31-08-2010, 08:27 AM
|
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 179
معدل تقييم المستوى: 6827
|
|
العشر الأواخر بقلم الدكتور محمد العريفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما تبقى من ليال أفضلمما مضى، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا دخل العشر شد مئزره، وأحياليله، وأيقظ أهله) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها. وفي رواية مسلم: (كانيجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) وهذا يدل على أهمية وفضل هذه العشر منوجوه:
أحدها: إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت العشر شد المئزر، وهذا قيلإنه كناية عن الجد والتشمير في العبادة، وقيل: كناية عن ترك النساء والاشتغالبهن.
وثانيها: أنه صلى الله عليه وسلم يحي فيها الليل بالذكر والصلاة وقراءةالقرآن وسائر القربات.
وثالثها: أنه يوقظ أهله فيها للصلاة والذكرحرصاً على اغتنام هذه الأوقات الفاضلة.
ورابعها: أنه كان يجتهد فيها بالعبادةوالطاعة أكثر مما يجتهد فيما سواها من ليالي الشهر.
وعليه فاغتنم بقية شهرك فيمايقرِّبك إلى ربك، وبالتزوُّد لآخرتك من خلالقيامك بمايلي:
1/ الحرص على إحياء هذه الليالي الفاضلةبالصلاة والذكر والقراءة وسائر القربات والطاعات، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كماكان صلى الله عليه وسلم يفعل.
قال الثوري: أحب إلي إذا دخل العشر الأواخرأن يتهجد بالليل ويجتهد فيه ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.
وليحرص على أن يصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام ليلة،يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواه أهل السنن وقال الترمذي: حسن صحيح.
2/ اجتهد في تحري ليلة القدرفي هذه العشر فقد قال الله تعالى:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِشَهْرٍ}[القدر:3]. ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر. قال النخعي: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر. وقال صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدرإيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم [إيماناً]أي إيماناً بالله وتصديقاً بما رتب على قيامها من الثواب. و[احتساباً] للأجر والثواب وهذه الليلة في العشر الأواخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) متفق عليه. وهي في الأوتار أقرب منالأشفاع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشرالأواخر من رمضان) رواه البخاري. وهي في السبع الأواخر أقرب، لقوله صلى الله عليهوسلم: (التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبعالبواقي) رواه مسلم. وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين لحديث أبي بن كعب رضيالله عنه أنه قال: (والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلىالله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين) رواهمسلم.
وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في اللياليتبعاً لمشيئة الله وحكمته.
قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال في ليلةالقدر: وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل.. ا.هـ. قالالعلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف ما لو عينتلها ليلة لاقتصر عليها...ا.هـ وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر جميعاً وكثرة الأعمالالصالحة فيها وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل.
والأجر المرتب على قيامها حاصللمن علم بها ومن لم يعلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط العلم بها في حصولهذا الأجر.
3/ احرص على الاعتكاف في هذه العشر. والاعتكاف: لزوم المسجد للتفرغلطاعة الله تعالى. وهو من الأمور المشروعة. وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلموفعله أزواجه من بعده، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالتكان النبي صلىالله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله -عز وجل- ثم اعتكفأزواجه من بعده) ولما ترك الاعتكاف مرة في رمضان اعتكف في العشر الأول من شوال، كمافي حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين.
قال الإمام أحمد –رحمه الله-: لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً أن الاعتكافمسنون.
والأفضل اعتكاف العشر جميعاً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل لكنلو اعتكف يوماً أو أقل أو أكثر جاز. قال في الإنصاف: أقله إذا كان تطوعاً أو نذراًمطلقاً ما يسمى به معتكفاً لابثاً. وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: وليس لوقتهحد محدود في أصح أقوال أهل العلم.
وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفاروالقراءة والصلاة والعبادة، وأن يحاسب نفسه، وينظر فيما قدم لآخرته، وأن يجتنب مالا يعنيه من حديث الدنيا، ويقلل من الخلطة بالخلق. قال ابن رجب: ذهب الإمام أحمدإلى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس، حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن، بلالأفضل له الانفراد بنفسه والتخلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه، وهذا الاعتكاف هوالخلوة الشرعية.. ا.هـ.
*ختامالشهر..
ها هو شهر رمضان قد قوِّضت خيامه، وغابت نجومه. وها أنت في ليلة العيد،فالمقبول منا هو السعيد. وإن الله قد شرع في ختام الشهر عبادات تقوي الإيمان وتزيدالحسنات. ومنها:
1/ التكبير، من غروب الشمس ليلة العيد إلىصلاة العيد قال تعالى:{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىمَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[البقرة:185].
ومن الصفات الواردة فيه: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، واللهأكبر، الله أكبر ولله الحمد.
2/ زكاة الفطر، وهي صاع من طعام ويبلغ قدرهبالوزن: كيلوين وأربعين غرماً من البر الجيد. فإذا أراد أن يعرف الصاع النبوي فليزنكيلوين وأربعين غراماً من البر ويضعها في إناء بقدرها بحيث تملؤه ثم يكيل به. والأفضل أن يخرجها صباح العيد قبل الصلاة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: (أن النبيصلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة) متفق عليه. ويجوزإخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.
3/ صلاة العيد، وقد أمر بها النبي صلى اللهعليه وسلم أمته رجالاً ونساء مما يدل على تأكدها. واختار شيخ الإسلام ابن تيميةأنها واجبة على جميع المسلمين وأنها فرض عين. وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمدواختاره ابن القيم أيضاً.
ومما يدل على أهمية صلاة العيد ما جاء فيحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن فيالفطر والأضحى: العوائق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن المصلى، ويشهدنالخير ودعوة المسلمين، قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ فقال صلى اللهعليه وسلم: (لتلبسها أختها من جلبابها) متفق عليه.
والسنة: أن يأكل قبل الخروجإليها تمرات وتراً ثلاثاً أو خمساً أو أكثر، يقطعهن على وتر، لحديث أنس رضي اللهعنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهنوتراً) رواه البخاري.
ويسن للرجل أن يتجمل ويلبس أحسن الثياب. كمافي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق فأخذهافأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، ابتع هذه تجمل بها للعيدوالوفود. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هذه لباس من لا خلاق له) وإنما قال ذلك لكونها حريراً. وهذا الحديث رواه البخاري. وبوب عليه: باب في العيدينوالتجمل فيهما. وقال ابن حجر: وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابنعمر رضي الله عنهما أنه كان يلبس أحسن ثيابه فيالعيدين.
وأما المرأة فإنها تخرج إلى العيد متبذّلة، غير متجملة ولا متطيبة، ولامتبرجة، لأنها مأمورة بالستر، والبعد عن الطيب والزينة عندخروجها.
ويسن أن يخرج إلى مصلى العيد ماشياً لا راكباً إلا من عذر كعجز وبعدمسافة لقول علي رضي الله عنه: (من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً) رواه الترمذيوقال: هذا حديث حسن. والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يخرجالرجل إلى العيد ماشياً، وأن لا يركب إلا من عذر.. ا.هـ.
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة عزوزشقاوي ; 31-08-2010 الساعة 08:34 AM
|