05-12-2010, 11:51 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,320
معدل تقييم المستوى: 20156387
|
|
الأنا : داء ٌوبيلٌ إن أصاب أحداً جعله في أردى أحواله سلوكاً
معنى الغرور :
غَرَّهُ يَغَرّه غراً فهو مغرور، يعني خَدَعَه و أطعمه بالباطل
و منه قول الشاعر :
إن امراّ غَرَّه منكنَّ و احدةٌ بعدي و بعدك في الدنيا لمغرور
وفي حديث ( المؤمن غِرٌّ كريم ) أي ليس بذي نُكر فهو ينخدع لا نقياده و لينه ، يريد أن المؤمن المحمود من طبعه قِلةُ فطنته للشّرِ بِترك البحث عنه و تقليب الأُمور على كل الوجوه ،فهو لصدقه يصدق الناس ، و لا يقول ( سوء الظن من حُسنِ الفطن ) بل يعتَبِر كل من يقول قولاً صادقاً و عدلاً و قاعدته ( حسنُ الظنّ من حسن الفطن ) و يحسنّ الظنّ بغيره .
و الغَرور : الشيطان في قول الحق سبحانه و تعالى ( وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)(لقمان: من الآية33) ، و لا يخدعنكم الشيطان بالوَعد الكاذب .
و الغُرور : ما أُغتُرَّ به من الحياة الدنيا و متاعها . و قول الحق ( يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(الانفطار:6)
منذ بدء الخليقة التي أبدعها المولى فاطر السماوات والأرض سبحانه وإبليس اللعين وجنوده يتربصون بآدم عليه السلام ويترصدون له ولذريته رافعين راية العداوة والحرب على بني آدم فلم يكتف إبليس اللعين بأن أخرج أبوينا من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما لكنه أقسم ليحتنكن ذريته إلى يوم الدين وليضلَّنَّهم وليمنِّينَّهم وليفتنَّنهم متفنِّناً في طرق غوايتهم متلوِّناً في أحابيل كيده ومكره لهم ليحيد بهم عن الصراط المستقيم والنعيم المقيم.
بعد أن أمره الله بالسجود لآدم فكان ما كان !!؟
ترى لو تساءلنا ما الذي أخرج إبليس من الجنة ومن صحبة الملائكة ومعيَّة المقرَّبين ليكون حاله السُّخطَ المهين وتحلَّ عليه اللعنة إلى يوم الدين ؟؟ لجاءنا الجواب عليه في الذكر الحكيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين )) سورة ص(75-77)
أجل .. أجل هو الكِبْرُ ... والعُجْبُ ... والفخرُ ... والاستعلاء
(( أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ))
هي أنا الأنانية، وأنا الكبر، وأنا الجحود ،وأنا الاستكبار ،وهي التي أودت به واستحق بسببها اللعنة.
لا غرو أن يكون لكل إنسان شخصيته المستقلة، وأداؤه الذاتي،وحُلَّتهُ الخاصة به، وتميزه واستقلاليته الطبيعية دون سرفٍ أو شططٍ فليس هذا بمستغرب ولا مستنكر في شرعنا الحنيف أبداً أبداً
ولكن القضية أن يتعدى التميز خطوَه!! ويتمادى الإنسان بشخصيته!! ويتعالى المرء على بني جنسه!! فهذا مالا يحمد عقباه.. حيث يدخل في عالم النَّرجسية والطَّاووسية!! ليقع في آفة الغرور!! ويهوي في درك الاستعلاء!! ويكون فريسة الغطرسة والاستكبار والعياذ بالله.
وقد حذرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام من الكبر إلى أبعد مدى بقوله :
(( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )) رواه البخاري
أي آفةٍ هذه بحيث أن ذرةً من الكِبْرِ تحرم صاحبها من دخول الجنة !!؟
فالكبر داء ٌوبيلٌ إن أصاب أحداً جعله في أردى أحواله سلوكاً، حيث تتمادى الأنا الفردية لتشوبها نبرة الكبر لشخصها!! والاستعلاء بذاتها!! والتميز بحالها!! والتفضيل لكينونتها على البشر!!لتقع بذلك في الأذى والشرور، وتهوي في درك الغرور فتغور بذلك بإبليسية فعلها مع إبليس لتهوي في درك الشقاء ومستنقع الكبرياء.
وهذا ما أردى وأودى بإبليس ونال به السخط وحقت عليه اللعنة
(( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))
لغة التكبر ... ونزعة الاستعلاء ... ومنطق الحجود ... ولهجة النكران ...
تبرز نوازع الأنا نافرة!! بحواف حادة!! ونظرات جارحة!! لتنفث سموم الكبرياء، وتفحََّ نقع الاستعلاء .
ملك
|