18-05-2011, 10:42 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 6,762
معدل تقييم المستوى: 7982760
|
|
صدى الحياة
يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي ..
بعيد عن صخب المدينة وهمومها سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة ..
تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته..
صرخ الطفل على إثرها بصوتِ مرتفع
فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل :آآآآه نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ
سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت؟؟ فإذا الجواب يرد عليه سؤاله :
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة :
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة
في الخطاب .. فصاح غاضباً :"أنت جبان"
فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل .. أدرك الصغير عندها أنه بحاجة
لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة
من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه
قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس
تعامل _الأب كعادته _ بحكمة مع الحدث ..
وطلب من ولده أن ينتبه للجواب
كان الجواب من جنس العمل أيضاً ..
عجب الشاب من تغير لهجة المجيب ..
ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية :
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول
في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية
علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة
أي بني ..نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية
في عالم الفيزياء صدى ..
لكنها في الواقع هي الحياة بعينها ..
إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ..
ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك
منها الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك
إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك .. وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك .. إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك .. وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك .. إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك .. وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة وهذا قاموس الكون الذي تجده
.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت
ممارارق لي
|