31-12-2010, 03:34 AM
|
|
عضو مهم
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: Jeddah
المشاركات: 278
معدل تقييم المستوى: 3922278
|
|
لم يعد في الارض منأى للكريم عن الاذى !!
لم يعد في الارض منأى للكريم عن الاذى !!
عند قراءتي للتاريخ وسير الخالدين والمغامرين وبعض الحالمين الطامحين سيئي الحظ,ارى انهم تقلبوا في البلاد كثيرا, فإن لم يجدوا النجاح والسعادة في بلد هجروها ورحلوا إلى أخرى تكون بمثابة أرض الاحلام,وقد انتشر هذا النوع من الهجرات خلال – الخلافة او الامبراطورية اختر ايما شيئت – الاسلامية
حيث كانت رقعة الدولة من الاتساع بحيث شملت اجزاء من ثلاث قارات - اسيا وافريقيا واوربا -ومن لم يجد لنفسه مكانا ضمن هذا المجال الواسع, فأكاد أجزم بأن مكانه في السماء وليس على الأرض!
عموماً كثرت الرحلات خلال هذه الفترة , منها ما كان بقصد التجارة ومنها ما كان بقصد العلم ومنها ما كان بقصد " الصياعة " – كلاً هدف رايه من الناس مرضيه – ومنهم من حقق أحلامه ومنهم من عاد بخفي حنين – وليته عاد بهما –
بصراحة أجد نفسي افتقد هذا الجو الدرامي للحياة , فحياتنا اليوم تشبه حياة البقرة المربوطة, فتكوّن الدول الحديثة وتعقيدات الجوازات والتأشيرات ...الخ زادت الأمر صعوبة, أضف الى ذلك الاحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة جعلت الامر اصعب , ولا ننسى الارهاب الدولي – وكأننا ناقصين –
كل أولئك المسافرين القدماء كانوا يتمثلون قول الشاعر :
في الارض منأى للكريم عن الأذى ............ وفيها لمن خاف القلى متعزل
ولكن عندما أردد على صداهم هذا البيت الشعري الجميل أجده غير صحيح, فليس في الأرض منأى لا للكريم ولا للبخيل حتى .
لكن يبدو أن دماء أجدادي الرحل الذين ارتحلوا من اقصى الجنوب الى الغرب ثم الوسط والشرق والشمال ثم عادوا ما تزال تسري في عروقي وتدغدغني , لكنها ستيأس عما قريب , فالارتحال الان لم يعد كالسابق فإن سلمت من قطاع الطرق فلن تسلم من المباحث والموساد والسي أي ايه ....وما شابه , وان سلمت من هؤلاء فلن تسلم من تهمة قلة الوطنية وانعدام الشعور بالانتماء, وان سلمت من كل هذا , فليس لديك المال الكافي والا لما ارتحلت اصلا !, بالرغم من ان السفر ليس لأجل المال في حد ذاته ولكن للبحث عن النفس , والعثور على المال اسهل بكثير من ايجاد النفس!
كذلك فهذه النوعية من الحياة لا تناسب النساء عموماً , فمن يعيش هكذا حياة لن يجد امرأة تقبل به زوجاً, هذه الهواجس تؤرقني فلم أجد لا في الأرض ولا في السماء منأى لي عن الأذى ولا استطيع ان اعيش حياة متقلبة كالمتنبي او مالك ابن الريب او امرؤ القيس .... فيبدو اني سأموت من الحسرة , ولو كنت راوياً كنت سأعيش هذه الحياة في رواية .....
- لمحة : تباً للنسيان, فقد تعايشت مع فقدان المستقبل, ولكني لا استطيع التعايش مع فقدان الماضي !
التعديل الأخير تم بواسطة الحياة وقفة عز ; 31-12-2010 الساعة 03:37 AM
|