«الصحفي الخفي » يكتشف اخطارها بـ «زي أجنبي»
«الليموزين»..أسرار الزبائن في ذمة السائقين
فتيات يعترفن بالضحك على أهاليهن للخروج من المنزل
فادي الجمل – الخبر
الصحفي الخفي يتفاوض مع سيدتين على أجرة المشوار
يبدو أن سائقي الليموزين، بحكم مهنتهم، يطلعون على أسرار وحكايات لا حصر لها، تخص الزبائن الذين يركبون معهم، بعض هذه الأسرار والحكايات، قد تكون كفيلة بمقاضاة أصحابها، وتحويلهم إلى السجون، وربما سيق للقصاص، أو أنها كافية لخراب بيوت، وإزهاق أرواح وإهدار أموال.. ولكن تعلم السائقون أن يستمعوا فقط .. ولا يتكلمون. وقبل يومين، قرر «الصحفي الخفي» أن يدخل هذا العالم، ليرصد بنفسه خباياه، وينبش عن أسراره المدفونة، التي لا يعرفها الكثيرون، فارتدى الزي السعودي بعض اليوم، وطاف الشوارع والميادين، فكانت الحصيلة غير مرضية له، فقرر أن يرتدي زي الوافد الأجنبي، فحصل على خزانة من المفاجآت، التي تكشف عن تجاوزات سلوكية وأخلاقية، أبطالها من السعوديين والأجانب، الذين يرون في السائق الأجنبي خير من يكتم أسرارهم إلى الأبد، وفي حين لا يرون هذا الأمر في السائق السعودي، الذي قد يعكر عليهم صفو حياتهم، إن هو توصل إلى سرٍّ ما.
حكايات غريبة
ويطّلع سائق سيارة الأجرة يومياً, على عشرات الحكايات والقصص, وقد يكون بعضها من نسج الخيال، يحكيها له زبائنه إما بشكل مباشر, أو عن طريق الاستماع إلى محادثاتهم الهاتفية, أو حواراتهم الجانبية.
عندما قررت دخول عالم سيارات الأجرة, لما يحمله من حكايات غريبة وقصص يرويها زبائن الليموزين, ساعدني زميلي الصحفي محمد العويس الذي وقف معي وأرشدني لبعض الأمور التي يراها، فقرر أن يراقبني من على بعد, وبدأنا جولتنا بالبحث عن سيارة أجرة، لكي نستأجرها لإنجاز المهمة, وبعد محاولات عدة، استمرت نحو ساعة، باءت بالفشل, قررنا البحث عن سائق أجرة لمواطن سعودي، لكن المفاجأة كانت بأن معظم سيارات الأجرة يستقلها وافدون من شتى الجنسيات الآسيوية والأفريقية, بعدها قررنا الوقوف أمام أحد المجمعات التجارية, وبعد انتظار لم يدم طويلاً، وجدت سائقاً سعودياً يقف أمام بوابة المجمع مع مجموعة من الوافدين، ينتظر ويترقب بأن يأتي رزقه مع أحد الركاب, وعندما اقتربت منه، ظن بأنني زبون، وأريد منه أن يقوم بإيصالي إلى مكان ماء.
سيطرة السائقين
فاوضت السائق على تأجير سيارته الأجرة التي يمتلكها لمدة ساعتين، وأقنعته أن الغرض من الموضوع هو كشف أسرار هذه المهنة، وأساليب سيطرة السائقين الأجانب عليها، وعلى الفور تقبل الفكرة، ورحب بها, بل أصبح يشجعني ويخبرني ببعض خبايا المهنة, وكيف أتعامل مع الزبائن، وأخذت منه موجزاً مفصلاً عن الأسعار المتعارف عليها بين سائقي سيارات الأجرة.
وقبل أن أبدأ المهمة، توجهت إلى إحدى سيارات الأجرة القريبة من الموقع الذي أتواجد فيه، وأخذت أوجه أسئلتي للسائق الوافد حول الأسعار التي يحصلونها من زبائنهم مع كل مشوار, وعرفت منه أن المشوار داخل مدينة الخبر، يتراوح سعره بين 10 و15 ريالاً, وذلك على حسب قرب وبعد الموقع الذي يريده الزبون, أما إذا كان الموقع خارج مدينة الخبر، فيتراوح السعر بين25 و30 ريالاً، بحسب الموقع، وعرفت أيضاً أن الدخل الذي يحصل عليه سائق الليموزين في اليوم الواحد، يتجاوز 250 ريالاً، يذهب منها 145 ريالاً للشركة، التي يعمل بها، بالإضافة إلى راتبه البالغ 600 ريال, وقال: إن هناك أكثر من 60 شركة، تقوم بذات العمل، لكن تختلف كل واحدة عن الأخرى في المزايا والرواتب، فكلما ارتفع الراتب، ارتفع معه المبلغ الذي يقدمه السائق لهم يوميا.
إقبال ضعيف
وأخبرني السائق الوافد أيضاً أن هناك عوائل يعرفونه, ويتصلون عليه في حال أرادوا الذهاب إلى أي مشوار خاص, إما داخل الخبر أو خارجها, وعندما سألته عن السعر في مثل هذه الحالات، أجاب بأنه يأخذ 50 ريالاً عن كل ساعة يقضيها معهم، حيث يفرغ نفسه لهم في ذلك الوقت.
وبعد جمع المعلومات المتعلقة بعالم سيارات الأجرة, قررت الوقوف أمام أحد المجمعات بالزي السعودي, أنتظر الزبائن الراغبين في خدماتي, ولكن للأسف، تأكدت مما كنت أشك فيه سابقاً، وهو أن معظم الناس لا يريدون السائق السعودي ولا أعلم لماذا, عندها تحركت من الموقع الموجود به، بحثاً عن زبائن, ووجدت مجموعة من النساء أمام أحد المستوصفات، فقمت بالوقوف عندهن, وسألتهن "إلى أين تردن الذهاب؟" ولم ألق أي رد منهن, تحركت من الموقع, لأجد رجلا مسنا واقفا بالقرب منهن, ووجهت له السؤال نفسه "إلى أين يا عم ؟"، فقال إلى البيت، فقلت له تفضل، سألني كم سآخذ، قلت له 10 ريالات. فوافق وركب السيارة، وأخبرته بأنني جديد في هذه المهنة, لكن الغريب لا أحد يريد الركوب معي, وخاصة النساء, فضحك... وقال: "يبون يـأخذون راحتهم يا ولدي"، وأخذ يدعو بأن يوفقني الله ويرزقني, عندما وصلنا لمنزله القريب، شكرني كثيراً ومنحني 10 ريالات.
زي الوافد
بعدها قمت باستبدال ملابسي بزي وافد أجنبي، وقمت بشراء متطلبات العمل قبل فترة بسيطة من الانطلاقة, وتوجهت إلى المجمع التجاري الذي كنت فيه سابقا بالزي السعودي, وتفاجأت بأن معظم الزبائن الذين يفضلون السائق الوافد، وأولهم النساء، وطلبت مني إحداهن بأن أقوم بإيصالها إلى مجمع تجاري آخر, وبالفعل ركبت معي مقابل 15 ريالاً, وأثناء التوجه للمجمع، بدأت بالحديث عن مشكلة ابنها معها، وأنه لا ينفذ طلباتها, حتى أنه يجعلها تحتاج دائما لسيارة الأجرة، رغم امتلاكه لسيارة خاصة به, كما تطرقت إلى أن المجمع الذي كانت به لا يوجد به الموديلات التي تريدها من الملابس, وأنا أسمع في صمت وأحرك رأسي تارة يمنة وأخرى يسرة.
أسرار علنية
وبعد أن نزلت المرأة من سيارة الأجرة, اتجه نحوي ثلاث فتيات، يردن مني إيصالهن إلى أحد المطاعم في مدينة الدمام، وحددت مبلغ 40 ريالاً، فقالت إحداهن: إنه مبلغ كبير, فقلت إذا بكم, فقالت 30 ريالاً, فوافقت, وخلال المشوار الطويل نسبياً، سمعت العجب العجاب من الأسرار العلنية, التي بدأت الفتيات بسردها بينهن، وأنا في حكم "المستمع" الذي لا يعرف شيئاً, حيث اعترفت إحداهن بأنها خرجت من منزلها خلسة، وذكرت أخرى بأنها ادعت أمام أمها بأنها ستذهب لمنزل صديقتها، وقالت الثالثة: إنها لم تعانِ كي تخرج من المنزل، مؤكدة أن الخروج بالنسبة لها في غاية السهولة متى ما أرادت الخروج، وبدأن بعدها بالضحك بصوت مرتفع, وطلبت مني إحداهن تشغيل مسجل السيارة أو الراديو, وعندما قمت بتشغيل الراديو على إحدى المحطات العربية, وبدأن بالتصفيق والرقص من فوق مقاعدهن، حتى وصلت إلى المطعم المقصود.
المكان المطلوب
وفي طريقي إلى الدمام، كانت هناك مفاجأة من العيار الثقيل، عندما استوقفني رجلان على طريق الدمام ـ الخبر السريع، وطلبا مني التوجه إلى حي الكهرباء في الدمام، فرحبت بهما، واستقلا السيارة، وفي الطريق فوجئت بأحدهما يخبر الثاني أن شخصاً اسمه نواف في انتظارهما الآن، وأنه جهز العرائس لليلة الدخلة، وعندما وصلنا إلى المكان المطلوب، فوجئت بأحد الرجلين ينزل من السيارة، وترجل إلى أن دلف حارة ضيقة، بينما بقي الآخر معي في الليموزين، ولاحظت نوعاً من الارتباك كان ظاهرًا عليه، إذ كان ينظر بخوف إلى مدخل الحارة التي دخلها زميله، ثم ينظر إلى ساعته، وهو يتصبب عرقاً، واستمر على هذا الوضع قرابة ربع ساعة، لا أخفيكم أن الشك تسرب إلى نفسي، وبدأت أتوجس من هذا المشوار، وبعد نحو ثلث ساعة، وصل الرجل، وبصحبته امرأتان، وطلبوا مني إيصالهم إلى حي البادية في الدمام، رفضت طلبهم، بحجة أن لدي مشوارا مهما للغاية، ولابد أن أرحل الآن، بيد ان أحد الرجلين قال: إنه سيمنحني 50 ريالاً، فكررت رفضي، ورفع الآخر الأجرة إلى 100 ريال، الأمر الذي زاد من درجة الشك عندي، وقررت أن أنجو بنفسي من هؤلاء الزبائن، الذين تأكدت أنهم يخططون لشيء ممنوع، من خلال همساتهم لبعضهم البعض.
قررت أن يكون مشواري القادم إلى مدينة الخبر، فبدأت بالبحث عن زبائن يريدون الذهاب إلى هذه المدينة, فتوقفت أمام أحد المجمعات التجارية في الدمام, وترجلت من السيارة، بحثاً عن زبائن, وعندما أشاهد أي شخص خارجاً من بوابة المجمع، أردد أمامه "خبر ... خبر", وبعد مدة لم تدم طويلاً، وجدت عائلة سعودية تريد الذهاب إلى الخبر، فقمت بتوصيلها مقابل 40 ريالاً، وأثناء العودة، دار حديث مطول بين أفراد العائلة حول المصاريف التي ينفقونها في الأسواق, واتفقوا على أن معظم السلع بدأت أسعارها في ازدياد.
ملطووووووووش