نعاني كثيراً عند مراجعة الدوائر الحكومية من الروتين القاتل و غير المفيد في بعض الأحيان، مع تطور الإمكانيات التي تساهم في التقليل من المشقة، التي تواجه كثيراً من المراجعين في تلك الدوائر .
لماذا نجد الكثير بل الغالب من الموظفين يعملون كأنهم مُكرهون على العمل, فحين تسأل الموظف بحكم خبرته في العمل، عن أمر من الأمور أو عن الإجراءات التي لابد أن يقوم بها المراجع لتحقيق مطلبه ، تجده يجيب عليك بتذمر و غضب ،هذا إذا تكرم و أجاب .
يلاحظ كثيراً أن بعض الأفراد في مجتمعنا لا يحترم العمل ،فتجد الموظف لا يشعر بمقدار المسؤولية و عظم الأمانة، الملقاة على كاهله، بينما الواجب على كل منا أن يستشعر أنه مسئول أمام الله، قبل مخلوقاته ،عن هذا العمل الذي أُوكل إليه ،فإن أحسن و اجتهد فإنه مأجور، وإن فرط و أهمل فإنه محاسبٌ على ذلك .
إن الإخلاص لله لا ينحصر في الصلاة و الصوم و الحج وشعائر التعبد فقط، كما يَتوهم بعضُ الناس ، و إنما يشمل كل الأعمال التي يقوم بها المسلم ، بما في ذلك أكله وشربه ونومه....
لماذا نجد كثيرا من الموظفين يعملون بوجهٍ مغضبٍ عبوسٍ ، و كثيرا ما ينظرون إلى المراجع كأنه سوف يأخذ من حر أموالهم ، وكَدِّ جَبينِهم.
يجب على كل منا أن يكون شعارُه في عمله و في حياته (إن الله يحب إذا عمل أحدُكم عملا أن يتقنه )
لا أعلم متى نصل في تعاملنا في الدوائر الحكومية إلى المستوي الراقي ، الذي نشهده في بعض القطاعات الخاصة .
بينما يجب في المقابل أن يحترم المراجع هذا الموظف و أن يقدره ، و أن يضع نفسه مكانه ليشعربعنائه وتعبه ومواجهة مراجعيه.
ولعل نظرة إلي موظفي الخطوط السعودية -إلا من رحم الله منهم وقليل ما هم- تُغنِيك عن كثير مما هو موجود في العديد من الإدارات من تذمر الموظفين و عدم استجابتهم للمراجع وعدم الإحساس بالمسؤلية ........، و الله المستعان .

فهد بن محمد الشهري
كاتب سعودي