بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أعلم أخي المسلم أن الرزق لايقتصر على المال فقط ، بل أن الرزق هو كل ماتقوم به حياة الكائن الحي مادياً كان أو معنوياً ، فالإيمان رزق و كذلك حب النبي و حب صحابته و العلم و الخلق الحسن و الحكمة و الصحة و الزوجة الصالحة و العمل الذي لا يلهي عن طاعة الله ، و المتكفل بالأرزاق كلها هو الله تعالى .. حيث قال تعالى{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } (58) سورة الذاريات – و قال {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا} (6) سورة هود
و أعلم أن سبب الحرمان من الرزق و المعيشة الضنك هو الذنوب و البعد عن الله حيث قال تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} (124) سورة طـه و قال عليه الصلاة و السلام " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " و إليك أخي في الله بعض الأسباب الجالبة للرزق الحلال ...
الأخذ بالأسباب
لا يتم تحصيل الرزق إلا بالأخذ بأسباب تحصيله .. قال تعالى { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ } (15) سورة الملك – و قال {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ } (10) سورة الجمعة
التوكل
قال تعالى { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (3) سورة الطلاق – و قال عليه الصلاة والسلام " لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير .. تغدو خماصا و تعود بطانا " و التوكل هو صدق أعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب و لاحظ أخي في الله أن التوكل لا يناقض الأخذ بالأساب بل أنهما مكملان لبعضهما ، فالأخذ بالأسباب سنة النبي .. و التوكل على الله حال النبي .. فمن كان على حال النبي .. فلا ينبغي أن يترك سنة النبي
التقوى
قال تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } (2) (3) سورة الطلاق – و قال{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (96) سورة الأعراف – و التقوى هي أن تجعل بينك و بين سخط الله وقاية و يتحقق ذلك بأن يجدك الله حيث أمرك و ألا يجدك حيث نهاك
الطاعة و الإستقامة
قال تعالى{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا} (16) سورة الجن و قال عليه الصلاة و السلام " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه و جمع عليه شمله و أتته الدنيا و هي راغمة .. و من كانت الدنيا همه فرّق الله عليه شمله و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " - و قال " لا يحملن أحدكم إستبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته "
التوبة و الاستغفار
قال تعالى { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}(10) (11) (12) سورة نوح - و قال عليه الصلاة و السلام " من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا و من كل هم فرجا و رزقه من حيث لا يحتسب " و تذكر أخي في الله أنه ما نزل بلاء إلا بذنب و ما رفع إلا بتوبة
الإنفاق في سبيل الله
قال تعالى { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (39) سورة سبأ- و قال عز و جل في الحديث القدسي " يا أبن آدم أَنفق .. أُنفق عليك " و قال عليه الصلاة و السلام " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا ً خلفا و يقول الآخر اللهم أعط ممسكا ً تلفا "
شكر النعمة
قال تعالى { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (7) سورة إبراهيم – و أركان الشكر هي * الأعتراف بالنعم باطنا ً .. * التحدث بالنعم ظاهرا ً .. * توظيف النعم في طاعة الله
التفرغ للعبادة
قال عز و جل في الحديث القدسي " يا أبن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى و أسد فقرك .. و إلا تفعل ملأت يدك شغلا ً و لم أسد فقرك "
الزواج
قال تعالى { وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (32) سورة النــور - قال عمر بن الخطاب " عجبت لمن قر أ هذه الآية و لم يلتمس الرزق في النكاح "
إنجاب الذرية
قال تعالى { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم } (31) سورة الإسراء – و قـــال { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } (151) سورة الأنعام
صلة الرحم
قال عليه الصلاة و السلام " من أحب أن يبسط له رزقه ، و ينسأ له في أثره .. فليصل رحمه "
الدعاء
قال عز و جل في الحديث القدسي " يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم .. يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم " – و كان من دعائه عليه الصلاة و السلام " اللهم إني أسالك الهدى و التقى و العفاف و الغنى " و قال " من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته .. و من أنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل "
منقول .