12-08-2010, 08:09 PM
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الشرقية
المشاركات: 5,487
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
الرشوة لا يكافحها درع!
أخشى أن تبدأ الرشوة النخر في جسد مجتمعنا بشكل مضر ومخز جدا، وأن نسمع قصص الرشوة إلى أن تأخذ شكلا من أشكال الأفعال الطبيعية والمألوفة.
فعندما تلبس الرشوة لباسا تقليديا غير مستهجن وتتواجد بيننا دون تحريم أو استنكار، فإن ذلك أخطر تأثير قد تنسف فيه الرشوة أخلاقيات المجتمع وتقلبها رأسا على عقب، فقد شاهدنا حال المجتمع في بعض الدول العربية التي يستمرئ مواطنوها الرشوة ويقبلونها ضمن ثقافتهم بشكل طبيعي وكأنه حق من حقوقهم، بل بلغ السوء مبلغه أنك لا تستطيع أن تختم جواز سفرك وقد تتأخر أوراقك لوقت طويل إن لم تضع مبلغا من المال داخل الجواز.
كما أن الدول التي لا تستطيع الحد من الرشوة تجد نفسها تتخلف عن ركب التطور والحضارة وملاحقة الدول المتقدمة أعواما طويلة، بل إن الرشوة تقسم المجتمع إلى نصفين من المرتشين والراشين، فيتحكم بالمجتمع طبقة من المرتشين الذين يصبحون بالغي الثراء خلال سنوات قليلة، فلا يستطيعون ترك اللهاث لزيادة أرصدتهم البنكية بسبب شعورهم بالنقص والخوف من المجهول، كونهم مرتشين ترتعد فرائصهم من حلول لحظة مصيرية من العدل الإلهي التي دائما ما تتابع هؤلاء وتنزع منهم الفرحة بالمال بشكل أو بآخر.
بالأمس كرم وزير الصحة أحد الموظفين الذين رفضوا رشوة بلغت نصف مليون ريال سعودي، ومن المؤكد أن الموظف لن يحصل على مبلغ مادي يقارب أو يوازي ما رفضه لأمانته وحسن دينه، والذي شاهدناه من التكريم صورة الموظف مع الوزير وبينهما درع.
هذا الموظف عندما رفض المبلغ الكبير يستحق أن يكرم بنفس المبلغ الذي رفضه، لأن ذلك هو الحل الوحيد لقطع دابر الرشوة، خصوصا أن مبلغ الرشوة لا يكبر إلا في الحالات التي يكون ضررها كبيرا على المجتمع.
نتمنى أن يكون هناك قرار رسمي يمنح رافض الرشوة نفس المبلغ الذي رفضه، فهو حل جذري لقطعها يجعل الراشين يفكرون ألف مرة قبل عرض رشوتهم على الموظفين!
|