يتعجب الإنسان- المسلم - الذي منح ولو أقل القليل من العقل- كيف أن الله تعالى
لم يقرن شيئا من العبادات في الإسلام .. بطاعته كما قرن طاعة الوالدين وفي
ذلك إشارة خفية إلى أن المرء المؤمن إذا أحسن إلى والديه كما يليق بكونهما
سببا لوجوده في هذه الحياة فإنه من باب أولى أن يحسن في عبادة ربه لأن
الله عز وجل هو السبب في وجوده هو وهم في هذه الحياة .. كم نحن بحاجة
إلى إيقاظ ضمائرنا من سباتها فنعرف للوالدين حقهما علينا فنجلهما ونبجلهما
ونقدرهما حق التقدير.
والطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها للتعامل مع الوالدين إذا بلغا هذه الحالة
من الكبر والضعف .. أن نبحث عن رغباتهما فنلبيها لهما حتى ولو لم نعقل
معناها!!
مثلا إن أردت أن تشتري سيارة استشر الوالد واعرض عليه هذا الأمر قد
لا يحسن المشورة في مثل هذه الأمور .. وقد لا يعرف أنواع السيارات ولا
الغالي منها من الرخيص وقد يكون شيخا هرما لا يحسن إبداء الرأي لكن
هذا التصرف منك يجعله يشعر أن قيمته في البيت - بصفته أبا - لا زالت
قائمة ويؤخذ رأيه .. وقد لا تعمل بمشورته أخيرا لكن عرضك عليه الأمر
قبل أن تتخذ أي قرار يجعله يوافق على رغباتك دون عناء .. ولربما ظن
أنك إنما أخذت برأيه فاشتريت أو بعت أو تزوجت .. فتبعث فيه الروح
والأمل وترتقي بنفسيته إلى مستوى ترى آثارها تلوح على صفحة محياه
وعلى شفتيه!.
وهكذا الأم .. اجعلها تشعر بأنك تقيم لها أعظم وزن اجعلها تشترك معك
في كل أمر وتبدي رأيها وأنت تتقبل ذلك كله من دون غضاضة ثم انظر
توقف توقف توقف لحظه هنا
كيف تصل إلى قلب الأم والأب بأيسر السبل.
كان هناك شاب له أم عمياء فمشت يوما في المنزل فسقطت على وجهها
في تنور مليء بالجمر فأقعدت عن المشي سنوات طويلة فكان يغسل لها
ثيابها ويصنع طعامها وينظفها حتى توفاها الله ثم قام بخدمة أبيه خمسة
عشر عاما بعد وفاة أمه حتى أصابه الخرف فكان لا يميز ما حوله فإذا
غضب على أحد ضربه بشدة على وجهه إلا هذا الشاب فقد كان يرفع يده
ليضربه فلا يستطيع فيعود يبكي وكأنه يعلم أن هذا فلان ابنه البار
[gdwl][align=center][/align][align=center][/align][/gdwl]
[gdwl][align=center][/align][align=center][/align][/gdwl]
[gdwl]
[/gdwl]