07-01-2011, 04:30 PM
|
|
عضو متواصل
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 92
معدل تقييم المستوى: 43745
|
|
صوت قادم من سراديب البطالة
عُذْراً إذا ضايقتكم بكلامي وبعثت أسئلتي بغير خِطَام
وإذا قسوتُ على مسامعكم بما سأَبُـثُّ من حزني و من آلامي
عذراً أَقْلَقُت راحتكم بما سأبثُّ من نبأ الجراح الدَّامي
فأنا ابنُكم, مهما نأَيتُ بغفلتي عنكم ,و مهما ِتهْتُ في أوهامي
و أنا ابنُكم مهما رَكبْتُ رغائبي جَمَلاً عنيفَ الطّبْع دونَ لجام
وأنا ابنكم مهما قطَعتم صفحتي من دفتر الإحسانِ و الإكرامِ
سأكون أصدقَ ما يكون محدَّثٌ ِصْدقاً و ألقاكم بغير لثام
لا تَحْقِروا قولي , ولا تستعجلوا بالصدّعن قولي , و بالإحجامِ
أنا ناطقٌ باسم الذين تذَّوقوا مثلي مَرارةَ عَلْقمِ الأيَّامِ
بين المقاهي و المطاعمِ أصبحوا عِبْئاً على الشَّبَكات و الأفلامِ
تشكو الشوارع من لَظَى "تَفحيطِهم" و السوق تشكو وَطْأَةَ الأَقدام
أنا ناطقٌ باسم الشبابِ لأنَّني أشقى بما أَهْدَرتُ من أَعوامِ
قالوا: البَطَالةُ , قلت: تلك رفيقتي بئس الرفيقةُ ضَّيعَتْ أَحلامي
هجمتْ عليَّ مع الشبابِ , فأبرمتْ حَبْلَ التخاذُل أَيَّما إِبْرامِِ
ما كنتُ إلَّا طالباً متفوقاً في كلَّ مرحلة أَشدُّ حزامي
هدفي الكبيرُ بناء عقلٍ ناضجٍ يسمو بصاحبه لخير مَقامِ
حتىَ حَمْلتُ شهادتي متفوَّقاً و بها انطلقتُ كفارسٍ مقدامِ
و ذهبتُ من بابٍ إلى بابٍ أرى صَدَّاً يزيدُ توجَّعي و سَقامي
هذي الشهادةُ في يميني , ِإنَّها رُمحي الذي أَعددتُه و حُسامي
أسهرتُ ليلي في الدراسةِ حاملاً همُّ التفوُّق , هاجراً لمنامي
أَتَعبْتُّ أمَّي و الأَبَ الغالي و مَنْ يرعون حالي من ذوي الأَرحامِ
و الآنَ من بعد التخرُّج أَصبحوا مثلي على جَمْر انتظاري الحامي
كم مرَّه هزَّ الأبُ الغالي يدي ِليَشُدَّ من عزمي و من إِقدامي
أَبْشرْ بُنيَّ فقد سمعتُ بشارةً نُقلَتْ لنا بوسائل الإعلامِ
فُرَصٌ من التَّوْظيف يُفْتَحُ باَبُها لشبابنا بكمالها , وتمامِ
ولكم تحسَّر حين أَدْرك أنَّ ما قالوه , وَهْمٌ كالسَّرابِ الظَّامي
هوَّنْ عليك أبي فكم خَبَرٍ سرى بين الوسائلِ ,و هو ضَرْبُ كلامِ
يا ويحَ قومي أشعروني أنني أصبحتُ كالمتسوَّل المترامي
لا تُشْعلوا غضبي , فأَحلف أنَّني متسوّل يَسْعَى وراءَ لئامِ
أنا من كسبتُ من النّظام شهادتي و الآنَ تُقْتَلُ همَّتي بنظامِ
إني لَيُشْقيني وقوفي عاطلاً هَمّي ورائي , والسَّرَاب أمامي
تَتَفاخر الدنيا , بمْليَاراتها والصَّفْرُ في كفَّي بلا أَرقامِ
إِني أقول , و لست إلاَّ ساعداً صوَّبتموه من الرَّدى بسهامِ
ما حالَ قومٌ دونَ حقّ واجبٍ إلَّا وكان القومُ غيرَ كرامِ
لا تهملوا أمر الشبابِ , فربَّما صاروا مع الإهمالِ كالألغامِ
د.عبدالرحمن العشماوي
|