28-11-2011, 09:20 PM
|
|
عضو مهم
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 319
معدل تقييم المستوى: 1822641
|
|
دماغيات
دماغيات:
ثمن الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداقـ ــــــــــــــــــــة
من السهل أن تضحي من أجل صديق ولكن الصعب حقاً أن تجد الصديق الذي تضحي من أجله
هكذا قالوا وبذلك أجزم
أحدثكم ايها الاكارم من على السرير الابيض في احدى المستشفيات الخاصة بقي ساعات معدودة على العملية إذ كانت التضحية من أجل افيون الصداقة الزائف وقعت سانزع آخر مسمار من تابوت الصداقة
القصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
قبل ما يقارب العشرين سنة اتصل بي على هاتف البيت يومها صديق ليخبرني ان سيارته متعطلة عند البيت وبحاجة إلى إشتراك لتشغيلها...
وبالفعل وأنا الولد الشقردي على قول اخواننا الكويتين واروح له البيت ونعمل اشتراك لكن للاسف السيارة لم تعمل ويركب معي إلى مجمع الورش لاحضار كهربائي
وجاء الكهربائي معنا وبينما نحن سائرون إذ بشاب وفي تقاطع يصدم سيارتي من وجهة الراكب وهو بسرعة طائشة
ليميل الصديق الجثة وبكل ثقل جسمه عليا ليكسر لي الترقوة اليمنى وثلاث أضلع من القفص الصدري....
فقدت الاتصال بالعالم السفلي لأحلق بغيبوبة دامت اسبوعين......
والحمد لله ومرت الايام تتلوها الايام وصديقي لم يزرني وانا طريح المستشفى بسببه......ظننته مات حزنت عليه وترحمت
جائني اخوته سألتهم عنه
قالوا طيب وما فيه الا العافية وما صار له شيء من الحادث...
حينها فقط كانت لغة التحول وعرفت أن الجيب نعم الصديق الدافئ....
خرجت من المستشفى مباشرة إلى بيته لم أجد سيارته واجلس أنتظر إلى أن جاء لاسلم عليه وفي يده اليمنى كيس رز شعلان عشرة كيلو يحمله ........
والله ان وجهه حين رأني مقبل عليه كان يشبه لون الاسفلت الذي أطال النظر به حياءً او فشلاً
وقال :والله كنت باجيك بس استحيت انك تطلب مني قيمة سيارتك اللي انصدمت لاني كنت انا السبب وقلت لما أدبر لك لو شيء منها ازورك........
كان يرتقب أن أبصق عليه في اي لحظة ولكني أثمن قيمة نفسي واترفع عن الافعال الشوارعية
وكما هي عادتي عند المصائب ضحكت بقهقه عالية و نظرت إليه نظرة وداع وهو يرمى في سلة الانذال والخونة و قلت عرفت قيمتك الفعلية..
ركبت السيارة مع قريبي الذي أحضرني معه وتوجهت إلى البيت أرى
بنتي الرضيعة التي جاءت الى الدنيا وابوها في المستشفى لاسميها
مــــــــــــــــــــــيلاد
لتكون ميلاد لحياة كلها جد وعمل ونجاح
كنت أشعر بألم في الترقوة مع بروز العظمة
جاء أحد الاصدقاء الذين كنت ابتعد عنهم لانه وكما كنت أعتقد تراجيدي ليس كوميدي مثل البقية وأقسم ايمان أن يحملني إلى مستشفى خاص للكشف وبالفعل وجدوا أن المستشفى الحكومي أخرجني مع وجود الكسر و أن هناك كسر لم يلتئم بعد في الترقوة وقرروا تركيب صفيحة معدنية مع مسامير لتثبيت العظام
وقد قام صديقي الحميم التراجيدي الكلاسيكي هذا بدفع فواتير المستشفى كاملة والحمد لله أن عوضني الله من صدمتي بصديق يحفظ مواثيق الصداقة في زمن قل به الاوفياء......
ومن عشرين سنة والصفيحة المعدنية وسبعة مسامير مثبتة في ترقوتي اليمنى مع أنه يلزم نزعها بعد سنة من تركيبها
عشرون عام وانا أتحملها واتحمل وخزها ليس خوفاً من العملية ولكني أخاف من السكون والركود الذي يعقب العملية ...
الذي جعلني أقرر اخراجها يا سادتي الاكارم هو أنها إنثنت وبرزت وهي على وشك أن تخترق الجلد من شدة الاثقال التمرية التي حملتها ومن حبي أن أطعم نفسي ومن أعول بما أعمله بيدي
صرخ الطبيب ليقول بعندليبية : جبااااااااااار 20 سنة
قلت له ليس خوفاً من مبضعك بل خوفاً من السكون أنا يا دكتور لا أتنفس اكسجين بل اتنفس ثاني اكسيد الكربون من الاحبة والرفاق واحتراق الاكسجين وثاني اكسيد الكربون من باسقات النخل يشعرني بنشوة طرزانية تجعلني أتسلق النخل كقرد الشمبانيز أنا لا أحب السكون انا سعودي بماكينة بنقالي......
فادعو الله لي بأن تفك المسامير والصفيحة مع أن العظام بنا بنيان عليها ......
بعد ساعات أسلم الجبين وانا راضي كل الرضا عن انجازات العشرين عام الماضية
والدروس التي تعلمتها منها.......
دعوتكم لي ولاني رجل أيمن ولست أيسر في الكتابة فتحملوا غيبة اعتبرها عذاب وسجن وليست راحة فراحتي بالانجاز
فارتقبوا اني من المرتقبين
حظ موفق
دمــــــــــــــــــــــــــــــــــاغ
التعديل الأخير تم بواسطة دماغ ; 28-11-2011 الساعة 09:29 PM
|