لا أدري كيف أبدأ ولا من أين ابدأ ..
ولا أعرف هل أعرض مشكلتي أم استحي من عرضها عليكم

ولم أكن اتوقع أن أتعرض لمثل هذه المواقف في حياتي
ولم أكن أتخيل أن هناك أناس أعمتها الأموال لدرجة أنهم لايهمهم طريقة كسبها حراماً كانت أو حلالاً ..

عزيزي ..
أنا موظف فقط من شهر ولكن للاسف في موقع حساس جداً وحيوي ..
في موقعي الذي أعمل فيه تمر علي في اليوم من سبع الى خمسة عشر معامله من جميع طبقات المجتمع ..

هذه المعاملات لايمكن أن تتم اجراءاتها الا بتوقيع مني ..

تفاجأت قبل اسبوع بشخص يدخل مكتبي ويسألني عن معامله له ..
وهذا شيء روتيني وبشكل يومي ولكن المفاجأه فيما قاله لي..

قال بالحرف " انا مرسول لك من ابو فلان .. ( شخص يعمل بنفس الدائره التي اعمل فيها ) ويقول شوف معاملة الرجال "
قلت له " حياك وحيا ابو فلان وأبشر بالي اقدر عليه "

قال " لا إن شاء الله تقدر ! "

بدأت بمراجعة المعامله والتدقيق فيها وكانت تضم خطأ فادح جداً فقلت له " رجع هذي ( الورقه ) وخلي ( الي سواها ) يعدلها "

قال " يارجال مايحتاج تراها شخطة قلم " !!!!!!!

إبتسمت متكلفاً لعله يمزح ولكن الرجل كان جاد !

قلت له " ماعليش لازم تتعدل ( الورقه ) وإلا ماقدر اسوي لك شي "

قال " وأبو فلان ماله تقدير عندك ؟ "

قلت " وشدخل ابو فلان بالموضوع معاملتك هذي ما اقدر امشيها لين تعدل الي قلت لك "

خرج من المكتب بعد أن ظهرت عليه ملامح عدم الرضا بما سمعه مني ..

وماهي الا دقائق حتى سمعت هاتف المكتب يرن ..

كان ( أبو فلان ) هو المتصل .. !

قال لي " ليش زعلت الرجال يافلان تراه عزيز وغالي والله تراك احرجتني معه وانا تزهلت له بالموضوع .. "
قاطعته وقلت " والله مازعلته ولا ودي احرجك لكن المعامله يا ( ابو فلان ) فيها كذا وكذا ماقدر امشيها مسؤوليه علي "

قال " طيب انا جايك "

وللعلم : الشخص هذا ماسك موقع حساس بالدائره وهو رئيس هذا القسم أقصد ( أبو فلان )

جاء إلى مكتبي وفي يده المعامله ..
بدأت أشعر أن هذا الأمر سيسبب لي مشاكل ولكن حافظت على رباطة جأشي وعزمت أن لا انساق خلف مايريد ( أبو فلان )
قال " صباحك خير "
قلت " صباحك ورد "
قال " وش مشكلة المعامله "
شرحت له المشكله

قال " تبيها من الأخير "
قلت " ياليت "

قال " الرجال مستعد يعطيك الي تبي وانا عارف ان مافيها أي مسؤوليه عليك وماجاك عندي واكسب الرجال هذا تراه مايحتاج "

للتوضيح عزيزي ..
من أول يوم بدأت فيه بالعمل بهذه الدائره وكل من يقابلني ينصحني
ويؤكد لي بأنه سوف اتعرض لهذه المواقف عاجلاً ام آجلاً .

ولكن لم أتوقع أن يكون لأحد ( الزملاء ) يد بهذا الموضوع
والطامه الكبرى أنه أحد الذين يقيمون أدائي الوظيفي بعد كل 6 أشهر .
وكما قلت أنا اعمل فقط منذ شهر
..
قلت له " يافلان إتق الله وش الي تقوله تراني مو حق ذي العلوم ! "

قال وهذه المره بنبرة المتحدي " يابن الحلال مش الرجال ولاتقولي علوم وما علوم ترى محد حولك "

قلت له " اسف والله ما اقدر "

قال " خير إن شاء الله "

خرج من مكتبي غاضباً ولم يعد يسلم أو يتكلم معي من يومها
وبصراحه بدأت أشعر أن هناك مايحاك لي

طبعاً انا رويت لك قصتي بشيء من التفصيل ولكن لم أوضح اشياء كثيره ..
ولكن بالمختصر ..

إما أن تقبل الرشوه وتصير واحد مننا وإلا أنت عدونا

ماذا افعل ..

وشكراً لسعة صدوركم