~~وسائل استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم الناشئة~
1: التعليم بضرب الأمثال:
كثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب الأمثال في أحاديثه وأقواله , لعلمه عليه الصلاة والسلام ما فيها من قدرة على تقريب المعنى وبيان المقصود ومن ذلك ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت )) متفق عليه
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( مثل العائد في صدقته كمثل ***** يعود في قيئه )) مسلم
2: أسلوب التدرج:
استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب عندما بعث معاذاً إلى اليمن فقال له : (( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة من أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم )) مسلم
وقد جاء في القرآن الكريم تحريم الخمر بصورة تدريجية مرت في أربعة مراحل ويستطيع المربون استخدام أسلوب التدرج في تربية الناشئة بأن يبدأ المربي تعليم الطفل من الشيء المحسوس إلى المجرد ومن السهل إلى الصعب.
3: أسلوب القصة ( التعليم عن طريق القصص ):
القصة لها قدرة عظيمة في جذب النفوس، وحشد الحواس كلها للقاص وهي إحدى الوسائل الناجحة لعرض المادة العلمية سهلة وواضحة، تجذب النفوس، وتؤثر في القلوب، ولذا اعتنى القرآن الكريم بذكر القصص لما فيها من تسلية النفس وتقوية العزائم وأخذ العبر والاتعاظ. ولقد ورد في القرآن قصة آدم وإبليس، وقصة قابيل وهابيل، وقصة موسى مع فرعون وغيرها من القصص.ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على صحابته القصص ليثبتهم، وليعلمهم، وليربيهم.
فمن ذلك أن خباباً جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو أذى قريش، وكان ذلك في أول الدعوة بمكة يقول خباب: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا. فقال : (( لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط من الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ))
فهذه القصة فيها من الحكم والعبر الكثير من ذلك: أن الابتلاء لأهل التوحيد سنة ماضية، وفيها فضيلة الصبر وذم الاستعجال وغيرها والقصص في السنة
4الحوار والمناقشة والإقناع:
استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب كثيراً فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحة من حديث أبي هريرة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، ولد لي غلام أسود ، فقال : (( هل لك من إبل ؟ قال:نعم. قال : (( ما لونها ؟ )) قال:حمر. قال : ((هل فيها أورق ؟ )) قال: نعم. قال : (( فأنى ذلك ؟ )) قال: نزعه عرق.
قال : (( فلعل ابنك نزعه )) .
والرسول صلى الله عليه وسلم بين للرجل بأسلوب عقلي سهل وميسور وحاوره وضرب له مثالاً من بعض ما يملكه هذا الرجل ليكون أقرب إلى فهمه .
وعن ابن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحـج فماتت قبل أن تحـج أفأ حـج عنها ؟ قـال (( نعم , حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ )) قـالت : نعـم . قــال :
(( فاقضوا الذي له ، فإن الله أحق بالقضاء )) مسلم .
وأيضاً قصة الشاب الذي استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزنا يتجلى لنا الأسلوب النبوي العظيم في محاورة الشاب ومناقشة وإقناعه
5: التعليم بالتكرار:
من الأساليب التربوية الناجحة التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم تكرار الكلمة أكثر من مرة ليفهم السامع ويدرك تلك الكلمة فهماً واستيعاباً، والتكرار قد يكون في الجمل، وقد يكون في الأسماء، وقد يكون في غيرها، ومما جاء في تكرار الكلمات ما رواه أنس بن مالك (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، من أدرك وإلديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة )) مسلم
فالرسول صلى الله عليه وسلم كرر كلمة رغم أنف ثلاث مرات ليجذب الانتباه ويهيىء النفوس للكلمة التي بعدها تأكيداً لأهميتها
تمنياتي ان نستفيد من هذا الوسائل في التربية وان نتحلي ولو بالشي القليل من الصبر