13-09-2010, 06:48 PM
|
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 154
معدل تقييم المستوى: 2572
|
|
قل لي من تجالس؟!!
عنوان المحاضرة
من تجالس ؟ .
الحمد لله رب الأرباب الذي بعث نبيه محمدًا ليتمم مكارم الأخلاق، أحمده سبحانه وهو الواحد الرزاق،و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن نبينا محمداً عبده و رسوله وشفيع الموحدين يوم التلاق اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه على الإطلاق،ثم أما بعد :
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أيها الاخوة و الأخوات : نحمد الله تعالى على أن يسر لنا جميعا هذا اللقاء الطيب المبارك .
و محاضرتنا نتناول فيها ـ إن شاء الله ـ المرغبات من الآيات والأحاديث في فضل الجليس الصالح وشروط الجليس الصالح ثم أختم بأضرار جليس السوء نعوذ بالله من جليس السوء .
والإنسان بطبعه ميال للآخرين ، وهذه المجالسة لها الأثر الواضح في فكر الإنسان ومنهجه وسلوكه
وإليكم الأدلة على ذلك :
قال تعالى " ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا "
قال ابن جرير في تفسيره ( ويوم يعض الظالم المشرك بربه ندمًا وأسفًا على ما فرط في جنب الله وأوبق نفسه بالكفر في طاعة خليله الذي صده عن سبيل ربه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يعني طريقاً إلى النجاة من عذاب الله )
وقال سبحانه " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلاالمتقين "
يقول صلى الله عليه وسلم : إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة .
فالصديق هو من تنتفع به وبالجلوس معه فيحفظك في غيبتك
وخالط إذا خالطت كل موفق *** من العلماء أهل التقى والتسدد
يفيدك من علم وينهاك عن هوى *** فخالطه تهدى من هداه وترشد
وخير جليس المرء كتب تفيده *** علومًا واداباً كعقل مؤيد
وقال آخر :
أنت في الناس تقاس *** بالذي اخترت خليلا
فأصحب الأخيار تعلو *** وتنل ذكرا جميلا
صحبة الخامل تكسو *** من يواخيه خمولا
شروط يجب أن تتوفر في الصاحب:
1 / أن يكون عاقلاً و لا خير في صحبة الأحمق :
قال علي بن أبي طالب :
فلا تصحب أخا الجهل *** وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى *** حليما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء *** إذا ما المرء ماشاه
2 / أن يكون حسن الخلق
3 / أن لايكون فاسقًا
4 / أن لايكون مبتدعاً
5 / أن لايكون حريصاً على الدنيا
ثمــرات مجالسة الصالحين :
الخير الحاصل من مجالستهم كثير جدا والفوائد عديدة منها:
1 / أن مجالس الصالحين تشمله بركة مجالسهم ويعمه الخير الحاصل لهم .
2/ أن المرء مجبول على الاقتداء بجليسه والتأثر بعلمه وسلوكه ومنهجه ولذلك قال علية الصلاة والسلام : المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .
قال الخطابي رحمه الله : لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته .
وقال سفيان بن عيينه رحمه الله : انظروا إلى فرعون معه هامان وانظر إلى الحجاج معه يزيد بن أبي أسلم شر منه ,وانظروا إلى سليمان بن عبد الملك صحبه رجاء بن حيوه فقومه وسدده .
يقول عدي بن زيد رحمه الله :
إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم *** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما من شئ أدل على شئ ولا الدخان على النار من الصاحب على الصاحب .
وقال مالك : الناس أشكال كأشكال الطير الحمام مع الحمام والغراب مع الغراب والبط مع البط والصعو مع الصعو وكل إنسان مع شكله .
يقول صلى الله عليه وسلم : الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها أتلف وما تناكر منها اختلف .
3 / أن جليسك الصالح يبصرك بعيوبك ويدلك على أوجه الضعف عندك والنقص لديك .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : المؤمن مرآة أخيه .
قال الحسن البصري :المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه مالا يعجبه سدده وقومه وحاطه وحفظه في السر والعلانية .
4 / أن جلساءك من أهل الخير يصلونك بأشخاص آخرين أخيار فكم من شخص تعرف على أحد الأخيار فما لبث أن تعرف على أفواج منهم .
5 /أنك تتعرف على أخطائك السلوكية وفي أمور العبادة.
6/ أنك تنكف عن المعصية بسبب جليسك الصالح ,فتنكف عن المعصية بسبب جلوسك معه وهذا يكون أدعى لتركها- بإذن الله .
7 / أنه يرشدك على أمور الخير ينفعك العلم بها
فمثلا : يدلك على عمل النوافل كالصلاة وقيام الليل وصلاة الضحى والصيام, وينبهك على أشياء محرمه ويشجعك على أمور الخير .
8 /أنك تنظر إلى علو مكانته في العلم والدعوة والعبادة ففي ذلك منفعة ومصلحة من وجهين :
أ / زوال ما قد يوجد لديك من العجب
يقول صلى الله علية وسلم : لولم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أ شد من ذلك العجب العجب -حسنه الألباني
ب / أن ذلك يكون سببًا في منافستك في هذه الأوصاف والأعمال فتزداد حرصاً على تحصيل العلم والقيام بالعبادة ,ولهذا قال عثمان بن حكيم رحمه الله : أصحب من هو فوقك في الدين ودونك في الدنيا .
9 / أن في مجالستهم حفظاً للوقت.
10 / أن جليسك الصالح يحفظك في حضرتك ومغيبك فلا يفشي لك سرا ولاينتهك لك حرمة ويدافع عنك .
11 / أن المرء بمجرد رؤيته للصالحين والأخيار فإنه يذكر الله ويدل على ذلك الواقع والشرع
قال صلى الله عليه وسلم : أولياء الله الذين إ ذا رؤوا ذكر الله - حسنه الألباني ,وذلك سبب لما يجده فيهم من الهدى والسمت والعبادة فهذا يحصل لمن رآهم فكيف بمن يجالسهم , ولهذا قال موسى بن عقبه رحمه الله : إ ني كنت لألقى الأخ من إخواني فأكون بلقيه عاقلاً أياما .
12 / أنهم أنس لك في الرخاء وعدة في البلاء وهم خير معين على تخفيف همومك وغمومك وحل مشكلاتك , خرج إ بن مسعود رضي الله عنه مرة على أصحابه وقال : أنتم جلاء حزني .
وقال أكثم بن صيفي رحمه الله : لقاء الأحبة مسلاة للهم .
وقال عبد العزيز الأبرش :
استكثرن من الأخوان إنهم *** خير لكانزهم من الذهب
كم من أخ لو نابتك نا ئبة *** وجدته خيراً من أخي النسب
13 / أن أخوتك ومصاحبتك لأهل الخير سبب في دخولك ضمن الذين لاخوف عليهم يوم القيام،
" الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين 0 يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون "
14 / أنك تنتفع بدعائهم لك بظهر الغيب في حياتك وبعد مماتك , قال عليه الصلاة والسلام : دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة .
ومن طريف ما يروى
ماذكره الخطيب البغدادي في تاريخه في ترجمة الطيب بن إسماعيل وهو أحد القراء المشهورين من أنه كان له صحيفة مكتوب فيها ثلاثمائة من أصدقائه وكان يدعو لهم كل ليلة فتركهم ليلة فنام
فقيل له في نومه يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك الليلة فقعد فأسرج وأخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ .
15 / أن مجالسة أهل الخير يهابها شياطين الجن والأنس فمجالستهم حصن حصين وأحذر من العزلة ، يقول عليه الصلاة والسلام :عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
16 / أن المجالسة والمصادقة في الله سبب لمحبة الله قال سبحانه في الحديث القدسي " وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في "
17 / أن مجالس الصالحين مجالس ذكر لله , ما جلس قوم يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفوراً لكم - رواه احمد و صححه الألباني
18 / أن المرء بزيارة إخوانه في الله تطيب نفسه ويطيب ممشاه ويتبوأ منازل عظيمة في الجنة .
من عاد مريضا أو زار أخاً له في الله ناده مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا - وإبن ماجه وحسنه الألباني .
19 / وعموما فالجليس الصالح منفعة لك في كل شئ قال عليه الصلاة والسلام [مثل المؤمن كالنخلة ما أخذت منها من شئ نفعك -صححه الألباني .
20 / أن مجالسة الصالحين تؤدي إلى محبتهم في الله .
أضرار الجليس الســــوء : -
1 / قد يشكك في معتقداتك الصحيحة ويصرفك عنها 0مثال ذلك قصة وفاة أبي طالب على الكفر .
2 / أن الجليس السوء يدعو جليسه إلى مماثلته في الوقوع في المحرمات .
3 / أن المرء بطبيعته يتأثر بعادات جليسه : فالمرء على دين خليله .
4 / رؤيته تذكرك بالمعصية .
5 / أنه يصلك بأناس سيئين يضرك الارتباط بهم .
6 / أنه يخفي عنك عيوبك ويسترها عنك .
7 / تحرم مجالسة الصالحين بسببه .
8 / أن الذي يجالس أهل السوء يقارن أفعاله السيئة بأفعالهم وهذا أدعى لزيادة معاصيه .
9 / أن مجالستهم لا تخلو من المحرمات .
10 / أن مصاحبتهم عرضة للزوال عند أدنى سبب.
11 / أنها تنقطع في الآخرة .
12 / أن مجالس أهل الفسق لايذكر الله فيها .
13 / أن مجالستهم تضييعاً للوقت .
14 / أنك بجليس السوء تعرف ويساء بك الظن .
ختاما : نصيحة في مجالسة الأخيار والبعد عن الأشرار
قيل في الصحبة
تحلو الحياة بصحبة الأخيار *** وتطيب رغم تعاقب الأكدار
هي بلسم للروح من آلا مها * ** شرك القلوب ونزهة الأبصار
والناس هذا نافح من طيبه * ** أبداً وهذا نافخ في النــــــــار
فأصحب كرام النفس تعرف فضلهم *** إياك صاح وصحبة الأشرار
وأرى معاشرة الرجال تجارباً *** والمرء بين الشـوك والأزهــــــار
لاتحكمن على الفتى إلا إذا *** جربته وصحبته في الأسفار
إن الصداقة حلوة فتانة ***في رقة كنسائم الأسحار
وربيع أيام الحياة بصحبة * **الفئة التقاة ومعاشر الأبرار
تحيا القلوب بحبهم حقاً كما *** تحيا الرياض بوابل مدرار
والله أسأل أن يديم سرورنا * ** في صحبة العلماء والأخيار
أحذر عدوك مرة * وأحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق * فصارأدرى بالمضرة
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد * جاءت محاسنه بألف شفيع
لا تصحبن رفيقاً فاسقاً أبداً * فإنه بائع المصحوب بالدون
ولا بخيلا فإن البخل يمنعه * نفع الصديق وإن لاقاه باللبن
ولا كذوبا يفر السامعين له * إن الكذوب خؤون غير مأمون
ولا جهولا أخاطيش مضرته * أدنى من النفع في دنيا وفي دين
ولا حسودا إذا أحسنت عشرته * تمكن الغل منه أي تمكين
وقاطع الرحم فأحذره فليس لمن * يجفوا القريب وفاقا حد تبيين
(منقول للفائدة)
جعلني الله و إياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
|