24-08-2007, 03:03 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 4
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
إلى أين يا حال؟
في ليـلة شتـاء دافئة، مسـتلـقياً على فراشـي منـسجماً مع أحــلام اليــقــظة
و السيـجارة لا تـفارق يدي، أحرقـها و تحرقنـي، مبـتـعدا عن واقـع لا بـديـل
له سوى في أحلام يقظتنا، و بعـد أن أدركـت فـناء علـبة السـجائر، خرجـت
لشـراء علبـة جديدة دخـلت المـتجر و طلبـت عـلبـة سـجائـر مـاركة LM
فإذا بصـوت يأتيـني من الخلـف قائلاً " تـشـرب LM اجـل انـت من حـزب
العمال مثلي" التفت فوجدت شاب أسمر يرتدي زي عمل ملوثاً بالزيـوت،،
و في يده سيجارة ماركة LMرأيت في وجهه مزيج من التعب و السـعادة
و الارهـاق و الرضـا ،، مبـتـسماً ابتسـامة عـجزت عـن إيجـاد مـغزى لها
ضحكت ،، لا أعرف لماذا؟ ضحكت وكأن قلبي الذي كان يضحك،، ضـحكت
لأني وجدت شاب مدرك للواقع حزب العمال؟ هل أصبح لدينا حزب عمّال؟
أسئلة أطرحها على نفسي بين الفينة و الفينة، إلى أي شيء يأخذنا المتجمع؟
رواتـب دون الـ3 آلاف ريـال، تـضـخّم و ازدياد فـي أسعـار الضـروريات التـي
نسـتهلكها يومياً و في المقـابل تزايد العنوسـة و البـطالة فـي بلادي الـذي يمر
في مرحلة ينبغي أن تكون مرحلة طفرة جديدة، نظرة المجتمع للـفتاة العـانس
هي ذاتها نظرتهم للـشاب العاطـل، زيـادة حـالات الـطلاق و في المقـابل زيادة
الشركات التي ترفض تجديد عقود الموظفين في حالة تعرض الشركة لضائقة
مالية.
ما الذي ننتظره؟ مجتمعنا أصبح قريباً مـن المجتمـعات الغربـية الـمـادية، صــعـوبات
في الحياة و تكــاليف ضـرورياتـها باتــت هاجـس أصـحاب الدخل الـعالي، فكيف إذاً
بمن راتبهم يـصل إلى 2000 ريال؟ أصبحت تكاليف الحـرام أقـل بعـشـرة أضــعاف
تكلفة الحـلال، تذكـرت حينها ما قاله احدهم انه تقدم لخطبة فتاة فطلب أهـلها مـهراً
عاليا و سكن مستقل و حين عجز الشـاب من استيفـاء طلباتهم ألغـى فـكـرة الزواج،
و بعد أيام رأى الفتاة التي أرادها بصحبة شاب آخر، ذهب ليسأله" هل قبِلت شروط
أهل الفتاة كاملة؟ " فقال الآخر لا ،، هي ليسـت زوجتـي و إنمـا صديقـتي ،، ضـحك
الأول و قال "لعن الله قوماً حلالهم أغلى من حرامهم".
إن لم يراعي المجتمع متغيرات الحياة و الظروف الحديثة للشباب، فإننا بلا شك
سنضطر إلى الاتجاه للحرام، و سيتغير مجتمعنا في الـغد القريب ليـصبح أبعـد و
أبعد عن القيم الإسلامية التي كان يسير عليها.
كنت أتساءل في البدء " إلى أي شيء يأخذنا المتجمع؟"
لكن الحق هو " إلـى أي شـيء سنـأخذ نـحن المجتمـع؟"
و على هذا النحو الذي نسير علـيه الآن، أحـمق هـو مـن
يــقـول أن المـجتمـع سـيـظـل على مــا هـو عـلـيـه الآن"
|