إن كلمة القناع تعني باللغة اللاتينية القديمة (( برسونا )) : PERSONA ، ومنها إستمدت اللغة الإنجليزية كلمة (( الشخصية )) : PERSONALITY..
(( ..ولقد ارتبط هذا اللفظ بالمسرح اليوناني القديم إذ اعتاد ممثلو اليونان والرومان في العصور القديمة ارتداء أقنعة على وجوههم لكي يعطوا انطباعاً عن الدور الذي يقومون به، وفي الوقت نفسه لكي يجعلوا من الصعب التعرف على الشخصيات التي تقوم بهذا الدور … ومع مرور الزمن أُطلق لفظ (( برسونا )) على الممثل نفسه أحياناً، وعلى الأشخاص عامة أحياناً أخرى، وربما كان ذلك على أساس أن الدنيا مسرح كبير وأن الناس جميعاً ليسوا سوى ممثلين على مسرح الحياة ))!!
فالقناع هو مايُظهره الشخص ليعكس (( صفة )) أو (( فعل )) أو (( رأي )) أو (( معتقد ))؛ ليراه الناس فيظنون أنه فيه وهو في الحقيقة يفتقد إليه ولايوجد عنده لا (( طَبْعاً )) ولا (( تَطَبُّعاً ))!!
أنواع الأقنعة:
@ القناع الخاص بالصفات
مثال: رجل بخيل وأمام الناس(( كريم ))
@ القناع الخاص بالأفعال
مثال: رجل (( يفزع )) لذوي (( المناصب والجاه )) ويترك عامة الناس.
@ القناع الخاص بالآراء
مثال: رجل (( يقول رأي )) وهو يعتقد غيره.
@ القناع الأخير قناع المعتقدات.
مثال: المنافقون أو الذين يظهرون (( الكفر )) ويبطنون (( الإيمان )) من الضعفاء المعذبين.
إن تعاملنا مع الناس وأقنعتهم يحتاج إلى (( حذر )) و (( تنبه )) لكي لانظلم أحداً أو نتهمه، ولكي (( لانُخْدع )) بأحد ..
لذلك سأذكر بعض الأمور المهمة التي تساعدنا في (( تفتييت )) القناع ومعرفة الشخص بشكل (( جيد )) إلى حدٍ ما.
1- لاتعتمد على المظهر دون المخبر:
وأغلب المظاهر الخداعة تكمن في:
- المال والممتلكات.
- الجاه والمنصب.
- مستوى التعليم والوظيفة.
- المظهر (( الملبس ، الكلام ، التصرفات ))
- النسب.
- الإنجازات السابقة.
ومتى تنكشف هذه المخابر؟!!
تنكشف:
- في المعاملات القريبة والإحتكاك المباشر بالشخص.
- في الغضب والرضا.
- في السعادة والحزن.
- في السفر والحضر.
- في أوقات الأزمات.
2- لاتعتمد كُلياً على آراء الآخرين دون تثبت:
ولكن يجب التنبه إلى أمر مهم :
إن عملية التثبت و(( تقويم )) الأشخاص يدخل عليها بعض (( المؤثرات )) التي قد تؤثر في مصداقيتها وهي :
@ أثر الهالة:
والهالة تطلق على مايكون حول الكوكب من شعاع يزيد في حجمه وإضاءته في أعين الناس وهو (( أقل )) بكثير ممايرونه..
@أثر الأولية:
إن المعلومات التي تصلنا أولاً تؤثر في أحكامنا أكثر من المعلومات التي تصلنا آخراً سواء كانت إجابية أم سلبية.
@ أثر التضاد:
أي مقارنة (( صفة )) عند شخص معين بنفس الصفة عند شخص آخر (( يفوقه بها )) فيحدث للمُقارِن تضاد بين الصفتين عند الشخصيين فيرى الشخص (( الأقل )) بعكس هذه الصفة !!..
@ أثر الحسد والبغضاء والهوى:
الحسد والبغضاء يؤثران في التصورات والآراء (( بزيادة في السلبيات )) أو (( نقصان في الإيجابيات )) أو تحريف أو تبديل أو بهتان مما يضعف مصداقية التقويم.
3- لاتعتمد على إنطباع الشخص عن نفسه:
لأن الإنسان بشر (( عرضة لمؤثرات كثيرة تضعف مصداقية تقويمه لنفسه ))
فمن المؤثرات في ذلك:
@ قد يخفى عليه كثير من عيوبه أو محاسنه.
@ قد يعلم من نفسه الكثير من العيوب ولكنه لن يذكرها لأنه (( مخادع )) وقد يعلم الكثير من المحاسن ولكنه لن يذكرها لأنه (( تقي ورع )) ولن يزكي نفسه.
@ قد تؤثر حالته المزاجية (( سعادة - حزن )) في حكمه على نفسه.
@ قد يقسو على نفسه فيذمها بما ليس فيها.
4- لاتعتمد على الظن والحدس والتخمين دون قرائن كافية:
إن الخطأ هنا ليس في إشراك الظن والحدس في تكوين الإنطباع عن الآخرين، وإنما في (( الإكتفاء بذلك )) والإعتماد عليه والتمسك به دون قرائن كافيه وشافيه وجعل الإنطباعات الذاتية الموجودة داخل نفوسنا حقائق خارجية موضوعية نطبقها على واقع الأشخاص من حولنا والإعتماد على ذلك.
5- إحذر من التقويم التطرفي (( الإفراط والتفريط )):
يقوم التقويم التطرفي على التفكير (( الحَدِّي )) وهو:
ذلك التفكير الذي يقسم فيه الأمور إلى قسمين إثنين لاثالث لهما (( أبيض - أسود )) ولايوجد عنده رمادي
وهذا التقويم الذي يقوم على هذا التفكير خطأ بالغ جسيم
إضاءة:
من عاش بوجهين مات لا وجه له
جزء من مقاله ...
نبدا القصة بمقدمه كان ياماكان وتختتم بنهاية مكان وزمان:
اهلا بالجميع في موضوعي المتواضع ملك التحديات