اللهم ارحمنا كما رحمت الأجانب 1- بين يدي (قبل ساعة) عشرة كروت من بطاقات الأعمال وجدتها على مكتب مسؤول حكومي لعشرة مندوبي مبيعات لشركات تعمل على توريد الأجهزة المختلفة لهذه الإدارة الحكومية. بصوت جهوري، بدأت في قراءة أسماء مندوبي المبيعات على مسامع المسؤول: فلان الفلاني (مصري)، فلان بن فلان (سوري)،... (يمني)... (سوداني)... (فلسطيني)، وقبل أن أكمل ضحك المسؤول فقد عرف الهدف ثم قال: لا تكمل فحتى اسم أحمد القحطاني الوحيد الذي ستجده على أحد هذه الكروت ليس سعودياً وإنما يدعي أنه سليل أسرة هاجرت من هنا إلى غزة قبل أكثر من نصف قرن ثم عاد إلينا بالبدلة والرباط وتأشيرة دخول وحقيبة فاخرة ليعمل مندوب مبيعات لدى شركة وطنية عملاقة. قلت للمسؤول مازحاً برزح: أفلا يصلح - القحطاني - مندوب مبيعات لدى شركة وطنية إلا بشرط هجرة أهله للمكان قبل قرن من الزمن ثم العودة بذات الاسم ولكن بمواصفات مختلفة؟ قلت مازحاً وهذه المرة بلا رزحة: ماذا لو تمت سعودة كل - الكروت - التي تنام اليوم على مكاتب كل مسؤول حكومي؟ ما الذي يحتاجه مندوب المبيعات من مواصفات حتى نستقدمه بالبدلة وربطة العنق؟ اللهم ارحمنا كم رحمت الأجانب. هي دعوتي الخاصة التي لن يحذفها رقيب الدنيا وإن حذفها فقد كتبها على لساني رقيب الآخرة.
2- يشتكي صاحبي هروب خادمته الإندونيسية من المنزل في هجيع الليل من مساء البارحة؟ هو لا يشتكي هذه العادة المألوفة بل يتساءل عن من وضع لها ذلك السلم الطويل بين الأرض والنافذة؟ كيف تواصلت مع - العصابة - حد تحديد الوقت وتثبيت السلم على جدار المنزل. يتساءل بغباء: كيف ستسافر إلى إندونيسيا حين تريد وجوازها وإقامتها معي وإندونيسيا كما نعلم على بعد بحور سبعة؟ قلت له هذه المرة بجد: ادع دعائي المأثور: اللهم ارحمنا كما رحمت الأجانب!! ولئن طال بكم الزمن قليلاً فسترفعون ذات دعائي في صلاة قنوت