31-08-2010, 09:06 PM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 450
معدل تقييم المستوى: 16818
|
|
اسباب الكسل والعلاج منه
أسباب الكسل:
للكسل أسباب كثيرة منها:
أولاً: النفاق
وهو خاص بالتكاسل عن الواجبات الدينية، وذلك لأن المنافق ليس له نية صالحة في أداء العبادات، فيؤديها -إن أدَّاها- رياء وطمعاً في رؤية الخلق وخوفاً من عقوبة الدنيا، ولذلك فإنه يتكاسل عن الواجبات الدينية إن أحس أنه في مأمن من نظر الناس ومراقبتهم له.
وقد تقدمت الأدلة على ذلك من القرآن والسنة.
ثانياً: العجز وحب الراحة:
قال بن الجوزي: "الموجب للكسل حب الراحة"، حديث أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل»
وفي أفراد مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز» (الطب الروحاني، ص 69).
ثالثاً: الفراغ
والفراغ قد يكون نعمة إن استعان به الإنسان على النافع من أعمال الدنيا، وقد يكون نقمة إن جعله وسيلة للكسل والراحة، والقعود عن إنجاز المهمات وأداء الأعمال والمصالح، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إني لأبغض الرجل أراه فارغاً ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة". وقال: "يكون في آخر الزمان أقوامٌ أفضل أعمالهم التلاوم بينهم، يسمون الأنتان!".
وقال ابن عباس: "تزوج التواني بالكسل، فولد بينهما الفقر".
رابعاً: الترف:
إن الإنسان لابد أن يؤدي أعماله بنفسه حتى ولو كان غنياً يستطيع استخدام من يؤدي عنه أعماله، لئلا يتعود الكسل والبطالة، ولقد رأينا كثيراً من الأغنياء كانوا يستمتعون بالعمل، فينظفون بيوتهم بأنفسهم، ويقودون السيارة، ويزرعون حدائق بيوتهم.
أما المترفون فإنهم يرون ذلك من العيب، فقد أدى لهم الترف إلى الكسل وترك العمل، فساءت أحوالهم، وحُرموا من متعة الحياة الطيبة التي يهيئها لهم العمل النافع، فأصبحوا لا قيمة لهم، وإن كانوا يملكون الأموال الكثيرة.
خامساً: كثرة الطعام والشراب:
إن الإسراف في تناول الطعام والشراب يؤدي إلى التناقل عن الطاعات ومزاولة ما ينفع من الأعمال، فمن أكل كثيراً شرب كثيراً، فنام كثيراً، ففاته خير كثير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه» [صححه الألباني].
سادساً: كثرة النوم:
قال ابن القيم: "فإنه يميت القلب، ويثل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل" (مدارج السالكين).
سابعاً: طول الأمل:
وطول الأمل يدعو كذلك إلى التثاقل عن الطاعات واغتنام الأعمار في كسب الحسنات، ومن طال أمله فسد عمله.
ثامناً: صحبة أهل الكسل:
فإن صحبة هؤلاء تعوق عن التطلع إلى معالي الأمور، وتغري بالتشبت بسفافها، وتسقط الهمة، وتضعف العزائم، وقد قيل:
فلا تجلس إلى أهل الدنايا *** فإن خلائق السفهاء تعادي
تاسعاً: التعلق بالأوهام والأماني الكاذبة:
وهذا حال الكسالى الضعفاء الذين لا يبذلون الأسباب التي تدفع عنهم الضعف والتخلف والهزيمة، بل يكتفون بالحديث عن ماضي أسلافهم، وأمجاد أجدادهم، ويتوهمون أن ذلك الماضي يمكن أن يعود دون عمل وبذل وتضحيات.
لا تحسب المجد تمرأ أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
عاشراً: فساد البيئة:
إن البيئة التي يعيش الإنسان فيها لها تأثير عظيم على استعدداته الفكرية والنفسية والبدنية.
فالإنسان إذا عاش في أسرة مفككة، ومجتمع ساقط، ليس فيه عدالة ولا اهتمام بالعلم، والإبداع تأثر بذلك وفترت همته فأخذ شيئاً فشيئاً ينتظم في سلك الكسالى والعاجزين.
وإذا كان الإنسان يعيش في أسرة مترابطة ومجتمع سليم تحركه الأهداف العُليا، انطلق نحو العمل الجاد والفكر المثمر، وسمت همته إلى تحقيق الإبداعات التي ترقى به وبأمته في سماء المجد.
علاج الكسل
ويعالج الكسل بضد ما ذكرناه من أسباب ومن ذلك:
1- الإيمان الحقيقي المؤدي إلى العمل النافع، وقد اقترن العمل بالإيمان في عشرات الآيات {الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ}.
2- علو الهمة والتشمير عن ساعد الجد، فاللبيب يعلم أنه لم يُخلق عبثاً، وإنما هو في الدنيا كالأجير أو التاجر.
3- النظر في حُسن عاقبة العاملين وسوء عاقبة الكسالى البطالين.
4- ملء الفراغ بكل مفيد نافع.
5- عدم الركون إلى الترف والانهماك في طلب اللذات.
6- وضع أهداف عُليا يعمل على تحقيقها، ويمكن تقسيم هذه الأهداف قريبة وأهداف بعيدة:
فمن الأهداف القريبة مثلاً: حفظ القرآن، أو حفظ بعض المتون.
ومن الأهداف البعيدة، إخراج الأمة من حالة التخلف، ولا تنسى الهدف الأساسي وهو إقامة العبودية والوصول إلى رضاالله تعالى والفوز بجنته.
7-الاعتدال في الطعام والشراب والنوم.
8- الاعتدال في جانب المخالطة، ولا يصاحب إلا أهل العمل والاجتهاد.
9- عدم الاسترسال مع الأوهام والأماني الكاذبة، فالنعيم لا يدرك بالنعيم، والراحة لا تنال بالراحة.
قال أحد السلف: "لا ينال العلم براحة الجسد، فمن تلمح ثمرة الكسل اجتنبه، ومن مد فطنته إلى ثمرات الجد، نسي مشاق الطريق".
10- قال ابن الجوزي: "ومن أنفع العلاج: النظر في سير المجتهدين، فالعجب من مؤثر البطالة في موسم الأرباح، وتارك الاستلاب وقت النثار".
قال فرقد: "إنكم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل، ألم تروا إلى العامل إذا عمل كيف يلبس أدنى ثيابه، فإذا فرغ اغتسل ولبس ثوبين نقيين، وأنتم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل" (الطب الروحاني).
إعداد: خالد أبو صالح
مدار الوطن
مركز خدمة المتبرعين بالكتاب
منقول للفائدة
|