22-01-2011, 01:52 PM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 456
معدل تقييم المستوى: 158483
|
|
قصيدة 2 سانتي للشاعر السواط
الوظيفة حلم وردي يطمح كل شاب في مُقتبل عمره لتحقيقه، بل لا نُبالغ إذا قلنا بأنها أجمل وأهم الأحلام بالنسبة لأي شخص، لاسيما وأن وجودها يُمثل في الغالب البداية الفعلية التي يبني عليها الإنسان مستقبله، وتتحدد من خلالها ملامح حياة جديدة سيعيشها؛ وقد تحول البحث عن الوظيفة في وقتنا الحاضر من حلم وردي إلى مُعاناة كبيرة، وأصبح الحصول عليها هاجساً يؤرق الآباء أكثر مما يؤرق الأبناء أنفسهم، وتبرز لنا من بين الأشعار الكثيرة التي تُصور معاناة البطالة والبحث عن وظيفة بعض القصائد التي تتميز بتناول جوانب معينة يقل التركيز عليها عند الحديث عن قضية البطالة.
من تلك القصائد قصيدة (2سم) للشاعر فيصل السواط ، التي يركز فيها على مسألة دخول (طول) القامة كشرط أساسي للقبول في بعض القطاعات، وهي قصيدة جميلة يستهلها بتصوير مُعاناة العاطل مع البطالة والسهر والفقر وقسوة الأيام:
أربع سنين وخمسة شهور وثلاث أيام طيش
أعيش وسط المجتمع مدري وشنهي خانتي
أسعى وراء فرصة عمل لكن يالأيام ويش
حدّك على تطنيشي وعذابي وإهانتي
فالصبح من بعد السهر أفطر على تونة وعيش
وفالليل أعد نجوم همّي في سما ديّانتي
مدري وش آسوي ووين آروح، مدري كيف أعيش
وأنا ما عندي غير ثوبي في دروف خزانتي
بعد ذلك يشرح الشاعر عن السبب الحقيقي لبطالته، وهو سبب لا علاقة له بضعف تحصيله العلمي، ولا بسوء سلوكه أو فقر قدراته، ولكنه سبب يتعلق بهيئته التي خلقه الله بها، إذ تقصر قامته عن الطول المطلوب بمقدار (2سم):
ما رحت أدوّر وظيفة غير قالوا معليش
باقي على الطول المناسب لك ثنينه سانتي
يعني ثنينه سانتي فالطول بتهز إلك جيش
وألا تبا تنقص على مر السنين أمانتي؟
شهادتي شابت، وأنا على وشك، والوضع شيش
وأبا آتزوج وآتذرّى في ذرى حصانتي
باطير فالدنيا ولكن كيف أطير بدون ريش
نتّف جناحي وقتي وضاعت كذا مكانتي
وبما أن قصر قامة الشاعر سنتيمترين جاء بمثابة المقص الذي قص ريش الطائر ومنعه من التحليق بسعادة في هذه الحياة، فقد ختم قصيدته بأبيات تحمل نبرة السخرية المرة التي لا تخلو منها العديد من قصائده، وتحمل الأبيات أمنيات طريفة ودعوات غريبة لا يمكن أن نقول أنها مُحالة ما دام الشاعر قد توجه بها لخالقه:
ياليتني لاعب كره يا ناس مثل أحمد خريش
في كل "قول" ألفين، وألف ريال فالبلانتي
ما كان هذا حالي المُزري، ولا بأقول ليش
وأكثر ما أفكر فيه كيف أبحترف في "نانتي"
أرزاق والدنيا حظوظ نعيش وألا ما نعيش
ورزقي على ضمانة الله ما هي بضمانتي
يالله يا ربي وظيفة لو تجي ف"أبو عريش"
وألاّ تزوّدني على طولي ثنينه سانتي !
هذه القصيدة الجميلة مُجرد نموذج للقصائد العديدة التي يُمكن أن نستحضرها مع كُل موسم يتدفق فيه الخريجون من الجامعات ومدارس التعليم العام للبحث عن فرصة عمل، ويعود لكل عاطل أمله وحلمه الوردي في الحصول على وظيفة تساعده على الحياة بشكل أفضل.
|