تأسس الموقع عام
2006
Site was established in 2006
أضف رد |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|||
أنـَــوَاع الجَــــوَعَ ..
همسة : قلتُ هيّا ! قلتِ نمشي سر فما ** من طريق طال لانذرعه قلت والعمر بعيني كالكرى ** وأنا في حلم أقطعه جمع الدهر حبيباً وامقاً ** بحبيبٍ .. وغَدَاً ينزعه أطريقانِ : طريق دونه ** في حياتي .. وطريق معه !؟ [align=center] للجوع حرقة نفسية في كل نفس يسمها الله به رضىً عنها أو رحمة بها أو إشفاقاً عليها . والجوع يلوع كل نفس حتى نفوس الأغنياء و العظماء عندما يضربهم السفر بوعثائه , أو يتأخر عنهم الطعام لأسباب اضطرارية , فأي انسان لم يذق في حياته ولو مرة واحدة نلك الحرقة النفسية .. !؟؟ وأفضل البشر هم الأنبياء والرسل وقد أنعم الله عليهم بضروب شتى من الجوع على مختلف شكوله , وكان من أهون ما ألم بهم وخامرهم هو جوع البطون !! وجوع البطون عند أهل العقل الكامل من البشر هو أحقر الأجواع وأتفهها مقارنة بأنواع من الجوع أخرى ويارحمتا لأولائك الضعفاء المترفين الذين يتناولون وجبات طعامهم في مواعيد محدودة في صنوف معينة يارحمتا لهم فإنهم يظنون أن الجوع جوع البطون وهم في مأمن عنه .. لكن الجوع يكون في أشياء كثيرة جداً .. والأجواع أنواع فمنها - بالقياس إلى الأفراد - الجوع النفسي , والجوع الذهني , والجوع القلبي , والجوع العصبي ومنها - بالنسبة إلى الحواس - الجوع النظري , والسمعي , والذوقي ... الخ ذلك غير الجوع في الشعوب و الأمم وهو جوع يتحدر إليها من أعمق أعماق جذورها ويتغلغل في دمائها على مر العصور.. والجوع فرديٌ بالنسبة إلى الفرد ولكنه بالنسبة إلى المجتمع مجموعات من الأجواع ذوات أنواع تختلف وتأتلف , تتباعد وتتقارب , تتضاد وتتحد حتى تتغلب هذه الأجواع على الجميع وإذا بذلك المجتمع يهدر فيوضاً من الحيوية والقوة و الذكاء الذي يملكه .. ولما كانت الحياة تدافعا وتنازعاً أحلت السرقة للجائع الذي يريد أن يأكل في أغلب الأديان و القوانين بما يكفي لاشباع شهوته الصحيحة مالم يبلغ حد الجريمة المنظمة و الإحتراف على السرقة .. ماذا عن الجوع الذهني و العقلي ؟! انظر إلى الجوع الذهني تالله ما أعجبه وما أروعه من جوع جميل ..!! ذلك لأنه جوع القرائح و الأذهان , جوع العقل الفياض الذي ينشد الإحتكاك بالعقول الفياضة ولايشبع ولايمل من المزيد ولسنا ندرك سر هذا الجوع الذهني الشديد ولكنه جوع إلى المعرفة و الرقي والتطور وهذا الذي نريد فأحياناً نشعر بأن الناس قد أصيبوا أو اقتنعوا بأنهم شبعوا تماماً من التزود بالأطمعة الذهنية والعقلية من قراءة واطلاع وتعلم لغات مفيدة .. إن الإنسان الكامل ليقرأ ويقرأ ولا يجد من نفسه منصرفاً عن القراءة , فكلما تفتح له أفق جديد طمح عينه وذهنه إلى ماهو أجد وأفسح وكلما بلغ ذروة من العلم تشوف إلى ماهو أعلى وأرفع , وما يزال يسعى ويسعى وضروب المعرفة أمامه تتسع وتتنادح فما أشبهه لله دره بمطارد الخيال أو مسابق الظلال , لولا ما يجد من انفساح نفسه وامتداد أفقه , واكتضاض ذهنه بالأذهان , وارتفاد عقله بالعقول .. العقول القديمة والحديثة التي سعدت مثله وألحت في الانصات وأفرطت في جوعها ونهمها الذهني والعقلي إلى أن نقطعت بها حبال الآجال .. كل شيء محيط لاتتلاقى عليه العيون ولا ترتوي منه النفوس ولاتحد منه الآفاق ( إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان ) الآية . صدق الله العظيم إن الإنسان لايستطيع أن ينفذ من أقطار نفسه ومطامعها وآرابها .. فما بالك بأقطار السماوات والأرض ؟! هذه النفس الإنسانية الجائعة المنهومة دائماً وأبداً تجوع إلى الرخيص وإلى الغالي , وتتشوف إلى الحقير والعظيم , وتريد أقبح الأشياء كما تطلب أجملها , ولاتشبع من كل ذلك على السواء , وقد قالها الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام : لاتشبعُ إلا من التراب .. توضيح : لايُفهم من كلامي في أول الموضوع أنني أهون من شأن جوع البطون أو أرحب به .. لا وألف لا بل و أسأل الله أن يغنينا من فضله وأن يرزقنـا رزقاً حلالاً واسعاً يغنينا عن سؤال الناس وإنما أردت أن ألفت النظر أن هناك أنواع من الجوع توازي في الأهمية جوع البطون .. [/align] همسة : افرحي ماشئت ياروحي افرحي ** انشدي ما نقلته الطير عني واغنمي نفح صبا وانتقلي ** في الصبا الممراح من غصن لغصن وعلى أيكك ناغي كل من ** مر بالأيك ونادي كل خدن لن يحبوك كحبي .. لن تري ** ضاحكاً مثلي ولاحزن كحزني.. |
|
|||
|
أضف رد |
(( لا تنسى ذكر الله )) |
|
|
|