12-02-2011, 05:13 AM
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: وينك مشتاقلك حيل حيل
المشاركات: 303
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
فنّ التفكير
فنّ التفكير
يجب أن يعني فنّ التفكير بأنّ أسلوب التفكير يكون باستهلاك الكمية الأقلّ من الطاقة العقلية، حيث تكون الفكرة المتجسدة هي الفكرة الأقوى. تتجسد الفكرة بطريقة حيث تكتمل فيها من بدون إجهاد أو توتّر؛ وبذلك، تكون الطاقة المطلوبة للتفكير أقل، وتكون الفكرة قوية ويكون اكتمالها واثقاً. سيكون هذا هدف فنّ التفكير: أقلّ كمية من الجهد والنتائج القصوى.
لا يجب على الفكرة أن تكون قوية فقط، بل يجب أن تكون صحيحة أيضاً. يعني فنّ التفكير أيضاً بأنه يجب أن لا تكون الفكرة عديمة الفائدة أو خاطئة وتشغل العقل. بالطبيعة، يجب أن تملأ العقل سوى الأفكار المستقيمة والأخلاقية، الأفكار التي ستساعد التطور. إذا عرف الفرد فنّ التفكير، ستكون حالته العقلية مماثلة لذلك. أما الوجهة الأخرى لفنّ التفكير فهي بأنّه يجب أن تجيء الأفكار في مثل هذه الطريقة لكي يؤدون إلى الحسنة الأكبر للمفكّر وينشرون انسجاماً في البيئة المحيطة.
إن التفكير من دون فنّ سيعني بأنّ أيّة فكرة يمكنها أن تجيء في أيّ وقت: قد تكون فكر عديمة الفائدة أو فكرة خاطئة أوفكرة ضعيفة أو تضليلية أو فكرة منحطّة؛ إن كل هذه هي موانع إلى التطور.
سيكون التطوّر مضموناّ فقط عندما تستبدل عملية التفكير الطليق بفنّ التفكير. عندئذ فقط ، سيكون التفكير متوافقاً مع القانون الكوني، قانون الطبيعة المقترن بغاية التطور.
يجب أن يعني فنّ التفكير بأنّ الفكرة، وبالرغم من أنّها يشغل العقل في الحقل النسبي، فهي قادرة، في نفس الوقت، أن يترك العقل خالي من العبودية أو الارتباط. سيعني فنّ التفكير بأنّه في حين يجعل الفكرة أكثر واقعية وقوية أكثر للأداء إلى الإنجاز، فهو وبشكل آني يتم استعماله لجعل العقل متحرّراً. يجب على العقل أن يكون في الحرية عندما يكون منشغلاً بنشاط الفكر. أولا، يجب أن يبقى خالياً من التأثير الملزم للفكرة؛ وثانيا يجب أن يتم استعماله كوسيلة للحرية الأبديّة في وعي الإله.
يكمن فنّ التفكير، في تطبيقه العملي، في جلب العقل إلى مصدر الفكرة، يلتقط بذرة الفكرة بطريقة واعية حيث عندما يلتقط العقل بذرة الفكرة يجلب معها طاقة غير محدودة للحياة من الحقل التجاوزي للكينونة أيضاً. من جهة تصبح الفكرة مشبعة بالكينونة، ومن جهة أخرى تصبح الوسيلة لجلب الكينونة التجاوزية من الطبيعة المطلقة إلى الحقل النسبي للخليقة الظاهرية المتعدّدة. هذا هو فنّ التفكير. يصبح الوسيلة لذاتية الوعي التجاوزي للنمو إلى الوعي الكوني. عندما تجلب الفكرة الوعي الصافي كي تنمو بالوعي الصافي، كينونة العقل، في الحقل النسبي للنشاط، يمكّن للعقل الارتفاع إلى الوعي الكوني، حيث، ومع نشاط التفكير، تكون الكينونة موجودة بشكل ثابت.
إنّ فنّ الرماية هو في سحب السهم على القوس بقدر الإمكان وبعد ذلك إطلاق السهم، فينطلق إلى الأمام بقوة عظيمة. على نفس النمط، يجب على العقل أن يُسحب إلى مصدر التفكير، ومن هناك، ينطلق لإخراج الفكر بطريقة ممتلئة بالقوة مكملة بقوّة الكينونة. سوف يجلب العقل خارجاً الفكرة القوية التي ستنجح في العالم النسبي، كما يجلب تغلغل الكينونة إلى النشاط الخارجي، ويجعل الحالة من الوعي الكوني ممكنة. يمكّن فنّ التفكير الفرد ليكون أكثر كفاءة وأكثر قوة في حقل التفكير والعمال. وفي نفس الوقت يخفّف عنه من عبودية العمل، ومن عبودية ثمار العمل، ومن عبودية بذرة العمل - الفكرة.
هكذا هو فنّ التفكير الذي هو الوجهة الأكثر حيوية في الحياة لأنه يوصل الكينونة المطلقة التجاوزية الأبدية الناحية الخارجة الظاهرة النسبية من الوجود ويضمن للفرد، الحالة المتطوّرة والمرتفعة جداً من الوعي البشري - الوعي الكوني.
يتضمّن فنّ التفكير أيضاً التفكير الواضح. يعتمد وضوح الفكر على الحالة العقلية والجهاز العصبي. لا يجب أن يكون الجهاز العصبي متعباً، و يجب على العقل أن يكون وكأن العقل الكامل المتصرّف بالجهاز العصبي ويعبّر عن ذاته في العالم الخارجي. إن التفكير الواضح هو نتيجة استعمال العقل الكامل لجهاز عصبي قوي؛ عندئذ تكون الأفكار واضحة، والتفكير فعّال.
إنه لأمر أساسي أن يتدرب الفرد بشكل جيدا في فنّ التفكير. تعتمد كلّ كفاءة وبأيّ نوع من العمل على كفاءة التفكير، التي تباعاً تعتمد على قدرة العقل لمسك الفكرة في حالتها المرهفة. إذا تم استلام الفكرة في مصدر التفكير، تكون قد التقطت حيث تكون أقوى وأكثر حيوية. يكمن فنّ التفكير في سحب العقل إلى مصدر الفكرة؛ هذه هي عملية التأمل التجاوزي.
هكذا يكمن فنّ التفكير في: امتلاك الأفكار الصحيحة؛ وامتلاك الأفكار المبدعة والمفيدة؛ وامتلاك الأفكار القويّة؛ وامتلاك الأفكار بأسلوب يكون فيه المفكّر غير مقيّد بتأثير الأفكار ويبقى في الحرية المثبت في الكينونة. وسوف نتعامل مع هذه النقاط الأربعة بشكل منفصل.
|