السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام ٍ وانتم إلي الله اقرب وإلي الجنةِ اسعى وأحفد
وأسأل الله ان يجعل هذا الشهر شهرخيرٍ وبركةٍ وسعادة للجميع بإذن الله ..
بادئ ٌ ذي بدأ " قــُل اعوذ ُ بربِ الفلق"
كي لا يقول قائل لماذا تحسد هذه الأمــة يا
صدى الرحيل
::
:
.
منذ ان اذاعوا خبر هلال شهر
رمضان وانا في حيرةٍ من أمري
انقسم قلبي إلي
نصفين ..
النصف الأيسر :
فرحٍ ٍ مسرور .. يعانقه شعورٌ غريب .. اترقب صلاة القيام .. اود قراءة القرآن .. اشعر برغبة بالبكــاء ..والدعـاء .. والتسبيح والتحميد والتهليل وشكر اللـه عز وجل الذي بلّـغنـا شهر المكرمات والصيام
والنصف الآخر من قلبي ..
خوفٌ ووجـل .. ترقبٌ وسكون .. وآلآمٌ تعتصرني وآهاتٌ تنتشلني ..
شعور غريب يغمر قلبا ً واحدا ً فقط ..
كل هذا لمــاذا ؟
ومالذي تريد ايصالهُ لنا ايهــا الصدى ؟
حسنـا ً ..
حسنـا ً ..
سأبوح بكل شئ ..!
امة الأسلام تستقبل رمضان على حالين لاثالث لهما ..
فقومٌ منتبهون خائفون وجلون .. يعتصرون ألماً لحالهم .. ومافرطوه في ايامهم
يودون من تغيير انفسهم .. فرمضان قد طرق ابوابهم .. فهم أهلا ً لهذا الشهر الكريم
وهم في نفس الحال .. يعتصرون ألما ً من حال هذه الأمة المسكينة التي مارفعت رأسها عن فلسطين المكلومه ... إلا وظـُربت بسكينٍ مسموم في العراق .. وتوالت الطعنات تلو الطعنات في جسد الأمــة ووصلت إلي " لبــنــان الأغر "
وقومٌ لالون لهم .. ولا شكلا ً يـُشبهُـهم .. ولا هدف ينشدون إليه
فأتي إليهم هذا الشهر .. للموائد والمطاعم .. وأتي هذا الشهر .. للأسواق والمنتزهات
وأتي إليهم هذا الشهر من اجل المسلسلات والفضائيات ... فلا هم لديهم ينشدوه
فحديثهم .. ماذا آكلنا .. وماذا شربنا .. وماذا سنلبس للعيد .. وأي قناةٍ تتابعون .. واي مسلسل ٍ تشاهدون .. وكم من الأغاني هم لها يستمعون ..
هذا حال امتنا .. وهذا هو حالنا ... وفي كل رمضان .. تمرض الأمة ازمنةً وسنوات واعوام ..
وصدق الشاعر حين قال :
لا عيب في القوم من طول ومن عظم ** جسم الجمال وأحلام العصافيرِ
وحال بعض ِ قومي ..
طرقتُ باب الرجاء والناس قد رقدو
وبتُ أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلتُ يا أملي في كل نائبةً
يامن عليه لكشف الضر اعتمدُ
وقد بسطتُ يدي بالذل مفتقراً
إليك يا خير من مدت إليه يدُ
فلا تردناها يارب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يردُ
حشد
الممثلون والممثلات والمخرجون قوتهم العسكرية لإسقاط اكبر عددٍ من المراهقين والمراهقات عبر فضائياتٍ مسمومة .. يتضح إليك من اول وهلةٍ انك لا ترى الا استعراضا ً للموسيقى .. وتعليم المعكسات .. وطفح الحب الذي بات هو الهم الأول للجنسين .. اضف إلي ذلك جميع الهموم الدنيوية من مكياج للفتيات وموضة القرن الواحد والعشرين في فن (
التعـــرى ) ..
اما حال
الشباب فاصبحو
ذباب .. وليسو شباب .. فلا لحية ً تزين الوجوه ولا شاربا ً يغطى الشفاه .. وشعرا ً كأنه جاعدٌ لأحد التيوس .. يتمايل كالفتيات .. اصبح مثل
نهاد ووداد بشحمها ولحمها .. لكنه يفوقها فقط .. بتلك
الاعضاء .. التي سيتخلى عنها
قريبا ً ..
من ذكرتُهم بالأعلى يُقال لهم
المفاليس
تركوا عيش السعـداء واستبدلوه بعيش ساعةٍ وهم أذل الاذلاء في شهرٍ يتعاظم فيه الخير ويقّل فيه الشر
رمضان
ياقادما بالتقي في عينك الحب *** طال اشتياقي فكم يهفو لكم قلب
صبرت عاماً أُمني قرب عودتكم *** نفسي فهل يدنو لكم بها سِرب
قل هل لقيتكموا تخضر عامرنا *** والله أكرمنا إذ جاءنا الخصب
ففيكم يرتقي الأبرار منزلة *** والخاملون كسالى زرعهم جذب
احبتي الكرام
نحنُ على مفترق طُرق ..
فئة ٌ سائرة ٌ إلي خير عظيم .. نسأل الله ان نكون منهم
وفئة اعوذ بالله منها .. هداهم الله واصلحهم
ناموا على الموائد والمشاهد طيلة هذا الشهر
لا احسبك
اخـي / اختي .. من هؤلاء قط
وارجوا من الله ان لا ينطبق حال بعض قراء موضوعي ّ على قول الشاعر الخليل بن أحمد حين قال :
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني** أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني** وعـلمت أنك جاهل فعذرتكا
رحمنا الله رحمة ً واسعة ً يارب العالمين
وأصلح الله حالنا وحالكم
وهدانا وهداكم إلي صراطه المستقيم
وجعلنا ممن اعتقهم الله في هذا الشهر الكريم
لاتنسوني وسائر المسلمين ووالديّ من صالح دعائكم
/
\
صدى الرحيل