ومن عاملين لا يتوكلون.
النوع الثاني :
طمس الرآن على قلبه فيجد صعوبة بالغة في التقرب إلى الله فهو يرد الناصحين له حين يذكرونه بصدق الإلتجاء
إلى الله فتكون ردة الفعل بسبب مايجد من ظلمة المعاصي "ياخوي الأرزاق مقسومة" .. كالإستغفار مثلاً من
الاسباب الجالبة للرزق بإذن الله ..
يقول الله جلّ وعلا : (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا , يرسل السماء عليكم مدرارا ,
ويمددكم بأموال وبنين , ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ).
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لزم الإستغفار , جعل الله له من كل هم فرجا , ومن كل
ضيق مخرجا , ورزقه من حيث لايحتسب ).
النوع الثالث
من عنده خلل في العقيدة , فلايرى التوكل على الله!!
وإنما يعتمد فقط على الاسباب الدنيوية نسأل الله العفو والعافية .
فهو يغدو ويروح معتمداً على قوته وشهادته و ..... إلخ
((وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))[المائدة: 23].
((وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً))[النساء: 81].
((وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ))[الطلاق: 3].
ونسي ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ,,
وتناسى ان الذي اعطاه الشهاده قادر على أن يحرمه الشهادة ويحرمه نعمة العقل التي
هي فضل من الله أوصله بها لأخذ هذه الشهادة ..
أخيراً ..
لاتغفل عن التوكل على الله اولاً ثم صدق الإلتجاء إلى الله والعمل بالاسباب المشروعة
من البحث والجد والعمل في الوصول إلى الرزق ..
قد يكون هناك اسباب أخرى عجز عقلي البشري عن الوصول إليها وذلك لضعفي وقلت حيلتي
فإني لأرجو من الله التوفيق والسداد والقبول وأن يجبر ماقصر عنه علمي وعملي ..
فإن من صواب فمن الله وحده وإن من خطأ فمن نفسي والشيطان ..
واستغفر الله إنه كان غفارا ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
كتبه لكم اخوكم
الفارس السعودي
دفعني لكتابة الموضوع النصح والمحبة لجميع اخواني المسلمين
|