05-04-2011, 03:48 PM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: جده
المشاركات: 450
معدل تقييم المستوى: 2223879
|
|
تحقيق التوازن (2)
تحدثنا في المقال الماضي عن الطاقات الأربع وطرق المحافظة عليها وتجديدها. وذكرت ان علينا ان نقوم بذلك بالقسط فلا نركز على جانب وننسى جانبا آخر لان الاعتدال والتوازن هما مفتاح النجاح في شحن الطاقات والهمم التي نحن احوج ما نكون اليها اليوم.
وسوف نركز حديثنا اليوم على امور هامة تجدد للانسان حياته وتحافظ على استمرار طاقته وتوازنه وهي:
1- الاهتمام بالعقل:
تصدأ العقول اذا لم تجد من يرعاها وينميها. لذا وجب علينا الاهتمام بعقولنا والعمل على تنشيطها وتفعيلها بشكل مستمر. وقد وجدت الدراسات ان ما يتم استخدامه من امكانات العقل البشري لا يزيد عن 1% من امكانياته الحقيقية.
يبدأ تشكيل عقل الانسان منذ سن مبكرة وذلك ضمن قوالب من المشاعر والسلوكيات الابوية التي تحافظ على العصبية والتقاليد بأسلوب قسري ملزم. وحين يكبر الطفل ويذهب للمدرسة يتابع المعلم معه نفس الاسلوب كابتا حريته في الحركة والكلام والتفكير والاختيار. وتتم من خلال العملية التدريسية تدريبه على التلقي دون تفكير او مساءلة. وهكذا يصبح المعلم هو الآمر الناهي, فيعد النظام التعليمي في وطننا شبابا يرى كل مسؤول عنه في المستقبل معصوما من الخطأ لا ينطق عن الهوى, فلا يشارك في النقاش وانما يكتفي بالتلقي والتنفيذ.
2- القراءة الدائمة:
كانت اول ما انزل من القرآن الكريم هو قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق). وعلى مر العصور تلاشت دول وبادت حضارات وزال ملوك, لكن ما بقي للانسان هو ما خلد في الكتب (إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا, وإنما ورثوا العلم. فمن اخذه أخذ بحظ وافر). ابو داوود والترمذي وابن ماجة.
تمثل القراءة حلقة وصل بين زمننا وزمن من قبلنا. ينقلون لنا عبرها احوال زمنهم وعلومهم وحضارتهم كي نطلع عليها ونستفيد منها ونطورها. كما ان الكتابة وسيلتنا لايصال ما لدينا لمن بعدنا من الاجيال. ويفضل ان يخصص الشخص 70% من قراءته للمجال المحبب الذي يريد ان يصبح قائدا بارعا اماما فيه. في حين يخصص الباقي للقراءة العامة التي تفتح مداركه على مجالات اخرى.
3- ترتيب الاولويات:
يؤدي الجهل بالاولويات الى وقوع القائد في الاخطاء والمصاعب. ويعرض جهده الى الهدر والضياع. وهنا على المرء ان يتوقف ليفكر بعمق وجدية في اهدافه واولوياته في الحياة. ان منهج ترتيب الاولويات يساهم في اعطاء المزيد من السيطرة على الحياة. وهذه السيطرة تمنحنا التوازن والانجاز اللذين نبحث عنهما. ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر, وانما العاقل الذي يعلم خير الخيرين, وشر الشرين.
ويتحدث ابن القيم عن ترتيب الاولويات عند الامام ابن تيمية فيقول: سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول: مررت انا وبعض اصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر, فانكر عليهم من كان معي. فقلت له: انما حرم الله الخمر لانها تصد عن ذكره وعن الصلاة, وهؤلاء تصدهم الخمر عن قتل النفس وسبي الذرية واخذ الاموال منهم. فدعهم.
ان التوازن عمل متناسق هادئ ومطمئن, وقد دفعت البشرية ثمنا باهظا نتيجة فقدانه. وستدفع ثمنا اغلى في مستقبل ايامها ان لم تحققه.
اتمنى لكم الفائدة
|