12-07-2010, 12:08 PM
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 817
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
موقف إنساني+ صفعة لكل عاق هذه الرسالة لعله يرجع إلى رشده
ابن يتفاخر بأمه «المجنونة» ... وآخر يضحي بصحته من أجلها
الأحساء - محمد الرويشدتحول البكاء واليأس إلى ضحك عارم وتفاؤل بالحياة، في غرفة أحد المستشفياتفي منطقة الأحساء تنام فيها مريضة بالسرطان، كانت خضعت لأولى جلساتالعلاج الكيماوي، الضحك انطلق بعد دخول أسرتها عليها في وقت الزيارة وهمحالقي الرؤوس في مشهد كانت الدموع العنوان الأكبر له.
تروي الممرضة المسؤولة عن الحالة صفية محمد القصة بتأثر شديد تقول: «كانتالمريضة يائسة جداً وتعاني حالة نفسية شديدة، وهي شابة متزوجة مبكراً،قبل أن تكتشف إصابتها بمرض السرطان، وكان خوفها من المرض أقل من خوفها منالعلاج الذي سيفقدها شعرها المرتبط بجمال المرأة بصورة عامة، إلا أنزوجها وأخاه وأختها وزوجة اختها جاؤوا من دون شعر بعد أن قرروا جميعاًمشاركة هذه المريضة معاناة فقدان الشعر، كان مشهداً أذهل الجميع حيث كانتتلك الغرفة مقصداً للعاملين الذين أحاطوا المشهد بتصفيق حار وكأننا فيتصوير أحد مشاهد المسلسلات الدرامية».
وتشير إلى أن «الحالة النفسية للمريضة تغيرت جداً نحو الأفضل، ولا أزالأذكر كيف كانت الدموع سيدة ذلك المكان، فكل من رأى هذا المشهد لم يحبسدموعه»، مضيفة «إنها عائلة تستحق كل التقدير والثناء، فالخطوة التي
أقدموا عليها وخصوصاً من النساء وتخليهن عن شعرهن تعد نبيلة وجريئة، حتىأن زوج المريضة حلق حاجبيه أيضاً وكأنه خضع للعلاج الكيماوي».
وتعج الحياة بمشاهد تدل على الوفاء والإخلاص، وتبقى مادة دسمة تتناقلهاالأفواه وتتلقفها الأسماع باندهاش، وواحدة من تلك القصص كان بطلها حبيبحسين الذي كان واحداً من أبرز الشخصيات التي علقت على صدرها أوسمة برالوالدين بجدارة، هذا الرجل كان ولا يزال الأبرز بين أبناء مجتمعه، إذكان شديد الاعتناء والحرص بوالدته الكفيفة، إلى درجة تفوق الوصف.
فقبل عقدين ونصف العقد، بدأت حكاية هذا الرجل حين لم يكن هناك من يرعىوالدته المريضة الكفيفة، وكان في وقتها سائقاً لحافلة موظفي إحدى الشركاتفي مدينة بقيق (شرقي المملكة)، وكانت والدته وحيدة في محافظة الأحساء، مااضطره لأن يبني لها غرفة من الصفيح بالقرب من مقر عمله، حيث يبدأ صباحهكل يوم بالمرور على الموظفين ليوصلهم إلى مقر العمل، ليرجع بسرعة ليطمئنعلى والدته، قاطعاً مسافات طويلة لأكثر من مرة ما أصابه بإنهاك وتعبكبيرين. خاف حبيب على والدته من أن تصاب بأي أذى، فأصبح يجلسها فيالسيارة التي تقل العمال كل يوم دون الشعور بالخجل أو العار، ما زادإعجاب الموظفين واحترامهم له، ومضت الأيام على هذه الحال قبل أن يزدادمرض الأم، ويقرر أن يرجعها إلى الأحساء ليعتني بها أحد الأقارب الذي وافقبعد أن تدهورت حالتها الصحية، لتغادر الحياة بعد أيام قليلة من افتراقالأم عن ابنها ويصاب الأخير بانتكاسة نفسية حادة.
بيد انه حدث تحول كبير في حياة هذا الابن البار، فبعد أيام من وفاة الأم
بدأت حياته الاقتصادية تتغير نحو الأفضل وأصبحت أبواب التوفيق بحسب ماكان يقول لأصحابه تنفتح الباب تلو الآخر، حتى بات من الشخصيات المرموقةفي مجتمعه، الذي كرمه بأن قلده وسام الابن البار من الدرجة الأولى، ولاتزال قصته المثل الأعلى لدى الكثيرين.
وينقل هاني عبد الهادي الهاني حكاية لا تختلف عن الحكاية السابقة، التيتظهر وفاءً من نوع آخر. ويقول: «كنت مع زوجتي في أحد المحال التجاريةالتي تبيع الملابس الجاهزة، فلفت انتباهنا كبقية المتسوقين صوت سيدةكبيرة في السن تصرخ بهستيريا عارمة وهي تتسوق بجوار ابنها وزوجته، ويبدومن تصرفاتها أنها مختلة عقلياً».
ويشير إلى أن «الأم كانت تختطف الملابس من الأرفف وكأنها طفلة، وابنها لايبادلها إلا بابتسامة الرضا، وكان يردد خذي كل شيء أنت تستحقينه، كانمشهدا ً أوقف الدم في جسدي، وبت مذهولاً منه، ولو كنت مكانه لاكتفيت بأنأوفر لأمي أي شيء تحتاجه لكن بعيدا عن أنظار الناس، إلا أن هذا الرجل لميكن يكترث بل يتصرف على طبيعته». لحق هاني بالرجل فور مغادرته المحل وطلبمنه أن يحادثه قليلاً على انفراد، يقول: «بعد أن سلمت عليه أخبرتهبإعجابي بتصرفه وطلبت منه أن يحكي لي حكاية والدته، فقال لي أنها أصيبتبحادثة مرورية حولتها إلى خرساء ومختلة عقلياً، لكنها لم تتغير في نظري،بل بقيت أمي التي لم أوفيها فضلها، لذا لا أشعر بأنها مختلفة عن باقيالأمهات».
وعن عدم خجله من نظرات الناس لها قال: «لو كنت مكانها ما الذي كانت ستصنع
في رأيك؟ هل ستبقيني في المنزل وتذهب للتسوق، أم أنها ستحارب كل من يقتربمني بشراسة، لا يوجد ما أخجل منه، بل أنا افتخر بها على أي شكل وفي أيظرف، وسأبقى خادمها المطيع»بجد أنسان رائع ، يقول هاني: «لم أتمالك نفسي وبكيت أمامهلعظمة هذا الإنسان وخلقه ومن هذه اللحظة أصبحت أكثر إنسانية بالنسبةلوالدي بسبب هذا الرجل
لاحول ولا قوة الا با الله
؛
؛
وُدُيً تًــشــوُفُ الـــهُـــــمُ
|