09-07-2010, 03:08 PM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: طيبه طيبه
المشاركات: 1,996
معدل تقييم المستوى: 5419298
|
|
محتار وين تروح في إجازة الصيف
بسم الله الرحمن الرحيم
موقع مداد
السياحة
والإسراف في الترويح على النفس والبدن
لقد حرص كثير من الناس على تضخيم الترويح على النفس والبدن، حتى ظنوا بسبب ذلك أنهم مفتونون في بيوتهم وبلدانهم، استصغروا ما كانوا يُكْبِرون من قبل، واستنـزروا ما كانوا يستكثرون، أقفرت منازلهم من الأُنس، وألِفوا السياحة على مفهومهم الخاطئ، والجلوس في المنتديات حال الاغتراب، حتى أصبح المرء منهم في داره حاضراً كالغائب، مقيماً كالنازح، يعلم من حال البعيد عنه ما لا يعلم من حال القريب منه، قبل الإجازات يعقدون الجلسات غير المباركة عن معاقد عزمهم في شد الرحال، إلى مجاري الأنهار، وشواطئ البحار، في بلاد الكفار، أو بلاد تشبهها، يفرون من الحر اللافح إلى البرد القارس، وما علموا أن الكل من فيح جهنم ونَفَسِها، الذي جعله الله لها في الشتاء والصيف.
رحلات عابثة تفتقر إلى الهدف المحمود، والنفع المنشود، أدنى سوءها: الإسراف والتبذير، ناهيكم عما يُشاهَد هنالك من محرمات ومخازي لا يُدرى كيف يُبيح المرء لنفسه أن يراها؟! وماذا سيجيب الله عن قوله:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) [النور:30] .
ولا بِدْعَ حينئذٍ إذا عُكِسَت آمال هؤلاء وخابت أعمالهم، فلم يرجعوا من سياحتهم إلا بنفاذ المال في الدنيا، وسوء المغبة في الأخرى.
استمع أيضا إلى هذه الوصايا النافعة و الخطب القيمة
**************
*********
تبارك الذي قدر الفصول وأجرى الفلك ، و خلق النور و أغطش الحلك ، فانبثق فصل الصيف و انشق ، وقد لفحنا قيظه و شمسه ، فغاب عنا من الظل الخضر يومه و أمسه .
إننا مطالبون بإتباع شرع الله وسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن ذلك جماع الصلاح والهداية، وضده الشقاوة والضلالة؛ وذلك لأن الأعمال لا تقبل إلا بشرطين: الإخلاص، ومتابعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثير الأمر بلزوم سنته، شديد التحذير من البدع والمحدثات، وأقوال السلف في ذلك كثيرة مشهورة. وإن من هذه البدع: بدعة تخصيص ليلة السابع والعشرين من شهر رجب بالعبادة والطاعات والأفراح؛ وغيرها من البدع التي بينها الشيخ - أثابه الله .
شهر رجب شهرٌ محرم، الذنب فيه أضعاف، وأكثر وأسوأ من الذنب في غيره من الأشهر غير الحرم، ولا شك أن الذنوب تعظم في الأزمنة الفاضلة والأمكنة الفاضلة، والناس عددٌ منهم بدلاً من أن يمسكوا عن ظلم أنفسهم في رجب، فإنهم يظلمون أنفسهم بأشد أنواع الظلم، أو من أشدها وهي البدعة التي هي أشد ذنب بعد الشرك بالله، فيحولون شهر رجب إلى شهر بدعة، فهذه بدع لا تجوز، ولم يأت عليها دليل من الشرع .
إن فساد الدين يقع بالاعتقاد بالباطل، أو بالعمل بخلاف الحق "فالأول البدع، والثاني اتباع الهوى، وهذان هما أصل كل شر وفتنة وبلاء، وبهما كُذِّبت الرسل، وعُصى الرب، ودُخلت النار، وحلت العقوبات" ولذلك ما ذكر الله الهوى في كتابه إلا على سبيل الذم ، وأمر بمخالفته، وبين أن العبد إن لم يتبع الحق والهدى، اتبع هواه.
مع شدة حر الصيف اللافح، ولأواء الشمس و هجيرها ، وسخونة الأجواء التي يتصبب منها الجبين عرقاً، يستعد كثير من الناس لقضاء الصيف والإجازة ، فحجوزات تؤكد، وتذاكر تقطع، وحقائب تجهز، وأحزمة تربط ، وأموال ترصد، حيث يممون وجوههم قبل المصايف والمناطق المعتدلة الباردة، وترحل نجائبهم للبلاد الخارجية.
يموج العالم الإسلامي بتيارات عجيبة وفتن متلاطمة، أضلت الكثير وأفسدت الفطر السليمة لدى آخرين
و أستميح القارئ الكريم عذراً أن يكون في بعض ما أورده ما يكدر خاطره ويؤرق مضجعه
، ولقد ترددت أكثر من مرة في إيراد هذا الأمر، لكني أحببت أن يطلع الأحبة القراء على أحوال البعض.. وما يجري على هذه الأرض مساهمة في درء الجهل وشحذاً للهمم لنشر العقيدة الصحيحة .
ينظرُ المسلمون في العالم للمملكةِ العربية السعودية نظرةً خاصة لأنها موطنُ الحرمين الشريفين والمشاعرِ المقدسة ومهبطُ الرسالة وديار الصحابة والخيرةِ من سلف الأمة ؛ ولما ورد في حقِّ الجزيرة العربية من نصوصٍ خاصة ؛ ولكونها أكبر بلدٍ إسلامي يمثلُ أهلَ السنة وهم سوادُ المسلمين الأعظم .
|