14-11-2007, 06:17 AM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: المملكه/ الخبر
المشاركات: 1,447
معدل تقييم المستوى: 38
|
|
والدة عبيد الرشيد: هل أبني حي فيرجى أو ميت فينعى؟!
المدينة المنورة - سالم الأحمدي:
واحد وعشرون شهراً والدمعة لم تفارق عيون أم عبيد الرشيد الذي كان من ضمن ركاب عبارة السلام التي نكبت قبل حوالي سنتين في رحلة لها من ضبا إلى سفاجا.. الدموع جفت من عيون ذوي المتوفين عندما استلموا جثث اقربائهم ودفنوهم بأيديهم وأقاموا لهم سرادق العزاء. مسلمين بقضاء الله وقدره وراجين العوض من الله سبحانه الذي له ما أعطى وله ما أخذ. الا ان ام عبيد ليست كمثلهم فهي لم تتسلم جثة ابنها مع المتوفين ولم تحضنه عند عودته مع الناجين.. اين ذهب عبيد وما سر اختفائه وهل هو مع الاحياء ام مع الميتين.
(مساء الجمعة)
اتصلت ام عبيد بجريدة "الرياض" راجية طرح معاناتها لعل وعسى وارسلت ابنها عبدالعال أخو عبيد ليشرح قصة عبيد ومعاناة الأسرة.
يقول عبدالعال: سافر أخي عبيد وصديقه عبدالرحمن الرشيدي يوم الجمعة من ميناء ضباء متوجهين لميناء سفاجا وذلك في الساعة العاشرة والنصف وكان الجو شديد البرودة وقبل ان تختفي عنهم انوار مدينة ضباء بعد منتصف الليل حدثت الكارثة أو الزلزال الكبير لساكني هذه الجزيرة العائمة (عبارة السلام) والبالغ عددهم اكثر من 1300نسمة.
(البحث المضني)
يقول عبدالعال سافرت من ضباء ثم الى جدة ثم الى القاهرة صباح السبت ثاني ايام الكارثة ومن ثم الى سفاجا التي وصلت إليها نصف ليل السبت وبدأت البحث انا وكثيرون غيري كل يبحث عن قريبه وبعد ظهر يوم الأحد وجدنا جثة زميله عبدالله الرشيدي في ثلاجة مستشفى سفاجا وعاينت حوالي 470جثة فلم اجد أخي معهم. وبعد ان امتلأت ثلاجات مستشفيات سفاجا والغدرقة تم تحويل عدد من الجثث الى اماكن بعيدة عن الميناء تصل الى 700كم و 1000كم في الصعيد وذهبت الى هناك وبحثت ولم أجد جثة أخي بين الجثث علماً بأني اعرف علامات فارقة وبارزة في جسمه ووجهه ولم تكن الجثث متحللة بحيث تختفي مثل هذه العلامات.
(صور أخي على السفينة)
لم يكن أخي عبيد وصديقه عبدالله حسن الرشيدي من الجبناء أو الذين تغيرهم الصدمات والحوادث بدليل انهما لبسا سترة النجاة واستخرجا جميع ستر النجاة بعد ان كسروا اقفال الدواليب وبدأوا بإلباسها للاطفال والنساء وكبار السن مع تأكيداتها للركاب بأن الموقف ليس خطيراً وممكن النجاة بإذن الله وكانت ضحكاتهم وقفشاتهم مع الركاب واضحة جداً على شاشة قناة النيل للاخبار ضمن شريط بلوتوث التقطه لهما احد الهواة من المصريين.
(ماذا قال المصور عن أخي)
بحثت عن المصور واهتديت لرقمه من نفس القناة وسألته لماذا لم تصور إلا أخي وصديقه من ضمن آلاف الركاب فكان رده اعجبت بشجاعته وشجاعة زميله وتضحيتهم بالنسبة للركاب حيث اخرجوا آلاف الستر التي كانت داخل الدواليب ولم يخرجها ربان السفينة لعدم وجود مفاتيح الدواليب او لحالة الارتباك التي عمت الجميع. وليس أنا وحدي من اعجب بهما بل معظم الركاب التفوا حولهما لاعتقادهم بأن لديهم القدرة على المساعدة على النجاة بإذن الله لما كان يبدو عليهما من جلد وعدم خوف.
(الحمض النووي)
طلب منا الحمض النووي فذهبنا للعاصمة الرياض واخذت منا عينات وتم ارسالها للقاهرة الا انه ولحد الآن بعد حوالي سنتين لم يأتنا رد او اشعار لا ايجابياً ولا سلبياً.
(تعويضات مادية)
استلمنا مبلغ 300الف جنيه مصري من المحكمة هناك كتعوض من شركات التأمين واستلمنا 160الف ريال سعودي عن طريق الامارة من الدولة و لم تصرف والدتي منها شيئاً لحد الآن وهي مستعدة لارجاعها لو ظهر أخي حياً بإذن الله.
(خيط أمل وحيد)
اخبرنا بعض المسؤولين في مينا سفاجا ان سفن هندية وسفن بلغارية وسفن بنجلاديشية انقذت بعض الركاب وحملتهم معها احياء وانها سوف تصل تباعاً لميناء سفاجا وانتظرت هناك لعدة أيام على امل ان تصل هذه السفن ولم يصل منها شيء خلال بضعة أيام مما أثر على نفسيات الناس المنتظرين وانا واحد منهم. ونحن نسأل اين ذهبت هذه السفن وماهو مصير الأحياء الذين تم انقاذهم وحملتهم على متنها هل سافروا معها ام انزلوا في مكان لا نعلمه.
(خدمات مميزة من السفارة السعودية)
عملت السفارة جهدها على مساعدتنا وتخفيف مصابنا واستأجرت لنا مقراً للسكن وصرفت لنا مخصصات للأكل وذلك لمدة أسبوع حيث كنا نبحث عن مفقودينا وتواجد معنا بعض منسوبي السفارة وسهلوا من مهمتنا حتى بدأ اليأس يتسرب الى نفوسنا فعدنا إلى بلادنا نجر اذيال الخيبة والحرمان ونحن هنا لا نعترض على القضاء والقدر بل حسرتنا اين ذهب اخونا هل هو حي أو ميت، هو داخل مصر أم خارجها خاصة وان بعض البحارة اخبرني بأن السفن الأجنبية شاهد على ظهرها اربعة سعوديين ممن تم انقاذهم.
(ماذا تود أم عبيد؟)
أم عبيد الرشيدي تناشد المسؤولين هنا في المملكة وهناك في مصر الشقيقة تطمينها عن ابنها هل هو حي فتدعو له بالعودة أو ميت فتدعو له بالرحمة ولماذا هو الوحيد الذي لم يظهر لا مع الناجين ولا مع الهالكين. وقد أبرزت "للرياض" عدداً من المستندات والاوراق الثبوتية الموجودة مع هذا التقرير. وهي محقة في هذا السؤال فهناك زوجة مازالت على ذمة ابنها واربعة اطفال لا تعلم هل هم ايتام ام ينتظرون عودة الأب لأن هذه الامور تترتب عليها امور شرعية كبرى.
|