01-02-2011, 01:54 PM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: جده
المشاركات: 1,181
معدل تقييم المستوى: 9540556
|
|
بالعكس ودي اعيش هناك معهم وربي اخ بس ياحظهم
مقال ذا علاقه وحقيقه مرعبه !!
حول العالم
الجنرال الروسي شتاء
فهد عامر الأحمدي
قرأت سيرة نابليون وهتلر في سن مبكرة في حياتي (بل أذكر أنني قرأت مذكرات هتلر "كفاحي" أثناء ذهابي مع عائلتي لأداء العمرة).. وفي كلا السيرتين تجد نهاية مشتركة ومتشابهة لكلا القائدين والدولتين. فكلاهما نجح في غزو أوروبا بسرعة مدهشة بفضل تكتيكات عسكرية جديدة وجيش حديث منظم.. وتستمر لديهما مسيرة الفتوحات والمعارك الناجحة حتى يأخذهما الغرور ويقرران غزو روسيا (ومن هنا تكتب لهما بداية النهاية)..
فأوروبا أيها السادة قارة صغيرة يمكن لجيش متفوق احتلالها بسرعة كبيرة (كون مساحتها بالكاد تتجاوز السعودية أو الجزائر)، وفي المقابل تتجاوز مساحة روسيا قارة أفريقيا وأوروبا واستراليا مجتمعة - ضمن بيئة برية خالية لا تتمتع بمواصلات حديثة.. ومساحة هائلة كهذه تتطلب جيشاً أكثر ضخامة وتنظيماً - وقدرة لوجستية - تفوق قدرة فرنسا وألمانيا على تحمله.
وبالإضافة إلى عامل المساحة الهائل (الكفيل بتشتيت أي جيش غاز) هناك "الجنرال شتاء" الذي طالما مزق جيوش الغزاة وحمى روسيا بطريقة طبيعية وغير مكلفة. فحين قرر القائد الفرنسي نابليون غزو روسيا عام (1812) كان يملك أقوى وأفضل جيش في أور وبا. وفي البداية اقتحم روسيا بسهولة كبيرة (كما فعل هتلر بعده ب 129عاماً - وقبلهما الملك السويدي تشارلز عام 1709) غير أن الروس استغلوا العمق الجغرافي لبلادهم فانسحبوا أمام الجيوش الفرنسية ولم يشتبكوا معها. وحين دخل نابليون موسكو لم يجد فيها إنساناً واحداً (حيث انتقلت الحكومة والأهالي إلى سيبيريا الباردة) فحبط وقرر العودة لفرنسا. غير أن الشتاء كان قد حل أثناء عودته (ونزلت درجة الحرارة إلى 40تحت الصفر) فمات معظم جيشه من الجوع والبرد. ومن أصل 600.000رجل لم يخوضوا معركة حقيقية قضى زمهرير روسيا على 550.000منهم (وهي خسارة لم يستطع نابليون تعويضها أبداً وكانت سبباً في نهايته)!
... وفي سبتمبر 1941م كرر هتلر نفس الغلطة حين انقلب على روسيا وقرر غزوها واحتلال حقول النفط فيها. فحتى ذلك التاريخ كانت ألمانيا تملك "أقوى جيش في العالم" نجح في احتلال روسيا بجيش قوامه ثلاثة ملايين رجل.. غير أن ستالين - الذي أدرك عجز روسيا عن مواجهة ألمانيا - قرر استغلال عامل المساحة وانتظار فصل الشتاء، وهكذا اعتمد سياسة الانسحاب والأرض المحروقة والتمركز في المدن والمواقع الحيوية. ورغم أن الألمان وصلوا إلى مشارف موسكو، ورغم أنهم حاصروا ستالينجراد لعشرة أشهر، إلا أن تشتتهم ومعاناتهم من الجوع والبرد حد من اندفاعهم نحو الشرق. وفي المقابل انتقل الروس (المعتادون على البرد والزمهرير) إلى خلف جبال الأورال الشرقية وانشأوا مصانع عسكرية ضخمة (ظلت تنتج 2000دباية و 1822طائرة كل شهر). وحين حل فصل الشتاء القارس بدأ الروس هجوماً معاكساً مدعوماً بأسلحة حديثة وجنود من سيبيريا (يأكلون الجليد ويستحمون في برك المياه المثلجة).. وشيئاً فشيئاً بدأ الروس بتكبيد النازيين خسائر هائلة وقرروا مطاردتهم حتى برلين.. وبالفعل اخرجوا الألمان من روسيا ثم أوكرانيا والبلطيق - وتمكنوا من احتلال بولونيا ورومانيا وهنغاريا والنسما وشرق ألمانيا.
وكان تقدم الروس السريع واستيلاؤهم على شرق أوروبا سببا في تعجيل الحلفاء حملتهم على ألمانيا من جهة الغرب (وكان تشرشل بالذات يخشى من سقوط كامل أوروبا في قبضة الروس).. ورغم أن الحلفاء استدركوا نصيبهم من الانتصار إلا أن الروس كانوا أول من دخل برلين من الشرق ودمروا مبنى الرايخشتاخ على رأس هتلر!!
... ورغم أنني لست خبيرا في الاستراتيجيات العسكرية إلا أنني على ثقة باستحالة هزيمة أو احتلال روسيا بسبب مساحتها الهائلة - أولاً - وقسوة الجنرال شتاء - ثانياً...
وأكاد أجزم أن حلف الأطلسي تعلم الدرس (زمن الحرب الباردة) ولم يصل مع روسيا لمستوى المواجهة المباشرة وتكرار غلطة نابليون وهتلر.
التعديل الأخير تم بواسطة اه يا وطن ; 01-02-2011 الساعة 01:57 PM
|