22-10-2010, 04:52 PM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,622
معدل تقييم المستوى: 246797
|
|
ســـــامــــحـــــــوني
بسم الله الرحمن الرحيم
لو كنت معاقا لا قدر الله تعالى لقلت :
أتمنى ألا تكون كلماتي ثقيلة عليكم تماما كطلباتي ..
فثقوا تماما ، أن كل طلب أُثقل عليكم به ، يجرح كرامتي ويؤذيني ، ولكنها إرادة الله تعالى أن أكون مضطرا لأن أستعين بكم بعد الله تعالى ، في قضاء حوائجي ..
أحبتي ..
لا تظنون أني عندما أطلب منكم الأخذ بيدي ، أو دفع عربتي (لأقضي حاجتي) ، أنني سعيد بذلك ، لا والله ، فلو كنت صحيحا ، لفضّلت السير زاحفا على أن اطلب منكم ذلك ، ولكنها إرادة ربي والحمد لله.
أحبتي ..
إن كنتم ترون بأعينكم كل هذا الجمال الذي أسمع به ، فأُحب أن أقول لكم : أني لا اعرف لون السماء والأشجار ، ولا جمال الأزهار ، ولا حتى روعة ابتساماتكم ..
وأنا بذلك لا استجدي عواطفكم .. ولكني أتمنى أن تعلمون أنّي ما زلت هنا بينكم ، أستطيع أن أُفكر وأن أُبدع ، وأن أحفظ و أُصنّف ، كما استطيع أن أكون عالما و أديبا و صاحب حرفة.
أحبتي ..
ربما أكون لا استطيع التّحدث معكم ، ولا أن اعبّر عن ما في داخلي لكم ، فأرجوكم لا تتضجروا مني ، فالأمر أسهل مما تتوقعون ، فأنا استطيع أن اكتب لكم ما أريد ، دون أن تصدّوا عني ، فربما أكون في حاجة ماسة لكم ، ولكنّي احتاج إلى ثوان قليلة من وقتكم الثمين لتفهموا مني ..
لا أخفيكم سرا ، أنني حزنت كثيرا ، عندما ذهب أحد المعاقين مثلي إلى أحد المطارات ، وكان يريد أن يتحدث مع أحد الموظفين ، فاستخدم الجهاز الخاص بإخراج الصوت ، فقال الموظف "أبعدوا عني هذا القذر"
فأود أن أقول لكم أن هذا المعاق ليس كذلك ، بل هو إنسان مُبتلى لا يستطيع التحدث إلا عن طريق هذا الجهاز ، وهو أخوكم ، قدّر الله تعالى عليه أن يفقد بعض أعضاء جسده ، فأصبح لا يستطيع التحدث مثلكم ، فهو في أمس الحاجة إلى أن تقدّروا ظرفه ، وأن تهوّنوا عليه مصابه.
وصدقوني أنني و أمثالي ، نبذل كل ما في وسعنا للاعتماد على أنفسنا ، ومع ذا ، فنحن نعترف ، أننا ربما نكون عبئا عليكم.
تأملوا أنفسكم عندما تكونون في ضائقة مالية ، ولم تجدوا أحدا حولكم من معارفكم وأقاربكم ، فاضطررتم إلى أن تستدينوا مالا من شخص غريب عليكم ، هل تذكرون هذا الشعور المحرج.
أُحب أن أقول لكم : أني أشعر بأضعاف ما تشعرون به في هذا الموقف ، في كل طلب أطلبه منكم ، أتدرون لماذا ؟ لأنني أعلم أنني لا استطيع أن أرد إليكم مساعدتكم لي بالمثل ، وأنا اعتبرها دينا لكم ، ولكنّي أرجوكم ، ألا تملّوا مني ، كلما رددت عليكم جميلكم بقولي ( جزاكم الله خيرا ) فقد قال صلى الله عليه وسلم (من صُنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء)
أخيرا ..
إلى كل من هو مسئول : أرجوكم أن تهيئوا لي ولأمثالي ممرات منزلقة على الأرصفة والطرق ، حتى لا أُثقل على إخواني بطلبي منهم المساعدة في كل أمر ، فربما كانت إعاقتي تسمح لي بالاعتماد على نفسي في أغلب أموري ، كما أرجوكم ، أن تُهيئوا لي موقفا خاصا بسيارتي عند المساجد ، والمستشفيات ، والمراكز التجارية ، فربما أكون قادرا على قيادة السيارة ، وهذه المرافق كثيرا ما احتاجها ، وأنا على يقين من أن إخواني من أبناء المجتمع ، سيساعدونني بعدم الوقوف في هذه الأماكن التي تم تهيئتها لي ولأمثالي ، وعدم الوقوف بسياراتهم أمام الممرات المنزلقة على الأرصفة ، فهم يعلمون يقينا أنها أعدت للمحتاجين لها أمثالي.
أحبتي ..
باسمي وبسم كل معاق في هذا البلد ، نشكر لكم ما قدمتوه لنا ، من معاهد ، ومدارس ، وفرص عمل ، وخدمات ، ولكننا لا نزال نحتاج المزيد والمزيد ، ولكم منا كل الشكر والتقدير.
أشكركم على سعة صدوركم ، وتكلّفكم قراءة كلماتي ، وأقول لكم : لا تيأسوا مني ومن زملائي المعاقين ، فلدينا الكثير و الكثير ، لنقدمه لديننا ووطننا ..
أحبتي ..
سامحوني
(قلم المعاق)
|