( رمضان )
كنتَ تأتي قومآ أعدوا العدة لـ إستقبالك ,، وفهموا سرك ،,
وعرفوا مغزاك ،, فهم ينتظرونك ويترقبونك ،,
ويتهيؤون لك بالصلاة والصيام والتهيئة العبادية ،,
كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يدركوا فضيلتك ،,
ثم يدعونه باقي العام أن يتقبل ،,
كانوا يقولون :-
اللهم سلمنا إلى رمضان ،,
وسلم لنا رمضان ،,
وتسلمه منا ،,
هذا عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه يؤتي له بإفطارهـ
وقد كان صائمآ وفيه نوعان من الطعام ،,
فـ ( يبكي ) !!
فيسأله أهله :- مايبكيكَ ??
فيقول :- تذكرت مصعب بن عمير مات يوم مات ولم نجد له مانكفنه به ..
إلا بردة إذا غطينا رأسه بدت قدماهـ ،,
وإذا غطينا قدميه بدا رأسه ،,
ونحن اليوم نأكل من هذهـ الأنواع ،,
وأخشى أن تكون طيباتنا عجلت بنا!!
|| معــــــذرة يارمضان ||
كنت تطل على قوم أسهروا ليلهم ،,
واظمئوا نهارهم ،,
وأدركوا أنك موسم لا يعوض فبذلوا الغالي والنفيس ..
سمعوا قول الله : ( أياما معدودات ) [ سورة البقرة :184] .
فأرادوا ألاتضيع منهم ..
كنت تنظر إليهم ,، وهم بين باك غلبته عبرته ،,
وقائم غفل عن دنياهـ ،, وساجد ترك الدنيا وراء ظهرهـ ،,
وداع علق كل أمله في الله ..
( سامحنا يا رمضان )
لقد قست قلوبنا !!
تحجرت أفئدتنا !!
قحطت أعيننا !!
لم نعد نحس بحلاوة الطاعة ولا بجمال العبادة ولا بأنس المناجاة ,,
هل تطل إلا على المساكين ليس في ليلهم إلا اللهو واللعب ,,
هل تطل إلا على حمقى ..تركوا الصلاة وانشغلوا بهذهـ القنوات الفضائية ,,
هل تطل إلا على كسالى .. غاية جهد أحدهم أن يصلي مع الإمام ثمان ركعات ..
ثم ينصرف معجبآ مزهوآ..
وكأنه قضى حق العبادة وفرغ من واجب الله عليه ,,
هل تطل إلا على قساة القلوب .. الذين يتولج القرآن سمعهم بكرة وعشية ..
فلا تهتز له قلوبهم ولا تدمع له أعينهم ,,
( معــذرة يا رمضان )
لقد كنت تفد إلى قوم تآخوا على غير أرحام بينهم ،,
عرفوا قيمة الإخاء فلزموهـ وفهموا قدرهـ فقاموا بحقوقه وواجباته ،،
وعرفوا قوله صلى الله عليه وسلم : (( المسلم أخو المسلم )) ،،
فكانوا بحق إخوة وأحبابآ ،،
كانوا جسدآ واحدآ ,،
يرحم الكبير الصغير ،, ويحترم الصغير الكبير ،,
يعيشون بالود ،, ويتعاملون بالحب ،,
حياتهم صفاء وعيشتهم وفاق ،،
لا تباغض ،،
لا تحاسد ،،
لا حقد يألم أحدهم لألم أخيه ،,
يأسى لأساهـ ,,
يقضي حوائجه ،،
ويسد خلته ويتلمس مصالح ليقضيها،،
جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنه وهو معتكف يسأله قضاء حاجة له ،,
فقام ابن عباس ليخرج معه ،,
فقالوا له :: أنك معتكف !!
فقال :: لأن أسعى في قضاء حاجة أخي أحب إلي من اعتكاف شهرين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,,
( اليــوم يارمضان )
هل تفد إلا على قوم استبدلوا العداوة بإلاخاء ,,
والخصومة بالصفاء ورضوا بالتباغض والشحناء ,,
وكأنه لم ينته إليهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :-
(( ترفع الأعمال إلى الله كل اثنين وخميس فيغفر لمن شاء ،،
إلا رجلآ كان بينه وبين أخيه شحناء ،،
فيقول :: انظروا هذين حتى يصطلحا ))
( معـذرة يارمضــان )
هذهـ جراحنا ..
هذا واقعنا الذي نعيشه ..
هكذا تبدلت الدنيا وتغير الناس ..
هكذا نحن ..
فهل نجد في أيامك القادمة المباركات ما يغير الحال !!
وهل تكون لنا محطة نخرج منها بوجه غير الوجه الذي دخلنا به !!
,,
!! .. أتمنى ذلك ..!!