22-01-2011, 09:24 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: ~ آآه .. مآ أرقتس يآ آلريآض ~
المشاركات: 2,129
معدل تقييم المستوى: 10511089
|
|
•.★* ... رفـــــقاً بقـــــوارير الإنــــــاث والذكــــــــــور ... *★.•
أفق الشمس
رفقاً بقوارير الإناث والذكور
د.هيا عبد العزيز المنيع
أكثر من مرة أحاول استقراء المشهد الاجتماعي السعودي فأشعر حقيقة بألم وتعاطف كبير مع الشباب من الجنسين....
الشفقة تلك ليس بسبب ضعفهم، ولكن بسبب قسوتنا عليهم.....
لكم الصورة وللجميع حق الاستقراء وحق توقع النتائج والتي للاسف قد تخرج عن سيطرتنا في وقت لاينفع فيه مال ولاتبرير ولا حل لجان ولاتكوين أخرى..؟
من يستطيع قراءة الاختلافات العشرة أو المئة أو الألف بين صورة الفتاة وهي تقفز حافية القدمين في طريق الملك عبدالعزيز وأفذاذ الهيئة يطاردونها للإمساك بها..! في الوقت الذي تبث فيه محطاتنا الفضائية السعودية حلقات لمسلسلات تركية، تؤكد أن الحب فوق الاحتمال وأن الخيانة لذيذة وبطولة، وإن كنت تخون أباك وعمك وأسرتك جميعا ...وإن كنت مثل الحيوان تنتقل بين الحب والآخر كما لو كانت الاستباحة هي القاعدة والأخلاق هي الاستثناء....!
شبابنا يعيشون متناقضات وتباينات بعضها نصنعها بأموالنا وبعضها ندعمها بأنظمتنا وبعضها نجهز لها الجيوش البشرية ...ثم نطالب شبابنا أن يكونوا رجالاً ونساء أفاضل...!
تلك الفتاة لا اختلاف على خطئها إن صحت الرواية ولكن هل نضحي بالأبرياء من أجل فرد واحد أخطأ، وهل من حق الهيئة أو غيرها أن تحول طرقنا لمسرح سباق واختراق أبسط أبجديات السلامة، وأبسط أبجديات الستر ....؟ فضائيا نجيش شبابنا بطرح درامي تركي هابط لدرجة أنه فاق الطرح الدرامي الغربي ...؟الخطورة أنه يتم عرضه في وقت ذروة المشاهدة للصغار مع أن ابسط أبجديات النظام الإعلامي الإشارة إلى ما يصلح للكبار ومايمنع عنه الصغار..! ولكن للاسف محطات الإم بي سي وبعض المحطات الخليجية أصبحت المسوق الأول لتلك الدراما الهابطة..!
المسافة التي تفصل بين تلك المسلسلات وبين الفتاة الحافية على طريق الملك عبدالعزيز تحمل الكثير من التناقضات ومن المخاطر...! بل ربما هي تشد أعيننا أكثر لنفتحها أكثر، فماذا نحن فاعلون بتلك الجيوش القادمة من عالم الابتعاث حيث نمارس طقوسنا كما لو كنا لا ندرك ماذا يحدث حولنا..! الهيئة تطارد حافية القدمين على طريق الملك عبدالعزيز وفضاؤنا يؤجج المشاعر والأجساد، ويبيح المحرمات وعلى الأرض نحرم الحلال.. ومؤسسات الضبط الاجتماعي لم تدرك بعد فلسفة الستر وشبابنا يعاني ونحن نستمر في الضغط على مناطق الألم دون أن نسأل كيف العلاج، بل لم نفكر بعد في العلاج، مازلنا نمارس سياسة الانتظار حتى انتفاخ الجرح، ثم قد نضطر للبتر، وقد يأتي وقت نعجز فيه حتى عن البتر....
على الجميع تحمل مسؤوليته الأخلاقية والشرعية وإدراك الأمانة المنوطة به...إعلامنا الفضائي عليه مسؤولية أخلاقية لابد ان يتحملها ويدركها عن وعي وعلى مؤسسات الضبط الاجتماعي ان تدرك أن البطولة في الستر وليس في ملاحقة فتاة تاهت بها أقدامها الحافية....!
المسافة الفاصلة بين ثقافة المسلسلات التركية( ثقافة مهند ) وبين خطوات الفتاة الحافية، من يستطيع أن يجدها ويحللها ويحدد المسؤولين عن ردم الحفر، فإنه يبتدئ بإصلاح الوضع فعلا، أما السباق بين حافية القدمين وعدم وعي مؤسسات المجتمع بدورها تجاه هؤلاء الشباب، وأيضا تهميشهم اجتماعيا كما لو كانوا وباء فإنه سيضر الجميع وحينها قد يصعب تحديد أي الأقدام باتت حافية....!!!
مما راق لي
متكية
|