يعتبر الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً بعد القلق ، ويعتبره البعض اضطراب العصر الحديث ، فمن منا لم يشعر بالحزن أو شئ من الاكتئاب فى وقت من أوقات حياته .. أعتقد لا أحد ، فالاكتئاب ضريبة الحياة والسعادة . وتتشابه الأعراض تقريباً بين الحزن والمشاعر الاكتئابية والاكتئاب النفسى والاكتئاب العقلى من الناحية الكيفية ، إلا أنها تختلف من الناحية الكمية أى من حيث شدة الأعراض والمدة الزمنية .
أعراض الاكتئاب
تنقسم أعراض الاكتئاب إلى أعراض وجدانية مثل : الشعور بالحزن ، وفقد الحب ، التشاؤم ، فقدان الأمل ، اليأس ، عدم الاستمتاع بمباهج الحياة . وأعراض جسمية مثل : الشعور بتعب جسمى عام ، صداع ، أرق ، اضطرابات النوم ، فقدان الشهية . وأعراض معرفية : الشعور بالدونية ، الشعور بالذنب ، النظرة السلبية للذات والعالم والمستقبل ، صعوبة التركيز ،التفكير فى إيذاء الذات ، النسيان ، عدم القدرة على الإبداع . وأعراض سلوكية مثل : عدم القدرة على التواصل ، والخروج ، وحضور المناسبات السعيدة والرحلات .
وهناك العديد من الأسباب التى تسبب الاكتئاب ومنها
أسباب خاصة بالنواحى الفسيولوجية ، والجينات ، والوراثة .
ضغوط الحياة الجسمية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية والبيئية .
فقد المحبوب ، سواء شخص عزيز ( أب ، أم ، ، أخ ، زوج ، زوجة ، ابن ، صديق ، حبيب .. الخ ) أو شئ عزيز ( مال ، عمل ، ممتلكات .. الخ ) .
النظرة السلبية للذات والعالم والمستقبل .
الحديث السلبى مع الذات ( القاتل الصامت ) وأشارت إحدى الدراسات أن 80% من أفكارنا سلبية وتسبب 75% من الأمراض لنا ، فنحن نصنع أفكاراً سلبية ثم تصنعنا .
وللتخلص من الاكتئاب يجب بداية التشخيص السليم لنوع الاكتئاب ودرجته ومن ثم علاج الأسباب المؤدية إليه ، وأشكال العلاج متعددة منها العلاج بالعقاقير والعلاج التحليلى النفسى ، والعلاج المعرفى ، والعلاج السلوكى ، والعلاج الجمعى ، وفى اضطراب الاكتئاب الجسيم يمكن استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية .
ثم إذا أردت التخلص من الاكتئاب يجب عليك الآتى :
تعلم استراتيجيات مواجهة الضغوط: مثل المواجهة الفعالة ، ولا تستخدم الأساليب الهروبية فى مواجهة مشكلاتك بعدم المواجهة أو تأجيلها أو الهروب بالنوم أو المخدرات مثلاً ، كذلك لا بد من التفريغ الانفعالى للمحتوى المكبوت وذلك من خلال التحدث مع من تثق به أو كتابة أفكارك ومشاعرك ، كذلك لا بد من اتباع الأسلوب العلمى فى حل مشكلاتك ، وذلك بتحديد المشكلة جيداً ، وجمع المعلومات الدقيقة حولها ، وضع فروضاً لحلها ، وركز على الأهم فالمهم ، ورتب الأولويات ، وقسم المشكلة ما استطعت ، ويمكنك أن تعيد اكتشاف حجم المشكلة فتصغير حجم المشكلة أفضل من تعدد الحلول ، وبالطبع من أفضل استراتيجيات مواجهة المشكلات هو اللجوء إلى الله .
عدل أفكارك اللاعقلانية : مثل المبالغة فى تقدير الأمور والمشكلات ورؤيتها بشكل سلبى ، وكذلك التعميم الخاطئ ، فلا تعمم فشلك فى الماضى على حاضرك ومستقبلك ولا تتهم نفسك دوماً بالفشل فأنت لست كذلك ، كذلك لا تعمم نقطة ضعفك على كل سماتك وتصفها بالضعف ، وابتعد عن الإدراك الانتقائى السلبى ، فلا ترى الحياة دوماً سوداء وتذكر أن الحياة لا لون لها فأنت من تسقط عليها لونك الداخلى ، وتذكر أننا لا نرى الأشياء كما تبدو فى الواقع ، ولكن كما تبدو لنا ، فكن جميلا ترى الوجود جميلاً . وابتعد عن التفكير بطريقة الكل أو لا شئ ، إما أن أكون أو لا أكون ، ولكن حاول أن تكون وكن بقدر ما تكون .
اعرف نفسك : تعرف على ذاتك الحقيقية ، تعرف على إمكاناتك التى وهبك الله إياها وهى إمكانات لا محدودة ، فلقد خلقك الله فى أحسن تقويم ، فلتتعرف على نقاط القوة بداخلك ، ولتتعرف على إيجابياتك ، واكتشف طاقاتك اللامحدودة ، وحاول اكتشاف عبقريتك ومواهبك .
تقبل ذاتك كما هى : وحاول أن تحسن مهاراتك .
كن نفسك : ولا تحاول أن تكون غيرك فلن تستطيع أن تكون غيرك وسوف تفقد نفسك .
ولا تظلم نفسك بالمقارنة السلبية : لا تقارن أسوأ ما فيك بأفضل ما عند غيرك فتظلم نفسك ، لأن من طبيعة البشر أن يكون بهم نقاط قوة ونقاط ضعف ، ولاحظ أن الإنسان لا يرى فى غيره إلا ما ينقصه . فالفقير يرى فى الغنى غناه والمريض يرى فى السليم صحته ، ومتواضعة الجمال ترى فى الجميلة جمالها .
التفاؤل : تفاءل دوماً بالخير تجده ، وأحسن الظن بالله ، ولا تتشاءم لأنك ببساطة لا تعلم ما سوف يحدث لك بعد ثوان معدودة ، وتذكر قول الله تعالى " فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا ) ، وتذكر أن المتشائم يرى فى كل فرصة عقبة لكن المتفائل يرى فى كل عقبة فرصة . فرصة للنمو ، فرصة لاكتشاف ذاته . ولقد سقط أحد الأشخاص من الدور العاشر وأثناء سقوطه سأله رجل فى الدور الثانى كيف حالك ؟ فأجابه الساقط : لازلت بخير حتى الآن .
الابتسامة : فهى إشراقة شمس فى ظل الغيوم ، وأعدك إن ابتسمت للحياة فسوف تبتسم الحياة لك . وأعدك أنك بمجرد رسم الابتسامة على وجهك سوف تتغير حالتك المزاجية .
ممارسة الرياضة : فبمجرد المشى 20 دقيقة فى اليوم سوف تشعر بتغيير إيجابى فى حالتك المزاجية .
الاستحمام : أكثر من الاستحمام والوضوء فالماء تطفئ النار ( ولا تنتظر المواسم والأعياد الرسمية ) .
تعلم طرق التنفس : وأبسطها أن تأخذ شهيقاً ( لمدة أربع عدات ) وأن تحتفظ به ( لمدة عدتين ) وأن تخرجه ببطء ( لمدة ست عدات قائلاً الحمد لله فى كل مرة ) ولاحظ التغيير الإيجابى .
تعلم الاسترخاء : فهو من أفضل الطرق للتخلص من القلق والاكتئاب .
مارس هواياتك المفضلة والمحببة إليك .
ساعد الآخرين : والمحتاجون فى هذا الزمان كثر ، فإن بحثت اليوم عن مسكين وأعطيته شيئاً بسيطاً وربت على كتفه ( طبطبت عليه ) وطلبت منه أن يدعو لك بتفريج همك .. أعدك بتحسن حالتك المزاحية فى الحال .
أكثر من الاستغفار : فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجاً .
تعلم الخشوع فى الصلاة : فسوف تجد حلاوة لو علم الملوك بها لقاتلوك عليها ، وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم لبلال " أرحنا بها يا بلال " .
الدعاء بتفريج الهم : وابحث عن الأدعية التى تفرج الهم وتذهب الحزن ، وتعالج الاكتئاب ، ولن أقولها لك ، كى تبحث عنها وتحفظها ، وحينما يصلك تأثيرها الإيجابى تذكرنى وادعو لى .
وأخيراً : تذكر أنه قد لا يمكننا أن نمنع طيور الهم أن تحلق فوق رؤوسنا ، لكن يمكننا أن نمنعها من أن تعشش فى عقولنا .