يتحصنون في قمم الجبال من الحملات الأمنية
نفايات جدة.. منجم ذهب ومطاعم شعبية للمتخلفين


عيد الحارثي (جدة)تصوير: سعيد الشهري
يسيطر المتخلفون من عدة جنسيات أفريقية على مرمى النفايات الواقع شرق جدة ويشكلون مجتمعا خاصا بهم يستمد موارده من بيع المعادن والمخلفات بعد فرز النفايات في عملية يومية تنطلق من الثالثة صباحا حتى الثامنة مساء يتخللها وقت للراحة وتناول الطعام. المتخلفون الذين اقاموا اعشاشهم داخل المرمى لم ينسوا حاجتهم للطعام والغذاء لممارسة عملهم اليومي الشاق فأنشأوا عددا من المطاعم الشعبية التي تعد لهم الوجبات الافريقية المفضلة من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية وتقدمها بأسعار زهيدة.
يقول ادم بريمه (أحد العاملين في مطعم شعبي) أن سبب رخص هذه الاطعمة يعود الى ان المواد الغذائية المعدة منها منتهية الصلاحية حيث نقوم بجلبها وتنظيفها بعد ان تتخلص منها سيارات البلدية في المرمى.
سماسرة المخلفات
ويقول احد السماسرة العاملين في شراء المخلفات المعدنية والورقية (رفض الافصاح عن اسمه) احضر يوميا الى مرمى النفايات في الصباح الباكر لشراء المخلفات من العمالة الافريقية التي تبيع طن الورق من 50 الى 100 فيما تختلف اسعار المخلفات المعدنية وفقا لنوعها.
واضاف بعد شراء المخلفات نقوم ببيعها على عدة تجار بغليل والمنطقة الصناعية الذين يبيعونها بدورهم الى المصانع.
خطورة بيئية
ويقول عبيد المطيري (من سكان حي الاجواد) نحن نعاني من وجود المرمى بالقرب من الحي حيث انه يمثل ملاذا آمنا للمتخلفين كما يعد مصدرا للتلوث يهدد سكان الحي بالامراض والاوبئة الخطرة.
واضاف في كل مساء تغطي الحي سحب من الدخان الاسود الناتجة عن حرق المخلفات المعدنية والبلاستيكية والتي يقوم بها المخالفون الافارقة يوميا.
واشار الى ان السكان تقدموا بعدة شكاوى للجهات المعنية للحد من الخطورة البيئية للمرمى إلا أن الوضع بقي كما هو.
تفشي الأمراض
ويقول سعيد الزهراني منذ سنوات ونحن نأمل بإيجاد حل مناسب لمشكلة المرمى ولكن لاحياة لمن تنادي فالمخالفون الافارقة سيطروا على الموقع وانشأوا المساكن وهيأوا مواقع آمنة للاختباء من الحملات الأمنية.
واضاف ان المخالفين اتخذوا من المرمى موقعا للعيش ومصدرا لكسب المال، واشار الى ان اطفاله الاربعة اصيبوا بامراض الربو بمجرد الانتقال الى حي السامر.
وطالب الجهات المعنية باغلاق او نقل المرمى بعيدا عن التجمعات السكنية وإلقاء القبض على المتخلفين.
مصدر اقتصادي
واعتبر خالد الجهني ان النفايات مصدر للثراء خاصة وان هناك دولا كبيرة اقتصاديا تعتمد على تدوير النفايات.
وتساءل لماذا لانستفيد من الخبرات في هذا المجال ونعمل على اكتسابها لايجاد مصدر جديد يدعم الاقتصاد ويقضي على هذه السلبيات الموجودة في المرمى.
منجم ذهب
ويقول احد العاملين في المرمى (من جنسية عربية) اسكن منذ عامين في احدى العشش القريبة من المرمى واكسب عيشي اليومي من بيع النفايات التي تدخل علي من 150 الى 500 ريال يوميا.
واضاف بعد نهاية عملي في المرمى والمحددة بعامين اقوم بتسليم موقعي لاحد اقاربي ليقوم بالعمل بينما انعم بقضاء اجازتي مع اسرتي لاعود بعدها الى استخراج تأشيرة عمرة بهدف العمل في المرمى الذي يصفه بأنه منجم للذهب.واشار الى وجود محلات للاختباء واشخاص لمراقبة حملات الجوازات والشرطة، يخبرونهم بوجود مداهمة ليختبئوا في مواقع على قمم الجبال يصعب الوصول اليها.
استمرار الحملات الأمنية
من جانبه أوضح المتحدث الرسمي بشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد ان الشرطة نفذت عددا من الحملات على المرمى تم خلالها القبض على اعداد كبيرة من المتخلفين وهناك جهود تبذل للحد من هذه الظاهرة.
واشار الى ان وعورة الطرق بالموقع وسرعة تخفي المخالفين تسببت في بقاء اعداد بسيطة منهم مؤكدا ان تواجدهم لن يستمر طويلا في المرمى وسيتم القبض عليهم قريبا.واكد ان الحملات الأمنية بذلت جهودا كبيرة لتعقب المخالفين والقبض عليهم.
المرمى الجديد
واوضح أمين جدة المهندس عادل فقيه ان الأمانة بصدد الانتهاء من تنفيذ المرمى الجديد بمساحة 4.5 ملايين متر مربع وبتكلفة 30 مليونا.واضاف انه سيتم قريبا تشغيل المرمى الجديد الذي روعي في تصميمه الأسس والمواصفات العالية المعتمدة للمحافظة على البيئة.