بسم الله الرحمن الرحيم
جأني ايميلي العزيز اليوم بموضوع يحمل رد على إحدى مقالات تركي الدخيل
يبدو أن صاحبها قرر نشرها بجميع الوسائل و لا ألومه على ذلك فمن يلوم
مسلم على غيرته على عقيدته
إليكم ما جاء فيها:
انه رب العالمين .... يا ابن الدخيل
قرات مقالتك وليتني ما فعلت!!! سمعت عنك وليتني ما سمعت!!!
في عصرنا اصبحنا نحترس من اعداء الدين من اهل الغرب و المستشرقين والعلمانين واصحاب الافكار الضالة اما الان فاصبحنا نخاف على انفسنا من مثقفيننا يا ابن الدخيل .
من اكون!! ,ليس مهما من اكون, كنت ابحث عن مثقفين في بلادنا لينيروا طريق ثقافتنا و يوجهوننا الى طريق نفيد به ديننا وبلدنا وامتنا ولكننا اليوم اصبحنا نخاف منكم ونتوجس من افكاركم خيفة فاليوم سأبني ثقافتي وسأحذركم فشكرا لكم .
اما بالنسبة لك يا بن الدخيل فقد شككت في ثقافتك ,انا لست من رجال الدين بل لست من مطبقينها المميزين لكنني شاب ولي غيرة على ديني واحبه, واثارني كلاكم بل لاكون صادقا معك فقد استفزني واصبحت اتحدث عن مقالتك في المجالس بين الشباب امثالي ورجال هم ابائي فلم اسمع الا حسبنا الله ونعم الوكيل وتليها وابل من الدعوات اسال الله ان ينجيك منها , فعند قولك ان الكوارث الطبيعية ليست بذات صلة بالعقوبات الإلهية , قفز تساؤل في خاطري هل قرات القران يوما ام هل درست في مدارسنا, حيث ان الله عز وجل في كتابه الكريم يخبرنا عن العقوبات التي انزلها على عاد وثمود واليهود والنصارى و هم انفسهم لا ينكروها, فتاتي انت يا ابن جلدتنا فتنكر صلة الكوارث الطبيعية بالعقوبات الإلهية, ولن ادخل في مهاترات عن منطق العقاب فهو ليس المهم رغم اعتراضي لمنطقه.
وعندما كنتم تضحكون على مدرسكم يا بن الدخيل فتذكر ان بعض الضاحكين رسبوا وان لم, فهم لم يحصلوا على أعلى الدرجات وهو بحكم منطك من الغباء البحت ولكن تذكر ان هذا رب العالمين وليس مدرسكم يابن الدخيل فاحذر كلماتك ( وهل يجر الناس على وجوههم الا حصائد السنتهم)....
وعندما تخبرنا ان اغلبية العصاة هم من فئة الاغنياء وقد صدقت ولكن ادعائك انهم يهربون من الكوارث اللاهية الى بلد اخر بعد قوة العلم فهذا جهل مدقع بالتاريخ والدليل قصة نبي الله سليمان الذي اتى في معناها ان ملك الموت كان في حضرة نبي الله سليمان واتى رجل فأخبره نبينا ان ملك الموت هنا فطلبه ان يرسله الى الهند بقوة الريح التي وهبها الله لسليمان فقبض روحه هناك والشاهد ان الله امر ان تقبض روح ذلكم الرجل في تلك البلد فكيف ذهب بنفسه هربا من الموت الى نهايته , ولست ارجوا ان تكون ايها البشري الضعيف لتتحدى عظمة التاريخ ..
يا ابن الدخيل ارجوك ان تحذر فان كانت جمال احرفك اغرتك فاحذرها وانطلق في بحر الثقافة والتمرد على الفكر حيث شئت ولكن القوة تكمن في احترام حدودا هذا التمرد فلا تمس ديننا بشئ لاننا لن نصمت وقل عني ما تقول فلن يضيرني , فربي معي ما دمت معه. يا ابن الدخيل قف هنا وانظر في عيون شبابنا قبل أباء هذه الامة فهم يستنكرون اقوالك!! نعم ان لذة الخلاف والتميز مبهرة ولكنها لا بد ان تكون ضمن حدود واضحة وصريحة فثوابت الدين لا سبيل لك بها وتذكر فان الله يمهل ولا يهمل فارجوا منك ان تعود الى رشدك وان ترتب حدوح ايديولوجياتك وتطلب توبة الرب في هذا الشهر الفضيل والا فليرسل لك الرب ظاهرة طبيعية واهرب منها حتى تؤمن بها ,يا ابن الدخيل كن لنا قدوة ولا تكن في صف اعدائنا فنحن كل والكل واحد...
همه رجل..
******************
تعليق على مقاله الكاتب..تركي الدخيل في العدد الصادر بتاريخ
الخميس 1 رمضان 1428هـ الموافق 13 سبتمبر 2007م
العدد (2540) السنة السابعة
قال أبو عبدالله غفر الله له: ومع احترامي لمن يرى أن الزلازل والبراكين عقوبات يصيب الله بها العصاة، إلا أن التحذيرات التي يصدرها علماء الجيولوجيا والفلك، والتي تتحدث عن أعاصير مقبلة، وبراكين نشطة تستعد للحركة، لا يمكن برأيي أن تتسق مع منطق القول بأن هذه الظواهر عقوبات يصيب الله بها المستكبرين والعاصين والكافرين.
ذلك أن منطق العقوبة أن تقع فجأة، وأن تصيب المُعاقبين بغتة، ولذلك فإن تعبير العقوبة الغاشية، أنها تغشى الناس وهم لا ينتظرونها.
تذكرت مدرساً طيباً في المرحلة المتوسطة، كان يدخل علينا فيقول وقد امتلأ وجهه غضباً، أنتم طلاّب كسالى، ولذلك سأجري لكم امتحاناً مفاجئاً الأسبوع المقبل. كنّا نضحك ملء أفواهنا، على هذه المفاجأة الجميلة!
عندما تعلن مراكز الأرصاد عن ظاهرة أرضية مقبلة، فإن علماء الطبيعة، يحددون النتائج المتوقعة منها، ويصدرون تحذيراتهم بناء على ما نقلته لهم العلوم والتكنولوجيا.
تبدو هذه الظواهر بالنسبة لي ظواهر طبيعية. صحيح أن ما يحصل على كوكب الأرض يجب أن يكون دافعاً للإنسان لتغيير وعيه وسلوكه، فالمحافظة على الطبيعة ضرورة يجب أن يمارسها الإنسان ليؤمن عيشه على الأرض بسلام، محافظاً على كوكبه الأم، إذ إن المحافظة على مصادر الطاقة، وترشيد استخدام المياه، والعناية بالنبات والزرع، كفيلة بجعل هذا الكوكب الذي نعيش عليه ونقتات على ما يزداد فيه، تأكيداً للسنة الكونية التي سنها الله بانتظام وإبداع.
لكن تفسير الظواهر الكونية، والأحداث الطبيعية، باعتبارها عقوبة للعاصي، وابتلاء للمؤمن، وتحذيراً لمن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، مع أن الفيضان، أو الإعصار، أو البركان، أو المصيبة أياً كانت، تصيب الثلاثة معاً، وربما كانوا جيراناً، أو إخواناً، أو أقارب، في النسب، والسكنى، والمعيشة، هو تفسير مبتسر، مركب على غير وجهه الحقيقي في تقديري.
قبل أيام حذرت السلطات الإندونيسية من موجات تسونامي مرتقبة، لكنها تخلت عن تحذيراتها بعد أن وقع زلزال قبل يومين. هل كانت التحذيرات العلمية، التي تنبأت بظاهرة طبيعية تشير إلى عقاب يوشك أن يقع قريباً؟! إذن أين المباغتة في العقوبة؟! وهل لو فرّ أحد العصاة إلى غرب العالم، حيث لا يتوقع أن يقع شيء من هذه الظواهر، وبخاصة أن معظم العصاة مقتدرون مادياً، مما يؤدي إلى سلامته من آثار الزلزال، لكان نجا من العقوبة؟!