إن الزنى ديــــن فإنأقرضته*** كان الوفاء بأهل بيتك
قد يقوم البعض منا بأعمال يكون دافعه لها الشهوة المجردة
دون التفكيرالمتعقل لعواقبها ومن ذلك ما يقوم به المعاكس للنساء لذا نقول له :
دعنا نقف معكقليلا ونلقي الضوء على ما تقوم به :
1ـ إن الفتاة التي تعاكسها هي من أفرادمجتمعك ويعني ذلك أنك تساهم في إفساده إرضاء لشهوتك وكان من المفترض ـ وأنت ابنالإسلام ـ أن تسهم في إصلاحه . فهل ترضى لمجتمعك وفتياته الفساد ؟!
2 ـ إنالفتاة التي تعاكسها وتسعى إلى أن تفعل بها الفاحشة أو أنك قد فعلت : إنما هي فيالمستقبل إن لم تكن زوجة لك فهي زوجة لقريبك أو لأحد من المسلمين وكذلك الفتاة التيعاكسها غيرك وساهم في إفسادها قد يبتليك الله بها
3ـ إن فساد النساء يعني فساد المجتمعوقد يبدأ من شخصك أو مما تساهم في تنشيطه وينتهي في المستقبل مع قريباتك ومنأفسدتها اليوم أنت أو غيرك قد تكون صديقة لزوجتك أو أختك أو قريبتك ويقمن بإفسادهاودلالتها على طريق الغواية .. فهن جزء لا يتجزأ من مجتمعك وقد حذر نبيك من مغبةالأمر فقال صلى الله عليه وسلم :
(فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنياسرائيل كانت في النساء)
[ رواه مسلم ] .
4 ـ إن كانت الفتاة ترضى أن ترتبطمعك في علاقة محرمة فما ذنب أهلها بتدنيسك لعرضهم ؟
ثم هل طواعيتها لك عذر مقبوللاعتدائك ؟! بمعنى آخر لو أن أحدا من الناس بنى علاقة غير مشروعة مع أحد قريباتك ثماكتشفت ذلك فهل يكفيك عذرا أن يقول لك من هتك عرضك : هي التي دعتني لذلك لتغفر لهخطيئته ؟ وأسوق لك حديث الشاب الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له :ائذن لي في الزنا فقال صلى الله عليه وسلم :
(أتحبه لأمك لابنتك لزوجتك لعمتكلخالتك)
وكان يقول : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك فقال صلى الله عليهوسلم :
(ولا الناس يحبونه لبناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم أو كما قال صلى اللهعليه وسلم ) [ رواه أحمد عن أبي أمامة ] .
5 ـ لو خيرت بين الموت أو أن يهتكعرضك ماذا تختار ؟
إذا كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم
الناس ؟! قال الرسول صلىالله عليه وسلم :
(من قتل دون أهله فهو شهيد)
[ رواه أحمد وأبو داود والنسائي وهوصحيح ] .
6ـ ما هو الشعور الذي ينتابك وأنت تعيش في مجتمع خنته وهتكتمحارمه وأفسدت نسائه ؟
7ـ هل يكفيك من الفاحشة أن تقوم بها مرة ـ مرتين ـثلاث أم أن الشيطان يريد لك الهلاك ؟ فالأمر لا يتوقف وهو مسلسل سقوط خطير فيدنياك وآخرتك قال تعالى :)
فهل أنت مستعد أن تبتلى في عرضك الآن أو حتى بعد حين مقابلالتنفيس عن شهواتك؟
قد تقول : أتوب قبل أن أتزوج أو أرزق بنتا ! فأسألك :هل تضمن أن الله يقبل توبتك ولا يبتليك ؟! قال تعالى :)وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا …)
(الشورى:40)
واعلم أن الذئاب كثير ولك أم وأخت وزوجة وبنت وابنةعموابنة خال .. فاحذر وانتبه !
قال الشافعي رحمه الله :
عفوا تعفنساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليــق بمســـلمإن الزنى ديــــن فإنأقرضته *** كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم 9ـ إذا صنف الناس إلى صنفين :مصلحين ومفسدين فأين تصنف نفسك ؟
10ـ ما هو شعورك وأنت تفعلالفاحشة بزانية يدخل عليك والداك وإخوانك وكل صديق يثق بك ويحبك وكل عدو يود أنيشمت بك ثم الناس كلهم ويرونك على هذه الحال بل ما هو موقفك وأنت بعيد عن أعينهم فيمأمن لكن عين الله تراك ؟ وهل تذكرت وقوفك بين يدي الله في أرض المحشر عندما (ينصبلكل غادر لواء فيقال : هذه غدرة فلان) كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري .
11 ـ إن كنت ذكيا وحاذقا واستطعت بذكائك التلاعب بأعراض المسلمين دون أنيكتشف أمرك فما هو موقفك من قول الله تعالى :)وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (ابراهيم:42)
12ـ هلتظن أن ستر الله عليك في هذا العمل كرامة ؟ لا بل قد يكون استدراجا لك لتموت علىهذا العمل وتلاقي الله به (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) [ رواهالبخاري ومسلم ] ، (ومن مات على شيء بعثه الله عليه) [ السلسلة الصحيحة 1/ 282] .
13ـ ثم لنفترض أن الله ستر عليك ، أفلا تستحي منه وتتوب ، وإلى متى وأنتتفعل الذنوب ؟!
14ـ نهاية طريق حياتك الموت).. ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281)، فهل تستطيع أن تشذ عن الخلق وتغير هذا الطريق ؟! إذا لماذا لاتستعد للموت وما بعده والقبر وظلمته والصراط وزلته !؟!
واعلم أنك تموت وحدك، وتبعث وحدك ، وتحاسب وحدك .
15ـ روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : ( إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق ـ وذكر الحديثحتى قال : فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجالونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ) فلماسأل عنهم الملائكة قالوا : ( وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناءالتنور فإنهم الزناة والزواني ) .
فهل تود أيها الشاب أن تكون منهم؟!
16ـ قد تقول لا أستطيع الزواج لغلاء المهور فهل الحل الوقوع في الحرام؟! ثم إن سلوكك طريق الحرام تواجهك فيه مصاعب وتسعى جادا لتذليلها بجهدك ومالكوفكرك وأنت مأزور غير مأجور فلماذا لا تكون لك هذه الهمة في طريق الحلال فتواجهالصعوبات ، وأنت مأجور لك الأجر وحسن المثوبة والذكر الحسن ؟ قال صلى الله عليهوسلم : (ثلاث حق على الله عونهم ـ ذكر منهم ـ الناكح يريد العفاف) [ أخرجهالترمذي والنسائي وحسنه الألباني ] .
فمـــاذا تختـــــار؟
إن ممارسةالشيء والاستمرار عليه مدعاة لحبه والدعوة إليه فيخشى على من داوم فعل هذه الفاحشةأن يستسيغها حتى في أهله بعد حين فيصبح ديوثا والعياذ بالله من ذلك .
أخيالمسلم … قد تكون المرأة التي بدأت معها علاقة غير مشروعة عن طريق الهاتف متزوجةوفي لحظة ضعف أو غياب وعي استرسلت معك في الحديث ثم قمت بالتسجيل كالعادة ثم بدأتبتهديدها .. الخ
هل تعلم أنك بهذا العمل قد ارتكبت جريمة شنعاء ؟!! ليس فيحق المرأة فقط بل وفي حق زوجها الذي أفسدت عليه زوجته والرسول صلى الله عليه وسلميقول : (ليس منا من خبب ـ أفسد ـ امرأة على زوجها) [ رواه أبو داود ] ، ثم في حقأطفالها إن كان لديها أطفال فما ذنبهم أن يدنس عرضهم ويفرق بين أبويهم وقد يكون ذلكأيضا سببافي ضياعهم وانحرافهم . والمسؤول عن ذلك كله هو أنت فما هو عذرك أمام الله؟