15-09-2007, 02:24 AM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 1,402
معدل تقييم المستوى: 38
|
|
علموا اولادكم الواسطه
عبدالرحمن الشهيب
من الآن فصاعداً لا تكترثوا لنتائج أبنائكم وبناتكم في المدارس طالما أن نتيجة 99% لن تدخلهم كلياتهم التي يرغبونها. من الآن وصاعداً علموا أولادكم فن الواسطة! كيف تكون الواسطة، من أين تؤتى الواسطة.
اعلم رحمك الله تعالى أن الواسطة خليط من العلاقات ذات الوزن الثقيل، التي قد تبدأ صغيرة ثم تكبر فتكبر، علموا أولادكم قبل الاهتمام بدروسهم التي ربما لن تنفعهم، علموهم أن يتعلموا معاشرة علية القوم في فصلهم بالتودد لهم والتقرب منهم فهؤلاء نفع معرفتهم أنفع بكثير مما في هذه الكتب ومن حصيلة الدرجات التي أثبتت فشلها أمام لجنة قبول كثير من جامعاتنا المحترمة وصحفنا المحلية تنشر من القصص في هذا الجانب ما يحزن له القلب وتدمع له العين. أبعدوا الدموع عن أجفان أبنائكم وبناتكم حين يكبروا وقولوا لهم يا ابني/يا بنتي كم جمعت من رصيد من الواسطة خلال مشوارك الدراسي بدلاً من كم جمعت من الدرجات لأنها قد لا تسمن ولا تغني من قبول.
اعلم رحمك الله تعالى يا بني/ يا بنتي أن الواسطة علاج فتاك تحل بها كل معضلات القبول وكل أزمات التوظيف ونقل المعلمات وخلافه وما شابهها من أزمة أسرة في المستشفيات ومن الدوران الغثيث في الدوائر الحكومية. اعلم رحمك الله تعالى أنك إن أردت أن تأتيك ترقيتك في العمل قبل وقتها فعليك بالواسطة وإن طمحت إلى علاوةً محترمة في راتبك فعليك بالواسطة. اعلم يا ابني أنهم قالوا لك في المدرسة ان جهدك سيوصلك إلى هذه المكاسب ولكن هذه تنطبق على أقوام قبلكم، وأعلم أننا يفترض أن نغير الأمثال التي تناسب جيلكم! لا تعتمد على واسطة والدك دائماً يا بني فعلم نفسك الواسطة منذ الصفوف الدنيا، عاشر الكبار وجارهم وتحمل غثاثتهم وثقل دمهم لأنهم سينفعونك يوم تتكالب عليك المحن.
لا تهرب من معاشرة الأقران الوجهاء فإن أتاحها الله لك فهي من فضله فاستغلها ونمها فستحتاجها في الليلة الظلماء، لا أظلم الله لك ليلة.
حينما تكبر ووساطاتك كثيرة فستنعم بالكلية التي اخترتها والوظيفة التي حلمت بها والعلاوة التي تمنيتها فتأكل من الارز الفاخر الشيء الكثير دون الحاجة لأخذ رأي معالي وزير التجارة ولا وزير النقل لأنك ستقل الطائرة بدلاً من الطريق المظلم المليء بالتحويلات الخطرة، ولا عزاء لمن لا يملكون الواسطة.
حينما تملك الواسطة ستودع الملف العلاقي الأخضر إلى الأبد، وستودع طوابير التقديم على الوظائف إلى الأبد، لأن وظيفتك محجوزة أما الإعلان عنها فهو فقط لتكملة إجراءات تعيينك! تذكر كم وجيهاً رفضت صداقته بحجة عزة النفس المزعومة، هل تعلم الآن ماذا كلفتك عزة النفس هذه وأبواب الجامعة تقفل في وجهك وأبواب الوظيفة «حامض على بوزك» كلمة صغيرة من هذا الوجيه الصغير إلى والده تكفيك عناء العمر كله.
اعلموا رحمكم الله تعالى أن الزمن تغير فعلموا أولادكم الواسطة من المهد إلى اللحد، لا رد الله لكم طلباً في قبول ولا أملاً في وظيفة ولا في سرير في مستشفى مزدحم ولا حجزاً في الخطوط السعودية!
منقول من جريدة اليوم
|