10-10-2007, 08:32 AM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 1,402
معدل تقييم المستوى: 38
|
|
ايه العيد مع الاعتذار...
أرفع لكم صادقَ تهانيّ بعيد الفطر، ونودع رمضان ونحن منه لم نرتوِ.
وعن الأمة الإسلامية، والعربية، وبلادنا أرفع الاعتذار للعيد، وأوحى بهذا الاعتذار ما وردني على بريدي من أحد أعضاء منتدى سيهات، وكانت رسالة معبرة وشديدة الواقعية، ومدعمة بالصور..
صورةُ نساءٍ عراقيات ينتحبن بعد حادث من أحداث الموت والدمار، وهن ضعاف الحيلة معرضات لمطاردات الخطر وضواري البشر، ويعنون المرسِلُ الصورة: إلى المعتصم مع الاعتذار.
وصورة أخرى عن شاب يتزين مثل بنات الليل ويضع على رأسه الشعر المستعار الطويل، ويتبرج بفجاجة، ويعنون الصورة: إلى الرجولة مع الاعتذار.
وصورة طفل فلسطيني أصابه رصاص من اليهود، ويعنون الصورة: مع الاعتذار إلى الطفولة العربية.
وصورة امرأة فلسطينية محجبة ووقورة تُقادُ بين لـُجّةٍ من جنود الاحتلال يدفعونها بازدراءٍ وتعدٍّ وهي تنظر إلى البعيد وكأنها لا تحس بما يهينها صعاليكُ اليهود، فكأنها تتحسر على غياب الشهامة العربية، ويعنون الصورة: مع الاعتذار للشهامة.
وصورة لعارضة تعرض حجابا إسلاميا(!)، ملوّن وفاقع وهي بزيٍّ لاصق، وزينة فاقعة، مثل محجبات شاشاتنا اللاتي يخرجن شعرا مصبوغا ومسرَّحا، أكثر مما يخفي غطاءُ الرأس الشفاف.. ويعنون الصورة: مع الاعتذار للحجاب.
وعلى منواله ننسج اعتذارتنا للعيد..
صورة لطريق من طرقنا السريعة التي تربط أهم مناطقنا الحيوية ، مرَّ عيدٌ وعيدٌ.. ولم تنته حتى الآن مشاكل خطوطنا السريعة، ونـُوعَدُ كل مرّة أن تُنهي مشاكلُ الطرق ويُرسـَلُ الناسُ آمنين من بيوتهم إلى أعمالهم، وآمنين وهم عائدون.. وعنوانها: مع الاعتذار للعيد، لا عيد للطرق السريعة.. حتى الآن!
مقطع فيديو لوجه شاب باكٍ لم يُقبل بجامعةٍ، ويحضنه أباه ويبكي بحرقة معه، والمقطع التقطه وبعثه لي الشاب ع.ل. الغامدي من على أبواب جامعة سعودية، والإبن يقول لأبيه: ما ذنبي معدلي متفوق.. وعنوانها: مع الاعتذار للعيد، لا عيد لقبول الجامعات.. حتى الآن!
صورة لجسر ونفق أكبر شارع يخترق ظهر الدمام كعمودها الفقري، وهو يصان للمرة أل.. ( آخ، نسيت الرقم!) وهو ما زال في مغلـَّفا في أوراق جـِدَّته.. وعنوانها: مع الاعتذار للعيد، فلا عيد للمواصفات والتنفيذ والمتابعة.. حتى الآن!
صورةٌ لرجلٍ يتحسر أمام محصل أحدى الأسواق الاستهلاكية ومعه بعض الهلـَل المنثور، وسبب تحسره هو على الصندوق الذي كان يوضع بجوار كل صناديق التحصيل في الأسواق.. وعنوانها: لا عيد ل» قليل مستمر خير من كثير منقطع».. حتى الآن!
صورة لمنتجاتٍ مغشوشةٍ، ومنتجات مسرطنةٍ، ومنتجات مموهةِ المواصفات، ولوحات أسعار ارتفعت إلى شاهق، وعنوانها: مع الاعتذار للعيد، لا عيد لجمعية مستقلة وقوية لحماية المستهلك .. حتى الآن!
صورة لعدة سيارات مكسورة الزجاج ومسلوبة من الداخل في أحياء المدينة الكبرى، وبجرأةٍ لا يُشكر عليها من قاموا بها، وكأنهم يتنزهون، وعنوانها: مع الاعتذار للعيد، لا عيد لأمن الأحياء.. حتى الآن!
صورة لمقاطع مجتزأة لمقالات تتزلف وتمدح وتقدم المعلومة المغلوطة المطرزة بالورد المصطنع لولاة الأمر وتجاهل عموم الناس، عنوانها: مع الاعتذار للعيد، لا عيد للصدق وللقول المأثور رحم الله من أهدى إلي عيوبي.. حتى الآن!
صورة لمبدعين سعوديين يشكون حتى للجدران من ما يعترض نبوغهم من عراقيل، عنوانها: مع الاعتذار للعيد، فلا عيد لإِنصاف الاختراع والمخترعين السعوديين.. حتى الآن.
صورة لقوانين وعقول وممارسات تحد من نمو البلاد اقتصاديا وماليا وتنافسيا، وعنوانها: مع الاعتذار للعيد، فلا عيدَ لاقتصاد متقدم منافس ومفتوح.. حتى الآن!
وأخيراً:
صورة لأبطال منارات العطاء، وصورة لمشروع تفطير صائم في الخبر وعنوانها:أهلا بك يا عيد.. فاليوم سيكون عيد التطوع والمتطوعين!
صورة لشهادات كل المتفوقات والمتفوقين في المدارس الثانوية ، وعنوانها: رغم كل شيء فالعيد اليوم عيدنا بكم.. فأنتم فجرُ أعيادنا الجديد!
وعيدكم مبارك.
مقال الكاتب نجيب الزامل منقول من جريدة اليوم لهذا اليوم
|