السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***على أعتاب العشرالأخيرة من رمضان***

أخوتي ..التقي وإياكم هذا اليوم ونحن على أعتاب العشر الأخيرة من شهررمضان ! نلتقي ونحن نتذكّر ذلك الفرح الذي عم قلوبنا بالأمس بلقاء هذا الشهر ، واليوم نقف على أعتابه عشره الأخيرة ، وهو ماضٍ بصفحاتنا ، راحل بأعمالنا ، فماذا يا ترى لدينا في أيام الوداع ؟ أخوتي إن المتأمّل في هذا الشهر يجد دون تروٍّ أن هناك حكمة عظيمة من وراء شرعيته ، لقد جعله الله تعالى على قسمين ، عشرون من أيامه جعلها الله تعالى فرصة لأخذ مزيد من الطاعة ، وترقى بنا خلال هذه العشرين في فضائل الأعمال التي جاءت في لحاف البشائر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جعل الله تعالى هناك فرصة مضاعفة من فاته شيء من الفضل ، جعل الله تعالى هذه العشر الأخيرة بمثابة مسك الختام للوداع ، واختصها الله تعالى بليلة القدر ، تلك الليلة التي تعدل ثلاث وثمانين سنة وبضعة أشهر في تاريخ الإنسان .

أخوتي : ما أحوجني وإياكم اليوم في ظل هذه العشر وقبل الوداع أن نحسن الإقبال على الله تعالى ، وأن نستدرك أيام التفريط ، وأن نعوّض ما فات ، أتراني أحبتي في الله أطلب منكم مستحيلاً حين أقول من الواجب علينا اليوم في ظل هذه العشر أن نحسن ملازمة الطاعة ، وأن نتكرّم على انفسنا بالورود إلى حياض المكارم ولو لهذه اللحظات الغالية ، وكيف أطلب من نفسي وإياك مستحيلاً وهذه العشر لا تأتي في العام إلا وهله اليس حري بنا أن نكون كرسولنا صلى الله عليه وسلم يعلم ما في هذه العشر فيتعبّد فيها ما لا يتعبّد في غيرها .

أخوتي : بين يديكم في ليالي هذه العشر ليلة عظيمة القدر والشأن ، قال الله تعالى فيها : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر ) وقال صلى الله عليه وسلم : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه ( متفق عليه )

أخوتي: الصدقة سر من أسرار رمضان بالذات ، وقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان لقد كان صلى الله عليه وسلم جواداً كريماً في كل حياته ، وكان في رمضان صورة أكثر جوداً وعطاءً ، وهكذا كان السلف رحمهم الله.
وبإمكان كل واحد منا أن يجعل للعشرالأخيرة بعض نفحات البر والإحسان إلى الأرامل والمساكين ، والفقراء والأيتام ، وكما تعلمون أن للصدقة تأثيراً كبيراً في دفع البلاء عن المؤمن ، ونعلم أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامه ، ونعلم أن ممن يظله الله تعالى بظله يوم القيامة متصدق تصدّق بصدقته فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه .

أخوتي: إن ذكر الله تعالى الغنيمة الباردة ، والزاد اليسير ، أعظم سلاح يتزوّد به المتقربين في هذه العشر ، يكفي في ذلك حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ؟ وأرفعها في درجاتكم ؟ وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ؟ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا : بلى قال : ذكر الله . رواه الترمذي وصححه الألباني . ذكر الله تعالى أيها المسلم في هذه الأيام زاد المتقين ..

أخوتي: الاعتكاف طريق إلى سمو الروح ، وعالمَ ٌإلى تحقيق مقاصد القلب من الخشية والإقبال على الله تعالى ، فهو طريق للم شعث القلب ، ولم فرقته ، ولما كان الطعام والشراب ، والخلطة تؤثّر على صفاء الروح ، وتسلب القلب من مقامات الأولياء شرع الله تعالى الصوم والاعتكاف ، فإن الصوم يذهب بكير التخفة وأثرها على القلب ، والاعتكاف يذهب بكير الخلطة ، فيحدث صفاء الروح ، فيسمو الإنسان بين يدي الله تعالى . وهو سنّة ماضية من عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد اعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأول ، ثم اعتكف العشر الأوسط ، ثم اعتكف العشر الأخيرة واستقر اعتكافه في هذه العشر..

أخوتي في نهاية المطاف:
أدعوكم دعاء المحبة الصادقه أدعوكم أن تعتبروا هذه العشر الفرصة التي قد لا تعود ، والحياة التي قد لاتتكرر مرة أخرى ..
كونوا إيجابيينً ، وانظروا إلى الفرص بعين المتسابق التي يتمنى أن تلوح له .
منقول بأختصار واتمنى ان تعم الفائده على الجميع..
محبتكم في الله..