01-06-2011, 12:09 PM
|
|
عضو مهم جداً
|
|
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: فى ارض الله
المشاركات: 642
معدل تقييم المستوى: 1108969
|
|
تخلص من "عقدة الأهل" قبل الارتباط
قد ينصحك الكثيرون أثناء ذهابك لخطبة إحداهن أن تمعن النظر في "والدتها" يقولون: هكذا سترى زوجتك فيما بعد، يقولون أيضا "ركز في كيفية تعامل والدتها مع والدها.. لأنها هكذا ستعاملك فيما بعد"، أما خبراء علم الاجتماع فيفسرون ذلك بكون العلاقة بين الأب والأم هي الخبرة الزواجية الأولى والأكثر عمقا والتي تترسخ رواسبها داخل كل إنسان بما يؤثر بعد ذلك على علاقة الابن او الابنة بزوج المستقبل.
ولأن هناك الكثير من الممارسات الزوجية والأسرية الخاطئة بين كثير من الآباء، فإن ذلك يؤثر على علاقات الأبناء المستقبلية خصوصا فيما يتعلق بالزواج والحياة والجنس الآخر.
أنت من يصنع واقعك وكما تقول د.فيروز عمر -الطبيبة النفسية- هناك كثير من أشكال التشوه لدى الشباب نتيجة للمغالطات والعلاقات والخبرات السيئة، وهذا التشوه يحتاج إلى تعديل وتقويم، إلا أن ذلك يستغرق وقتا ومراحل لإعادة وضع الأفكار في مكانها وشكلها الصحيح.. تماما مثل المريض الذي يعاني من تشوهات "في عظامه" فإنه يلجأ لطبيب العلاج الطبيعي، ويخضع لسلسلة من الجلسات حتى يتم علاج التشوه.
أما وفاء أبوموسى -المستشارة الاجتماعية- فتخاطب هؤلاء الشباب قائلة لهم: صحيح أنه تربويا يكون الأهل مسؤولون عن صنع شخصياتنا، لكن إن عشنا ظروفاً صعبة وأدركناها فعلينا الانتفاض عليها وعدم تركها تتغلغل في شخصياتنا فتفسدها، فذوينا مهما كانت ظروفهم فواقعهم مختلف عن واقعنا، والإنسان هو من يصنع حياته وواقعه لذلك علينا أن ندرك قيمة الإنسان فينا كي ننجح ويعيش أطفالنا في المستقبل حياة مختلفة تربويا عن أخطاء ذوينا التربوية.. ما دمنا نتعلم.
وفيما يلي عدد من الخطوات الاسترشادية التي تقدمها د.فيروز عمر لهؤلاء الشباب ممن تأثروا سلبيا بعلاقات آبائهم الأسرية:
1. ليس صحيحا أن (فاقد الشيء لا يعطيه)، فإن معظم الأسر السعيدة قد بناها آباء وأمهات قد عانوا الويلات في طفولتهم.
2. لا يجب الإعلان أمام شريك حياتك أنك تعاني من رواسب من الماضي تؤثر فيك؛ لأن هذا من الممكن أن يصيبه هو بفقدان تحمل المسئولية، فيبدأ في إلقاء العبء عليك دائما، ولا يقوم بدوره في إصلاح نفسه؛ لأنه بالتأكيد لديه مشاكل وعيوب وليس ملكا.
3. من المهم تأمل النماذج الزواجية الإيجابية من حولنا والتي حققت نجاح في حياتها الأسرية، فتأمل تلك النماذج سينعكس في صورة: * الامتلاء بالثقة اللازمة لتحقيق النجاح والذي من الممكن أن يتم بالرغم من وجود رواسب.
* التعلم من خبرات الآخرين العملية.
4. الثقة بالنفس في علاقتنا بشريك الحياة -الزوج أو الخطيب- تزداد مع الإنجاز، لذا من المهم تحقيق ولو إنجاز واحد كل شهر في العلاقة به، فمثلا:
* يكون إنجازك في الشهر الأول هو التدريب على حسن الظن.
* وإنجاز الشهر التالي هو التدريب على الاعتذار عند الخطأ.
* وإنجاز الشهر الثالث هو التحكم في أي فكرة سلبية بمجرد أن تطل بوجهها القبيح.
وهكذا.. نفتت صخرة الإرث القديم، فنقسم المهمة الضخمة إلى عدد كبير من المهام الصغيرة، وإحراز التقدم والإنجاز في هذه المهام الصغيرة شيئاً فشيئاً على مدار شهور أو حتى سنوات سيؤدي إلى التخلص من هذا الإرث نهائيا.
5. لا يجب أن نزعج أنفسنا بالانتكاسات، فنحن ربما نتقدم خطوة أو اثنتين أو ثلاثة، ثم يحدث متغير جديد في الحياة: حمل، مرض، ظرف اقتصادي قاس...إلخ، فيدفعنا هذا المتغير للوراء خطوات وخطوات، عندئذ لا يجب أن نيأس، ونعلم أننا لا نبدأ من نقطة الصفر، ولكننا كنا نحمل حملا وزنة (10 كجم) ونصعد به السلم، والآن أصبح الحمل (30 كجم)، فالشعور بنفس العجز السابق غير صحيح.
ابحث عن بدائل الطاقة 6. هناك بعض البديهيات المتعقة بالزواج والتي يجب معرفتها والاقتناع بها، على سبيل المثال: * يجب ألا نضع سقفا عاليا للتوقعات، فلا يوجد زوج واحد على سطح الكرة الأرضية لا يخطئ في حق زوجته أو يقصر أو يهين، ولا يجب أن نتخيل أن هناك حياة زوجية ترفرف عليها السعادة طوال الوقت، فكثيرا ستكون هناك مشكلات وآلام ودموع.
* يجب أن نسأل أنفسنا: لماذا نتزوج أصلا؟.. فنحن لا نتزوج من أجل "السعادة الكاملة"، ولكن لأن الزواج هو جزء من تجربتنا الإنسانية، يحمل معه تلبية احتياجاتنا الفطرية البشرية للحب، والشراكة والتعاون والأمومة، كما يحمل أيضا جزءا من مسئوليتنا ورسالتنا من أجل تكوين أسرة، والتقرب إلى الله بهذه العبادة العظيمة، هو -كأي تجربة بشرية– كالدراسة أو العمل أو الصداقة، تختلط فيها الآلام بالسعادة، والجهد بالسكينة، والصبر بالحب، والغضب بالرحمة.
7. في حال استحكمت الظروف ووجدنا أن أسرنا مليئة بالمشكلات التي تثير الاكتئاب وتعزز انعدام الثقة في نفوسنا كأبناء، ولم نكن قد تزوجنا بعد، فعلينا في هذه الحالة البحث عن بداية أخرى لشخصيتنا في مكان آخر.. هذا المكان الآخر البعيد عن البيت سيحقق ذواتنا، وستكون قدرتنا على الصبر والعطاء أكثر، وسنكون عندئذ أكثر استقرارا وهدوءا، وسيكون لدينا مصدر آخر (للطاقة) مادام البيت ليس مصدرا للطاقة بل على العكس هو مستهلك لها.
8. هناك اختيارات متعددة للمصادر البديلة للطاقة والتي تشعرنا بالإنجاز ومنها على سبيل المثال: * الصحبة الصالحة: وتعد هذه أهم مصادر الطاقة النفسية التي تضخ الإيجابية في حياتنا.. وهذه الصحبة يمكن أن نجدها من خلال عمل تطوعي مفيد، أو عمل ثقافي متميز.. أو...
* العمل: وليس المقصود به الوظيفة فقط، وإنما أي عمل نجد فيه ذواتنا وتملؤنا السعادة من ممارسته.
* العلم: والمقصود هو العلم الذي له معنى وقيمة.. فليس مهما دراسة الماجستير إن لم يكن هذا ما تريد، بل دراسة أشياء نحبها من خلال الدورات التدريبية أو من خلال الإنترنت وهو ملىء بمثل هذه الأشياء.
9. وأولا وأخيرا.. نستعين بالله تعالي في كل يوم وليلة، ولا نفقد الأمل في رحمته بنا مهما قصرنا في حقه فهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل، لا إله غيره، ولا عون لنا سواه، إياه نعبد ونجتهد ونتقرب، وإياه نستعين ونلجأ ونستغيث.
|