تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > قسم اصوات واصداء > الفساد والجــريمة

الملاحظات

الفساد والجــريمة لا يقبل المواضيع الجديدة

عندما تُختَزَلُ أحلامُ شعبٍ في بَلاَّعة .!!!

الفساد والجــريمة

منذ نعومة أظفاري وأنا شغوف بقراءة التاريخ، وخاصة تاريخ أمة الإسلام العظيمة، فكنت أقرأ التاريخ كالذي يعيشُ فيه، وصِرْتُ أُصبحُ وأُمسِي مستشعراً ِثقل...

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 03-02-2011, 12:07 AM
الصورة الرمزية أُتـرَجة
إدارية سابقة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: إلى حيثُ الرُقـــي
المشاركات: 13,552
معدل تقييم المستوى: 21474897
أُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداعأُتـرَجة محترف الإبداع
Exclamation عندما تُختَزَلُ أحلامُ شعبٍ في بَلاَّعة .!!!

منذ نعومة أظفاري وأنا شغوف بقراءة التاريخ، وخاصة تاريخ أمة الإسلام العظيمة، فكنت أقرأ التاريخ كالذي يعيشُ فيه، وصِرْتُ أُصبحُ وأُمسِي مستشعراً ِثقل المسؤولية الملقاة على كاهلي، مترهباً من حمل أمانة أَبَت الأرض والجبال أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً، ولذلك رأيتني في كل مراحل حياتي أحمل مسؤوليّتي في الحياة بكل ما آتاني الله من قوة.

فتخرجت من ثانوية الثغر وكنت بحمد الله من أوائل المملكة، وسافرت إلى أمريكا وعاهدت الله أن أكون في نفسي ذلك التغيير الذي أُحبُّ أن أراه في مجتمعي، فدرست الهندسة الصناعية وتخرجت الأول على دفعتي في جامعة جورج واشنطن بفضل من الله وحده، ثم التحقت بالطب في نفس الجامعة، وكنت أول سعودي يتخرج من أمريكا بشهادة الطب md، ثم التحقت بجامعة هارفارد لأُكمل دراسة الإمتياز والتخصص والزمالة من المستشفيات التابعة لهارفارد، وقد أكرمني الله وحصلتُ على البورد الأمريكي ولله الفضل والمنّة، ثم درجة الماجستير في إدارة وقوانين الصحة من جامعة هارفارد كذلك، ومن ثم تم تعييني ضمن طاقم التدريس كأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد.

وأثناء دراستي وعملي بالولايات المتحدة أكرمني الله بالمشاركة في تشييد أكبر مركز حضاري إسلامي في أمريكا، وذلك بمدينة بوسطن، والذي كان له دور كبير في تفعيل حوار الأديان، وكنت بذلك في ذروة تحصيلي الأكاديمي والإكلينيكي والنفسي والدعوي والمادي.

ولكن إحساساً منّي بواجبي تجاه وطني الغالي، تركتُ كل ذلك وعُدْتُ من أجل رسالة واحدة أَلا وهي "صناعة نموذج فريد لرعاية صحية ذات نظرة شمولية لشفاء الإنسان جسداً وعقلاً وروحاً باتباع أفضل المعايير الطبية العالمية للعلاج واقتفاء المعايير الربّانية في المعاملة والأخلاق"، ولأَضَعَ -مع شركائي في المركز الطبي الدولي الذين أكرمني الله بهم واصطفاهم لهذه الرّسالة- بذرةً لنبتةٍ صالحةٍ تكون يوماً من الأيام تلك الشجرة الوافرة القوية المثمرة، ولنساهم في وضع معايير إسلامية ربانيّة في القطاع الصحي ... كيف لا نطمح لذلك وهناك معايير أمريكيّة وأوروبيّة وكنديّة؟ بل إن أستراليا على محدودية سكانها لها معاييرٌ تتنافس المستشفيات حول العالم للحصول على مصادقتها ... ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أكثر من بليون ونصف نسمة، ليس لدينا معايير إسلامية للرعاية الصحية!

وقد أدركنا سلفاً أن طريقاً طويلة وعرة تنتظرنا. لم نهتم أن نرى نتيجة هذا العمل في حياتنا مادُمنا وَضعْنا البذرة الطيّبة التي سَتُثمِرُ ولو بعد حين. ومن هذا المنطلق سَعَينا للإتقان في كل جزئية، فالتصميم وحده استغرق أكثر من أربع سنوات من العمل المتواصل الدؤوب المُضْنِي بمشاركة مستشفيات هارفرد الرائدة، والذي كلفنا ملايين الدولارات لنراعي الجمع بين روح التصميم الإسلامي وأحدث معايير الهندسة الحديثة في الرعاية الصحية، والمَبني على فلسفة الشفاء بالتصميم، فمن حدائق داخلية وخضرة في كل مكان، إلى غرف تجمع بين دقة المواصفات وجمال المنظر. بل كنّا في كل جزئية تمسّ سلامة المرضى نزيد على ما تطلبه المعايير العالمية ونُجَاوز المطلوب. فحرصنا مثلاً على أن يكون المبنى مقاوماً للزلازل مهما كلّفنا ذلك، بالرغم من تأكيد الخبراء أن الموقع ليس عرضة للزلازل، ولكنها أمانةُ الحفاظ على سلامة مرضانا التي لا نساوم عليها. كما قُمنا ببناء محطة كاملة لتعقيم المياه تحت الأرض، بحيث تكرّر المياه المستخدمة في المستشفى إلى مياه صافية يعاد استخدامها في الري بدلاً من ملايين اللترات من مجاري الصرف الصحي التي تنتج عن تشغيل مستشفى بهذا الحجم، فكنّا بذلك أول مؤسسة في السعودية تضع مثل هذه التقنية العالية، مطبّقين بذلك تعاليم الإسلام في المحافظة على الموارد الطبيعية واقتفاء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم الإسراف -كما روي عنه- ولو كنت على نهر جار.
هذه الجودة العالية في التصميم تُوّجَت في السنة الثانية من التشغيل بحصولنا على شهادة الجودة العالمية من الهيئة الدولية المشتركة لاعتماد المستشفيات بأعلى نسبة نجاح في الشرق الأوسط، ولذلك تم اختياري كعضو في لجنة الهيئة الدولية المشتركة لمناقشة المعايير الجديدة لأكون أول عربي مسلم يتم اختياره للمشاركة في هذه اللجنة.

وتمر الأيام ... ثلاثة أعوام مضت سراعاً وجاء وقت تجديد الإعتماد العالمي، وحَضَرت اللّجنة المقيّمة، وأقامت في مستشفى المركز الطبي الدّولي لخمسة أيام جابت فيها أرجاء المستشفى كاملة. وفي صباح اليوم الخامس، والذي صادف يوم الأربعاء الموافق 26 يناير 2011م، بدأت الأمطار تهطل بشدّة على مدينة جدة. وأثناء تقديم اللجنة نتائج تقييمها مليئا بالتقدير والثناء للإنجاز الرائع والإتقان، وإعلان النتيجة الرائعة التي حقّقها المركز الطبي الدولي، التي كانت أعلى حتى من سابقتها لتستمر كأعلى نسب الإعتماد في الشرق الأوسط، إذا بالمسؤول عن إدارة الكوراث بالمستشفى يستأذن المهنّئين حولي ويأخذني خارج القاعة ليخبرني بأن جدة تواجه خطراً محدقاً، فقد انهار سد أم الخير وبدأ السيل يهدر إلى المستشفى، وعلمنا لاحقاً أن هذا السد ركامي وقد ظلم من سمّاه سداً.

ومن هنا بدأت كارثة الأربعاء 26 يناير 2011! فبدأ منسوب الماء في شارع حائل المقابل للمستشفى بالإرتفاع بسرعة عجيبة، ثم اندفع الفيضان إلينا من كل مداخل القبو. وعلى الرغم من الموقع المرتفع للمستشفى، ووجود مضخات مياه أسفلها، إلا أن السيل كان أعنف من أن تحتويه مضخاتنا، فلم يكن في شارع حائل بلاعة واحدة تعمل على تصريف المياه! واستمر مستوى الماء في الإرتفاع سريعاً حتى اقترب من محولات الكهرباء، والتي وضعتها تصميمات المستشفى في منطقة مرتفعة، فقد صُمّمت المستشفى للتعامل مع الكوارث من قبل معماريين عالميين، ولكنها للأسف لم تُصمّم لمدينة شوارعها تفتقر إلى أبسط معايير السلامة، ألا وهي تصريف المياه! ما أبعد ما يكتبه وما يقوله المسئولون عن الواقع الذي أعايشه الآن وأنا أكتب هذه الكلمات ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وما هي إلا ساعة ويغرق قبو المستشفى، فأغلقنا قوابس الكهرباء إيثاراً منا لسلامة مرضانا وخشية أن يصيبنا ما أصاب غيرنا من حالات الماس الكهربائي ومن ثم الحرائق، خاصة وأننا مستشفى بها مئات المرضى والعاملين فيها وهم جميعاً أمانة في أعناقنا. بل وكانت المستشفى يومها ملاذاً ومأوى لأكثر من مائتي طالب من المدارس المجاورة، لم يجدوا مكاناً آمناً لهم إلا سقف مستشفى المركز الطبي الدولي لحسن تصميمه، فاحتضناهم وتقاسمنا جميعاً الطعام والشراب والملابس والغطاء ليقضوا الليلة معنا ... شاهدين على المأساة التي ألمّت بنا جميعا بمدينتنا الحزينة.

ولم تنتهي بل بدأت حكاية مأساتنا ...
الماء يحيط بنا من كل جانب، وكأننا في جزيرة انقطعت عن العالم، لا كهرباء إلا من مولّداتنا الخاصة والبعيدة عن منسوب المياه، والتي تُغَذّي أقسام العناية الحرجة بالمستشفى.

الماء يُحكِمُ قبضته على المركز الطبي الدولي، وليس لنا ماء للشرب يصل إلينا عبر شبكة المياه، وهذا ليس بجديد! فعلى مدى خمسة أعوام، ومنذ افتتاح هذا الصرح الطبي على يد والدنا ومليكنا وولي عهده الأمين ونحن نعاني من نقص الماء، مرغمين على تغذية مصدر الماء بخمس سيارات ماء يومياً على مدار السنة. والآن ... وقد انقطعنا عن العالم، فلا تصل إلينا حتى سيارات الماء وليس هناك من بنية تحتية صحيّة لإيصال الماء إلينا. وفي المستشفى أكثر من ألف وخمسمائة روح محاصرة ... مرضى وأطباء وممرضات وأطفال لاجئين وأهاليهم ... وصار على عاتقنا وحدنا توفير الملجأ والماء والطعام والسلامة.

شارع حائل يغرق ويغطي السيارات وما من مغيث إن كان عنده غوث، طيلة يوم الأربعاء ولا من أحد يُعيننا على ما نحن فيه... ولا مغيث ولا معين لنا إلا الله.

وتشرق شمس الخميس ... ولا يصل إلينا إلا الصحف!!! أما غير ذلك من دعم فَتعذّر عليه الوصول إلينا أو مساعدتنا.

ومن منطلق الحرص على الأطفال القادمين إلينا من المدارس المجاورة، وعلى المرضى الذين لم يستطع أهاليهم الوصول إليهم، فقد أخذنا على عاتقنا مسؤولية نقلهم وإيصالهم إلى ذويهم.
فقمنا ذلك الصباح بوضع خطة لتنسيق نقل وتحويل المرضى إلى أماكن إخلاء آمنة أو مسشتفيات أخرى للحالات التي تستدعي ذلك، وأبقينا الحالات الحرجة في المستشفى، وكان فريقنا الطبّي والفنّي في حال تأهب دائم، يعمل على قدم وساق لتقديم الخدمة الصحيّة في أصعب ظروف مررنا فيها وأحلكها، وقد وفّقنا الله وله سبحانه الحمدُ والمنة على تقديم كل الرعاية اللازمة لكل مرضانا.
وهأنذا أكتب هذه الكلمات يوم الجمعة الموافق 28 يناير 2011 من قلب المستشفى التى لم أغادرها منذ فجر الأربعاء، ومازلنا نعمل على توفير الكهرباء عن طريق خمس مولدات نقّالة قمنا بتوفيرها عبر شركة متخصصة، محاولين توفير مياه الشرب عن طريق السيارات قدر طاقتنا، مستمرين في ضخ المياه الهادرة خارج بدروم المستشفى والمنطقة المحيطة به عبر مضخات المياه، لتستطيع المستشفى خدمة مرضانا الذين وثقوا بنا، واستأمنونا على صحتهم، ولتستأنف المستشفى رسالتها رغم كل الظروف إن شاء الله تعالى.

إنها حقا أيام لن تنسى من حياتنا .. لم تر أعيننا فيها النوم ..
هل يُعقَل لمستشفى مثل المركز الطبي الدولي، صُمّمَت بمعايير شهد لها الخبراء من الشرق والغرب، وحازت على كثير من الجوائز والإعتمادات العالمية، وشرَّف افتتاحها والدنا الملك عبد الله، ورأينا يومها على محيّاه السعادة بما رأى، أن تكون ضحية هذا الإهمال، وأن تدفع مثل هذا الثمن الباهظ نتيجة تقصير القطاع العام في وضع أبسط معايير السلامة كالصرف الصحي وتصريف المياه وتأمين السدود.

يا حسرة على وطن يُجْزى العاملون المخلصون فيه بمثل هذا الجزاء!!!

ما زالت كلمات والدي الملك عبد الله محفورة في قلبي وفؤادي وعقلي وهو يخاطبني يوم افتتاحه للمستشفى، وقد أكرمني باحتضان رسالتنا وهو يقول "أشكركم وأبشركم إن شاء الله بالخير وهو التوفيق من الرب عز وجل، لأنكم من الذي رأيته وأحسسته أنكم مؤمنون بربكم وبوطنيتكم وإنسانيتكم، وهذا لا يستغرب على أبناء المملكة العربية السعودية"، وما زلت أذكر الإبتسامة التي أضاءت من محيّاه، تنم لنا عن أمله فينا وفرحته الصادقة بنا، تلك التي لا زالت إلى يومنا، تُشعِلُ في القلب الحماسة كلما اسودت الدنيا من حولنا بظلمة الفاسدين.

لقد كنت يا والدنا ومليكنا ذلك اليوم تنظُر إلينا بكل حنان وعطف، وتحدّثنا بكل إخلاص وصدق، وتحمّلنا المسؤولية بكل ترفق ولطف، رأيتنا يومها بقلبك قبل عينيك، وانحدرت منهما دمعة فرح تترقرق، رأينا فيها الأمل واليقين في المستقبل المشرق ... فوالله لقد دمعت أعيننا يومها فرحاً لاستشعارك صدق مقصدنا وغايتنا، وناءت كواهلنا بثقل ما يتبع ذلك من متطلبات الوفاء بأمانة ثقة أودعتَهَا فينا، فعاهدناك بوثيقة وقّع عليها كل أطباء المركز الطبي الدولي أن نقوم بواجبنا ونحمي رسالتنا ونرعى عهدنا لك ما حيينا.

ولكننا خُذِلنَا وأُسقِطَ في يدنا، ونبرأ إلى الله من أي تقصير في حقه سبحانه، أو حق عهدنا الذي قطعناه لك على أنفسنا ...

لقد خُذِلتَ – بالرغم عنّا - يا مليكنا، وخُذِلنا نحن في مستشفى المركز الطبي الدولي، بالرغم من دعمك لنا ...

ولكننا نعاهد الله أن نظل أوفياء لعهدنا معك، وأن نبذل طاقتنا في إصلاح ما أفسده زماننا، داعين المولى سبحانه أن ينصرك وأن ينصرنا ...

ويبقى قولنا الحمد لله رب العالمين آخرَ دعوانا ...

المواطن الدكتور وليد أحمد فتيحي
رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي

بفضل الله وعونه وبجهود مُضْنِيَةٍ واستبسال من نفوسٍ مجاهدة لا تقبل الهزيمة .. تم إعادة افتتاح مستشفى المركز الطبي الدولي بجميع أقسامه وبطاقته التشغيلية الكاملة .
.

إيميلي ..!
 

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله الفساد والجــريمة

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 03:43 AM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين