18-09-2007, 10:47 PM
|
(عضو لم يقم بتفعيل عضويته)
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 346
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
ما إن ينتهِ الناس من قراءة الصحف الورقية وإلقاء الكرتونات القديمة في القمامة، حتى يظهر أناس آخرون كل همهم هو استثمار وإعادة تدوير هذه المخلفات، بغرض تحويلها إلى منتجات ورقية أو كرتونية جديدة تستخدم في مجالات صناعية شتى.
ومن رحم المخلفات الورقية التي تمثل حوالي 30% من المخلفات التجارية والمنزلية، خرجت مهن ومشروعات صغيرة وكبيرة، لا سيما أن الأسواق في العالم يزداد فيها الطلب على هذا المنتج كمغذٍ لصناعات عديدة، بل إن دولة مثل ألمانيا اهتمت بهذه الصناعة، حتى إنها تحتل المرتبة الأولى عالميا في إعادة تدوير الصحف والكرتون، فهي تعيد تصنيع 70% من استهلاكها الورقي.
جمع الورق وفرزه
أول مهنة ظهرت في هذه الصناعة هي جمع وفرز الأوراق والكرتون مثلها مثل أعمال أخرى فلها خباياها وأسرارها وقواعدها في العمل كما يقول طلعت عدلي (40 عاما) الذي يعمل بهذه المهنة في منطقة منشية ناصر الشهير بجمع المخلفات في مصر.
ولأنه رفض أن يظل عاملا صغيرا عند أحد تجار جمع الورق والكرتون، فقد قرر عدلي القادم من أسيوط جنوب مصر أن يستقل بعمله بعد ثلاث سنوات، خاصة أنه "شرب الصنعة"، كما يطلق المصريون على من تعلم مهنة بإتقان.
فقد اشترى محلا كبيرا لعمله مخزن واستعان بثلاثة عمال، وبدأ جمع الورق من المحلات والمطابع بمقابل، وأحيانا بدون مقابل لكسب ثقة أصحاب المحلات.
ورغم أنه ليس مدربا على تطوير مشروعه، فإن عدلي قص علينا في سطور قليلة المجالات التي وسع بها عمليات جمع وفرز المخلفات الورقية فضلا عن عوائدها، وذلك كما يلي:
- يشتري طن الكرتون من جامعي القمامة بسعر 250 جنيها مصريا، ويبيعه بـ 275 (الدولار = 5.80 جنيها تقريبا)، أما طن مخلفات الورق فيصل سعره لـ300 جنيه، ويبيعه بحوالي 400 - 700 للطن حسب نوعه وحالته، فيما يصل طن ورق الجرائد 120 جنيها، ويبيعه بـ 135.
- يتعاقد مع شركات الكرتون لشراء الكرتون النظيف الخارج من مصانعه لخطأ في الطباعة أو التقفيل بسعر ما بين 400 إلى 800 جنيه للطن، فضلا عن مخلفات المطابع أو قصاصات ورق المطابع التي يصل سعر الطن منها ما بين 800 – 1200 جنيه.
- يشتري الكتب المدرسية القديمة من وزارة التربية والتعليم بسعر الطن ما بين 500 – 700 جنيه حسب حالة الورق، كما تقوم إحدى السيارات التابعة له بالمرور بعد نهاية كل عام دراسي لشراء كيلو الكتب بـ 10 قروش مصرية.
ومع نجاحه في بيع آلاف الأطنان من مخلفات الورق، نما مشروع عدلي ووسّع مخازنه وزاد عماله، ثم اشترى سيارات نقل وأيضا مكابس لكبس الورق، وذلك لتسهيل عملية التخزين والشحن للمصانع التي تقوم بدورها بإعادة تصنيع الورق أو الكارتون مرة أخرى.
وينصح تاجر الكرتون من يرغب في تنفيذ مشروع مثله أن يعمل بالمدن؛ نظرا لأن المخلفات الورقية والكرتونية التي تخرج من المدينة أضعاف المخلفات التي تخرج من الريف، كما يجب عدم رش الكرتون بالماء، وهي طريقة يلجأ إليها البعض لزيادة وزنه، إلا أنها تقلل من سعره.
ووفقا لعدلي فحالة الكرتون وجودته تحدد كلا من سعره، وكذلك المصنع الذي يطلبه، فقصاصات ورق المطابع تطلبها شركات المناديل الصحية، فيما تطلب شركات عبوات البيض النفايات الورقية، وهناك شركات تتعامل مع الكرتون مهما كانت حالته، حيث تقوم بفرمه وعجنه لإدخاله ضمن عمليات الإنتاج الكبرى بشركات الكرتون والورق.
تدوير كراتين البيض
إن صناعة كرتونة البيض عملية بسيطة، حيث يتم خلط مخلفات الورق بقصاصات ورق المطابع النظيف (الدوبلاكس) بنسبة تتراوح ما بين 30 – 70% قد تزيد أو تنقص حسب حالة الورق ونوعه، وبعد ذلك يوضع هذا الخليط في ماكينة تشبه الخلاط المنزلي مزودة بسكاكين تقطع الورق إلى قطع صغيرة، وبإضافة الماء يتحول الورق إلى عجين يسهل تشكيله.
ويدخل عجين الورق على حوض يشفط الماء، ثم يتم تشكيله في قوالب (إسطمبات) بشكل كرتونة البيض، وتبدأ آخر مرحلة في عملية الصناعة، حيث توضع عبوات البيض في مجفف كهربائي (فرن) لمدة ساعة لتقوية الكرتونة وشفط آخر نقطة ماء بها. أما آخر مرحلة فيتم فيها فرز الكرتونات غير الصالحة لإعادة عجنها مرة أخرى، بينما تغلف الصالحة استعدادا لبيعها.
تكاليف وإيرادات مشروع إنتاج عبوات البيض تختلف على حسب الطاقة الإنتاجية التي يرغب صاحب المشروع في بيعها، إلا أنه بصفة عامة فلا بد من وجود مساحة معقولة من الأرض يقام عليها مخزن لبالات الورق وعبوات البيض المنتجة، وورشة للإنتاج، أما الآلات المستخدمة في المشروع، مثل الخلاط أو العجان وأحواض شفط الماء والأسطمبات والمجفف الكهربائي، فمعظمها مستوردة ويبيعها أصحاب التوكيلات في مصر ويختلف سعرها باختلاف حالتها وقدرتها على الاستيعاب والحجم.
بالإضافة لرأس المال الثابت، فإن التكاليف الشهرية وفقا للمهندس المصري، تتمثل في أجور العمال وفواتير الماء والكهرباء وثمن المخلفات الورقية، حيث يبلغ تكلفة الطن المستخدم في الإنتاج بحوالي 600 جنيه، وينتج حوالي 9000 كرتونة بيض تباع بحوالي بـ900جنيه، أي إن نسبة الربح قد تصل إلى 50% للطن الواحد.
مزايا تدوير الورق
ويعلق الدكتور عصام صابر الخبير بقسم الورق والسليولوز بالمركز القومي للبحوث بمصر على عمليات إعادة تدوير مخلفات الورق والكرتون بقوله: إن الورق المعاد تدويره أقل تكلفة بكثير من الورق المنتج لأول مرة، سواء في الطاقة أو التكاليف المادية أو الماء اللازم للصناعة، فتدوير طن واحد من الورق يغنينا عن قطع 17 شجرة لإنتاج طن مماثل، ويوفر 28 مترًا مكعبًا من المياه، كما يوفر (4100 كيلو وات/ ساعة) طاقة.
1.2 طن مخلفات كرتون ينتج طن كرتون جديدا، أي إن الفاقد لا يكون كبيرا على غرار عمليات إعادة التدوير الأخرى.
ويشير إلى أن هناك زيادة لافتة في الطلب على الكرتون، سواء أكان محليا أو خارجيا، بعد أن لجأت أغلب مصانع الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية إلى إحلال الكرتون بدل ورق الفوم لحماية الأجهزة الحساسة من الكسر.
ووفقا لدراسة في عام 2004، فيصل الإنتاج المحلي لـ385 ألف طن سنويًّا، بينما يصل الاستهلاك المحلى 836 ألف طن، وهنا يتضح الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وبالتالي وجود طلب متنامٍ.
ووفقا للخبير المصري، فلا يمكن تدوير الورق أكثر من ثلاث مرات، فالتدوير يقصر من طول ألياف السليولوز بشكل يضعف الورق، لكن يمكن علاج ذلك بالمزج بين أنواع الورق المختلفة مثل إضافة ورق المجلات (التي تطبع على ورق منتج لأول مرة) مع أوراق الجرائد حتى يعوضه عن ضعف الألياف ونوعية الورق المدور.
الكاتب
طارق القصاص
مستعد للتعاون الجاد والمساعده
زايد
|