الرس: عبدالإله الغفيلي
قام مجموعة من شباب محافظة الرس بامتهان غسيل السيارات في رفض للبطالة واحترام للعمل من أجل البحث عن لقمة العيش بدلا من انتظار الوظيفة.
"الوطن" التقت مجموعة من هؤلاء الشباب لنقل وجهة نظرهم فقال: فهد الصقير ( دبلوم ثانوي تجاري) إنه يهوى غسيل السيارات وقد كان يقوم بغسيل سيارات أصحابه داخل إحدى الاستراحات بالرس. وعندما لم يجد عملا راودته الفكرة وقام بعرضها على زملائه الشباب ووجد ترحيبا منهم ومساندة بعد ذلك عرض الفكرة على والديه وأقاربه فلم يرفضوها مما أعطاه دفعة للعمل, وفتح مغسلة للسيارات والمدهش أنهم خلال الأسبوع الأول قاموا بتغطية الإيجار الشهري للمغسلة كما أنه وجد التأييد والتشجيع من شباب المحافظة مما زاده إصرارا على العمل.
وذكر سلطان العوفي (دبلوم حاسب آلي) أنه عندما عرض عليه العمل في غسيل السيارات رحب به من أجل قتل وقت الفراغ والذي أصابه بالإحباط وهو في انتظار الوظيفة.
وقدم العوفي دعوة للشباب السعودي لترك البطالة والسعي لكسب لقمة العيش بالعمل الحلال وأكد أن متوسط دخل المغسلة الشهري يقارب عشرة آلاف ريال وطالب الشباب السعودي بالسعي للعمل بالمهن اليدوية وعدم انتظار الوظيفة بل برهن بأن بعض المهن اليدوية تدر دخلاً أكثر من الوظيفة التي لم يعد ينتظرها.

وأضاف الشاب محمد الشمري (فني تبريد) أنه قضى حتى الآن ما يقارب الثلاثة الأشهر في مهنة غسل السيارات, وقد حصل على دخل شهري منها يزيد على ثلاثة آلاف ريال. وقال نحن مازلنا في بداية العمل والإقبال علينا كبير بل إننا في بعض الفترات نبحث عن شباب يساندوننا بالعمل بسبب الأعداد الكبيرة من الزبائن الراغبين بغسل سياراتهم لدينا, وقد أغرى نجاحنا شباب من خارج محافظة الرس جاؤوا للعمل معنا ونحن نوفر لهم ما يحتاجون من حيث مواد التلميع وخلافه. وهناك شباب يتصلون للحجز لغسل سياراتهم لدينا وفي أغلب الأحيان نقوم بتأجيل المواعيد بسبب الازدحام الكبير الذي تشهده المغسلة.
والتقت ( الوطن ) بأحد زبائن المغسلة من الشباب وهو ماجد القريش وقد حيا في حديثه مبادرة الشباب في المغسلة وقدرتهم على كسر حاجز الخجل الاجتماعي حيث يندر أن نجد شباب المحافظة يعملون بالمهن اليدوية.
وأضاف الشاب مؤيد الغفيلي أنه يقوم بشكل أسبوعي بغسيل سيارته لديهم فهم أبناء البلد وأولى من العمالة الأجنبية كما أنهم أصحاب مهارة عالية بغسيل السيارات وأمناء على مقتنيات السيارة وقد قام أحدهم برد مبلغ خمسمئة ريال عثر عليه خلف أحد مقاعد سيارتي أثناء غسيلها, فقدمت له نصف المبلغ تشجيعاً لأمانته.

وقال صاحب المغسلة (محمد البطاح): لم نقصر مع الشباب وقدمنا لهم المعدات والتجهيزات كاملة وذلك من أجل دفعهم للعمل كما أننا بين فترة وأخرى نقوم بتخفيض الإيجار لتشجيعهم على العمل والمثابرة لأنهم مثال مشرف لشباب المحافظة.
(الخبر منقول من عدد اليوم لجريدة الوطن السعودية)