كل منا يريد ان يكون غني و اغلبيتنا يعتقد ان ذلك سيتحقق فقط عن طريق الوظيفة ذات الدخل الكبير.فاذا حصلت على وظيفة راتبها 10000 او 20 الف فانت من الاغنياء و الكل يحسدك على الثراء الذي انت فيه.

و لكن الحقيقة عكس ذلك و الدليل ربما اغلبنا لاحظ في محيطه الاجتماعي ان هناك من راتبه بالاف و ليس لديه بيت ملك و لا ارصدة في البنوك .انا سمعت كثير عن مدرسات رواتبهن تتجاوز 10000 ريال و لم يوفرن و لا ريال واحد , والشيء العجيب ان فلوسها كلها على لبسها و مكياجها و عزايم لصديقاتها و هدايا لقريباتها .هذي النوعية من الناس اعتبرها مسكينة تشقى و تتعب و تدفع لغيرها .

المبدأ الاول لكي تحقق الثراء ادفع لنفسك اولا قبل كل شيء و ذلك ان تخرج من اي مبلغ تحصل عليه 10% و تضعه في حساب في البنك و تسميه حساب الحرية الماليه .هذا الحساب لا تصرف منه و لا ريال هو للاستثمار فقط .

بعد ان يجتمع في رصيدك مبلغ جيد نصل الى مرحلة استثمار هذه الاموال في شراء عقار ,اراضي ,انشاء مشروع. و الافضل لك ان تستثمر اموالك في الدخل السلبي و هو الدخل الذي ياتي دون عمل ,اي ان مالك يعمل من اجلك مثل ايجارات المنازل التي تملكها ,حقوق الملكية الفكرية للكتب ( هذي مربحة جدا و خير مثال على ذلك د. ابراهيم الفقي) ,ان تمتلك مخزنا لتخزين البضائع ,ان تمتلك اجهزة بيع تلقائية او ماكينات البيع التي تعمل عن طريق وضع العملات المعدنية . الفكرة من الدخل السلبي هو ان يعمل المشروع و يقدم خدمة للناس بدلا من ان تعمل انت .

و هناك امر مهم جدا و اغلبنا غافل عنه هو التبسيط و هو ان تقلل من تكاليف معيشتك . فمثلا البعض متعود على تغيير جواله باستمرار و استبداله بموديل جديد ,او تكون فاتورة الجوال مرتفعة و هو على قد حاله و ربما يكون مديون ,سيدة وضعت ميزانية 2000 ريال شهريا للحلويات و الفطائر تقدمها لضيوفها , وصل الحال ببعض الناس انهم يتدينوا علشان يسافروا في الصيف خارج المملكة .فكلما قللت تكاليف معيشتك ,زادت في المقابل مدخراتك و من المؤكد ستزيد استثماراتك .و من العجيب ان الاغنياء لديهم الكثير من المال و ينفقون القليل ,بينما الفقراء لديهم القليل من المال و ينفقون الكثير منه .

و ذلك لان الاغنياء يفكرون على مستوى بعيد المدى ,انهم يوازنون بين نفقاتهم الخاصة بالترفيه و الاستمتاع اليوم و بين الاستثمارات التي تضمن لهم الحرية المالية في الغد .بينما الفقراء فتفكيرهم قصير المدى ,انهم يديرون حياتهم بناء على رغباتهم في الاشباع الفوري.