21-08-2010, 06:16 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 34
معدل تقييم المستوى: 30
|
|
بما أن اخوي العضو 11111 جاب لنا فائدة عظيمة
أحب اطرح لكم فائدة اخرى اعجبتني وهي عبارة عن مقتطفات من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني حفظه الله .. يقول :
يومك يومك
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء اليوم فحسب ستعيش فلا امس الذي ذهب بخيره وشره ولا الغد الذي لم يأت الى الان اليوم الذي اظلتك شمسه وأدرك نهاره هو يومك فحسب عمرك يوم واحد فأجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكانك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك فلهذا اليوم لا بد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر وإطلاعا بتأمل وذكرا بحضور وإتزانا في الأمور وحسنا في خلق ورضا بالمقسوم واهتماما بالمظهر واعتناء بالجسم ونفعا للآخرين.
لليوم هذا الذي انت فيه فتقسّم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ومن ثوانيه شهورا تزرع فيه الخير تسدي فيه الجميل تستغفر فيه من الذنب تذكر فيه الرب تتهيأ للرحيل تعيش هذا اليوم فرحا وسرورا وأمنا وسكينة ترضى فيه برزقك بزوجتك بأطفالك بوظيفتك ببيتك بعلمك بمستواك
( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج زلا سخط ولا حقد ولا حسد.
إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها ايضا على مكتبك تقول
(يومك يومك). إذا اكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء أو خبز غد الغائب المنتظر.
إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج أو تهتم لماء غد الآسن الحار.
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية:
لن أعيش إلا لهذا اليوم.
حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية مواهبك وتزكية عملك فتقول: لليوم فقط أهذب الفاظي فلا انطق هجرا أو فحشا أو سبا أو غيبة لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي.
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي وتأدية صلاتي على أكمل وجه والتزود بالنوافل وتعاهد مصحفي والنظر في كتبي وحفظ فائدة ومطالعة كتاب نافع.
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتثت منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن.
لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الآخرين وأسدي الجميل إلى الغير أعود مريضا أشيع جنازة أدل حيران أطعم جائعا أفرج عن مكروب أقف مع مظلوم أشفع لضعيف أواسي منكوبا أكرم عالما أرحم صغيرا أجل كبيرا.
لليوم فقط سأعيش فيا ماض ذهب وانتهى اغرب كشمسك فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود الينا ابد الآبدين.
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود لأن غدا لا شيء لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكورا.
يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.
...........
ما مضى فات
تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره والحزن لمآسيه حمق وجنون وقتل للإرادة وتبديد للياقة الحاضرة إن ملف الماضي عند العقلاء يطوي ولايروي يغلق عليه ابدا في زنزانة النسيان يقيد بحبال قوية في سجن الاهمال فلا يخرج ابدا ويوصد عليه فلا يرى النور لانه مضى وانتهى لا الحزن يعيده ولا الهم يصلحه ولا الغم يصححه لا الكدر يحييه لانه عدم لا تعش في كابوس الماضي وتحت مضلة الفائت انقذ نفسك من شبح الماضي وقلق منه اتريد أن ترد النهر الى مصبه والشمس الى مطلعها والطفل الى بطن امه واللبن الى الثدي والدمعة الى العين ان تفاعلك مع الماضي وقلقك منه واحتراقك بناره وانطراحك على اعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر وتمزيق للجهد ونسف للساعة الراهنة, ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: (تلك أمة قد خلت) انتهى الأمر وقضي ولا طائل من تشريح جثة الزمان وإعادة عجلة التاريخ.
ان الذي يعود الى الماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا وكالذي ينشر نشارة الخشب وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي لا تخرج الأموات من قبورهم وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر قال: اكره الكذب.
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا نهمل قصورنا الجميلة ونندب الأطلال البالية ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه.
إن الناس لا ينظرون الى الوراء ولا يلتفتون الى الخلف لأن الريح تتجه الى الأمام والماء ينحدر الى الأمام والقافلة تسير الى الأمام فلا تخالف سنة الحياة....
...........
اترك المستقبل حتى ياتي
{ اتى امر الله فلا تستعجلوه } لا تستبق الأحداث ، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غدا مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولاطعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم لحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأتيه ، ومن يدري لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ، لأنه طول أمل ، ومذموم عقلأ ، لأنه مصارعة للظل. إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان { الشيطان يعدكم الفقر ويامركم باالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } كثير هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غدا ، وسوف يمرضون بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام. إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.
اترك غدا حتى ياتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغول باليوم.
وان تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الامل.
|