قصيده للشاعر الدكتور/ عبد الرحمن العشماوي للعاطلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني حبيت انقل لكم قصيده للشاعر الدكتور/ عبد الرحمن العشماوي وهي قصيدة شعرية له بعنوان "أنا ناطق باسم الشباب.. صوت قادم من سرايب البَطالة"، وهي تمثل صرخة مدوية بصوت كل شاب متعطل عن العمل ينتظر وظيفة بعد تخرجه، وقد تتقاذفه الأحوال هنا وهناك على المقاهي وفي الشوارع والطرقات ومسيرة طَرْق الأبواب بحثاً عن عمل.
ويهيب العشماوي بالجهات المسؤولة الاهتمام بالشباب ورعايتهم واحتضانهم، والأخذ بأيديهم بعيداً عن البطالة.
أنا ناطق باسم الشباب
"صوت قادم من سرايب البَطالة"
عُذْراً إذا ضايقتكم بكلامي وبعثت أسئلتي بغير خِطَام
وإذا قسوتُ على مسامعكم بما سأَبُـثُّ من حزني ومن آلامي
عذراً أَقْلَقُت راحتكم بما سأبثُّ من نبأ الجراح الدَّامي
فأنا ابنُكم مهما نأَْيتُ بغفلتي عنكم ومهما ِتهْتُ في أوهامي
و أنا ابنُكم مهما رَكبْتُ رغائبي جَمَلاً عنيفَ الطّبْع دونَ لجام
وأنا ابنكم مهما قطَعتم صفحتي من دفتر الإحسانِ والإكرامِ
سأكون أصدقَ ما يكون محدَّثٌ ِصْدقاً وألقاكم بغير لثام
لا تَحْقِروا قولي ولا تستعجلوا بالصدّ عن قولي وبالإحجامِ
أنا ناطقٌ باسم الذين تذَّوقوا مثلي مَرارةَ عَلْقمِ الأيَّامِ
بين المقاهي والمطاعمِ أصبحوا عِبْئاً على الشَّبَكات والأفلامِ
تشكو الشوارع من لَظَى "تَفحيطِهم" والسوق تشكو وَطْأَةَ الأَقدام
أنا ناطقٌ باسم الشبابِ لأنَّني أشقى بما أَهْدَرتُ من أَعوامِ
قالوا: البَطَالةُ، قلت: تلك رفيقتي بئس الرفيقةُ ضَيّعَتْ أَحلامي
هجمتْ عليَّ مع الشبابِ فأبرمتْ حَبْلَ التخاذُل أَيَّما إِبْرامِِ
ما كنتُ إلَّا طالباً متفوقاً في كلَّ مرحلة أَشدُّ حزامي
هدفي الكبيرُ بناءُ ناضجٍ يسمو بصاحبه لخير مَقامِ
حتىَ حَمْلتُ شهادتي متفوَّقاً وبها انطلقتُ كفارسٍ مقدامِ
وذهبتُ من بابٍ إلى بابٍ أرى صَدَّاً يزيدُ توجَّعي وسَقامي
هذي الشهادةُ في يميني، إنَّها رُمحي الذي أَعددتُه وحُسامي
أسهرتُ ليلي في الدراسةِ حاملاً همّ التفوُّق هاجراً لمنامي
أَتَعبْتُّ أمَّي والأَبَ الغالي ومَنْ يرعون حالي من ذوي الأَرحامِ
والآنَ من بعد التخرُّج أَصبحوا مثلي على جَمْر انتظاري الحامي
كم مرَّه هزَّ الأبُ الغالي يدي ِليَشُدَّ من عزمي ومن إِقدامي
أَبْشرْ بُنيَّ فقد سمعتُ بشارةً نُقلَتْ لنا بوسائل الإعلامِ
فُرَصٌ من التَّوْظيف يُفْتَحُ باَبُها لشبابنا بكمالها وتمامِ
ولكم تحسَّر حين أَدْرك أنَّ ما قالوه وَهْمٌ كالسَّرابِ الظَّامي
هوَّنْ عليك أبي فكم خَبَرٍ سرى بين الوسائلِ و هو ضَرْبُ كلامِ
يا ويحَ قومي أشعروني أنني أصبحتُ كالمتسوَّل المترامي
لا تُشْعلوا غضبي فأَحلف أنَّني متسوّل يَسْعَى وراءَ لئامِ
أنا من كسبتُ من النّظام شهادتي والآنَ تُقْتَلُ همَّتي بنظامِ
إني لَيُشْقيني وقوفي عاطلاً هَمّي ورائي والسَّرَاب أمامي
تَتَفاخر الدنيا بمْليَاراتها والصَّفْرُ في كفَّي بلا أَرقامِ
إِني أقول ولست إلاَّ ساعداً صوَّبتموه من الرَّدى بسهامِ
ما حالَ قومٌ دونَ حقّ واجبٍ إلَّا وكان القومُ غيرَ كرامِ
لا تهملوا أمر الشبابِ فربَّما صاروا مع الإهمالِ كالألغامِ