عبرت الفنانة السعودية مروة محمد بطلة المسلسل الكوميدي المحلي عمشة بنت عماش الذي يعرض خلال شهر رمضان، عن استيائها الكبير وتعجبها نتيجة الهجمة العنيفة التي تتعرض لها بدعوى تشبهها بالرجال والدعوة لمقاطعة المسلسل حتى قبل أن يشاهده الناس.
وقالت مروة في بيان صحفي تلقت العربية.نت نسخة منه: لقد بدأ الهجوم على المسلسل منذ الإعلان عنه قبيل رمضان وقالوا إن هذا تشبه بالرجال وطالبوا بمقاطعة المسلسل حتى قبل أن يشاهده الناس.
وأضافت: حقيقة الأمر أنني لم أتشبه بالرجال إطلاقا وإنما عالجت قضية هامة ومهمة تطرح بقوة لأول مرة في المجتمع السعودي حيث بينا عبر العمل وضع المرأة في مجتمعها ويبدأ العمل عندما تقرر عمشة بنت عماش الخروج من القرية بعد وفاة والدها، والذهاب إلى مدينة جدة بحثا عن وظيفة تعول منها والدتها وتحقق ذاتها كفتاة.
ومضت تقول: وفي جدة تساعدها إحدى قريباتها التي تعمل رئيسة قسم نسائي في صحيفة في الحصول على وظيفة، وهنا تحاول عمشة الالتحاق بعدد من الوظائف تقودها إلى مواقف كارثية كوميدية وتتعرض دائما إلى مضايقات الرجال، مما يضطرها إلى التنكر بزي الرجل والعمل كسائقة ليموزين.
وشددت مروة على أن المسلسل يشير بواقعية ومصداقية كبيرة إلى "وضع المرأة السعودية في مجتمعنا الذكوري والصعوبات التي تجدها من خلال بحثها عن وظيفة تعيل منها أسرتها خصوصا في ظل عدم وجود رجل يحميها ولايحمي أسرتها وهذه ليست حالة عمشة وحدها بل حالة العشرات من النساء في مجتمعنا المحلي".
وأضافت قائلة: أحببنا تسليط الضوء على هذه المشكلة ولم يكن المحور الرئيس في العمل هو قيادة المرأة للسيارة وإنما كان الحل للخروج من هذه الأزمة، كما أننا طرحنا موضوع قيادة المرأة للسيارة كونه موضوع مهم وجدلي وهناك دعوات كثيرة في السعودية لذلك خصوصا في ظل عدم وجود محاذير شرعية.
واعتبرت مروة أن ماطرحه المسلسل قضية هامة "فنحن لانعلم عشرات قضايا التحرش والمضايقات التي يتعرض لها الأطفال والنساء من قبل السائقين الأجانب وما يخلفه ذلك من آثار اجتماعية ونفسية عليهم، إضافة لذلك الخسائر الاقتصادية التي يجنيها المجتمع من ذلك".
وقالت المسلسل لم يطرح قيادة المرأة للسيارة كحدث رئيس وإنما كحل لمشكلة تعاني منها أسرة سعودية بلا معيل تعيش تحت ظروف قاسية دفعتها لذلك.
وشددت مروة على أن "هناك أناس لهم أهداف خفية همهم الأول إسقاط العمل"، وقالت إن معظم من هاجم العمل لم يشهده بدليل أن الكثيرين هاجموه قبل أن يعرض، وغضوا البصر عن عشرات المسلسلات الخليجية التي تتبنى قضايا جريئة.
واعتبرت مروة أن أداء الممثلين في المسلسل كان جيدا قياسا بقلة خبرتهم, وأضافت: كنا ننتظر من الإعلام التشجيع لفكرتنا وأدائنا كما هو معمول به في الدول العربية الأخرى عند ظهور نجوم جدد على الساحة الفنية، ولكن للأسف الشديد فقد شن الإعلام حملة كبيرة علينا تماشيا مع مايقوله البعض حول المسلسل أنه فسق وكفر، وهاجموا العمل ولم ينقدوه.
ورأت مروة أن الإعلام مازال يخلط مابين النقد الهادف البناء الذي يرتقي بالأعمال الفنية وبين الهجوم الذي يستهدف ضرب ونسف هذه الجهود.
وقالت إن "المرأة السعودية تعيش مشاكل عديدة بحاجة لتسليط الضوء عليها وقد حاولنا عبر هذا العمل معالجة بعضها بأسلوب فكاهي محبب للنفس دون التعدي على أحد أو مهاجمة أحد.
وتسألت "لماذا نرضى أن ندفن رؤوسنا بالتراب ولانسلط الضوء على قضاينا المحلية وندعم الأمور السخيفة والفكرية ونغض النظر عن الأمور الهامة.. "نحن بحاجة لنقد هادف وبناء حتى نرتقي بأعمالنا الفنية التي مازالت وليدة ومجتهد وهي بحاجة حقيقية للدعم والمساندة".
وختمت مروة حديثها قائلة: يجب ألا نحكم على الأعمال الفنية إلا بعد مشاهدتها كاملة وعدم إصدار أحكام مستعجلة تجهض جهودنا وتنال من عملنا بأسلوب استفزازي بعيد عن النقد الهادف البناء، وقالت: ثقتنا كبيرة في إعلامنا الذي يحمل بين طياته أقلام واعية تريد إيضاح الحقائق وتبينها بكل حيادية وواقعية.