أقوى عاصفة عاصفة التصفيق لم ترد ردودكم لي على هيئة أحرف بل على هيئة زهور تسر الناظرين أشكر كل من أصغاء بتمعن وتذوق كلماتي كما تتذوق حبيبات القهوة في آخر الكوب ..
نعود للتمور
يقول الشاعر:
لاتحسبن المجد تمراً انت أكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق النوى
الشبه : المجد
والمشبه به : التمر
أدات التشبيه حذفت وجوبا تقديره انت انت تستطيع ان تكون اداة التشبيه وتستطيع ان تكون اداة الجزم او النصب والاحتيال تستطيع ان تصل الى المجد فتأكل تمراً طريا
من متأمل لهذا البيت شعرت بعظم واهمية التمر وانها قرين المجد اذ جاء بعد المجد فكانت انطلاقتي في المجال التمراوي على الرغم من كثرة المعارضين واولهم ام المؤمنين بان الزمن زمن بقلاوة وليس تمر ...
قانون الجاذبية ::
لقنونا إياه عن نيوتن أنه كان على مقربة من النهر فسقطت تفاحة على الارض
فتسأل ::: لماذا وبها تم اكتشاف هذا القانون
لانه قال : لماذا اسأل نفسك لماذا لا تعيش الحياة التي طالما حلمت بها....
والحقيقة يا سادتي الاكارم أن قانون الجاذبية ليس لنيوتن بل كان للعرب وسرقوه الخواجات
الصحيح هو أن شليويح كان يجلس أسفل نخلة فسقطت على رأسه تمره لاحظ تمرة وليست تفاحة لانها لو كانت تفاحة لتدحرجت الى النهر و تطهرت من الاوساخ والتهمها نيوتن ونسي ان يقول لماذا
ولكن الاصل انها تمرة لان التمر اسطواني الحجم لا يتدحرج بعكس التفاحة كورة بالانطلاق
البداية :
بعد نجاحي في التصدير قررت أنا أبيع على المستهلك المحلي
لذا قررت أستأجر مزرعة كاملة داخل المدينة
تعجب بعض الاصدقاء من تصرفي وقالوا لي بل أشتري الصيف فقط
فانت تريد التمر والتمر لايأتي الا بالصيف
قلت بل مزرعة وبعقد 10 سنوات
وبالفعل كان بعض ورثة المزارعين او المزارعين أنفسهم يتضجرون من الزراعة وانها ما تجيب همها ..... وتعبها وانها مصاريف وقلة دخل ....
أخذت المزرعة وكانت وقف بمبلغ وقدره وبدأت في بناء غرفة كبيرة وضعتها كمعرض للتمور
و غرفة كبيرة جدا قررت انا اقوم بانشاء ثلاجة لحفظ التمور
الكل اتهمني بالجنون وانني سأفشل وهذا حال كل المجتمعات
ونظراً لقرأتي الكثير من الكتب المترجمة التي تهتم بعلم نفس المستهلك (( سيكلوجيا المستهلك ))
قررت ان اسوق تموري بين النخيل داخل مزرعة يأتي الحجاج والمعتمرين فيظنوا ان التمر الان سقط من النخلة ....
اخبروني البعض ان البلدية ستحاربك و.... و ....
لم أسمع لهم بل سمعت بوح الامل داخل جوانحي
وتوفيق الله لي وهداياتي للخير فقد اتكلت عليه ولن يضيع لي تعب...
النور في قلبي وبين جوانحي
فعلاما أخشى السير بالظلماء
أستمر العمل وتم انشاء الغرفة الاولى غرفة المعرض وقد بدأت في المشروع بعد الحج
ووضعت هدف ان يبدأ التشغيل الفعلي في بداية أفواج العمرة في شهر ربيع الاول شهر 3
كان أصحابي يتمنوا أمنية أأجرهم جزء صغير استراحة لهم يسهروا فيها رفضت بصراحة لان هدفي أكبر من رغباتهم الوقتية في السمر واضاعة الوقت ....
الان باقي الثلاجة و ماني مستعجل عليها
قلت خليها قبل الصيف تكون انتهت
طبعاً اسعار غرف التبريد عندنا غالية جدا
لذا قررت الدخول على الاوراق الصفراء أدلة الارقام التجارية في الامارات والتواصل معهم
حتى وجدت شركة أسمها تايقر ....
وحولت لهم مبلغ وقدره 30000 ريال واشتريت الواح العوازل
طبعا الارضية وضعت لها عدة طبقات من الاسفلت.... والبلاستيك المذاب بعد القراءة الدائمة والاطلاع على الثلاجات على ارض الواقع رسخت عندي الفكرة
بعد كذا قمت بتثبيت الواح العوازل على الجدران استمر العمل حتى انتهيت منها
الان بقي لي ماطور التبريد قررت ان اشتري
2 اثنين كي اضمن استمرارية التبريد فصرت بعدها اشغل واحد وافصل واحد وهكذا
كنت ايامها والله ثم والله لما اجوع اشتري خبز حب واكله بالسيارة مع رشفات من الماء
وكانت هذه اللقيمات احب لقلبي من بوفية مفتوح في فندق الهيلتون في لندن
ليس بخل والله تقدير للوقت وتركيز على الاهداف
اضاءة
الذي يعمل ليس لديه وقت ليحزن أو يحقد او....
انتهى العمل من المعرض ولم ينتهي العمل من الثلاجة بعد
عملت خطة تسويقية بنفسي
سافرت الى جدة واشتريت ما يزيد عن 2000 فواحة للسيارات وطبعت عليها اسم المزرعة وارقام الجوالات اضافة الى طباعة اقلام وساعات حائط باسم المزرعة ... اضافة ل15000 كرت تجاري
واتفقت مع احد الاخوة الاتراك ان هو احضر لي زبائن اعطيه على كل كيلو يباع عن طريقه ريالين
وهو بدوره احضر اتراك يساعدوه وله نسبة...
استمريت في تورزيع الفواحات وبنفسي على اصحاب الباصات عند الحرم والسيارات الصغيرة
وقلت لاصحاب الباصات كل حملة باص تنزلهم عندي بالمزرعة لك 200 ريال وأعبي لك الفواحة بعطر ملكي نخب اول واي وقت يخلص العطر اللي بالفواحة تعال حتى لو ما معاك حجاج اعبيها لك مجاناً....
اما اصحاب سيارات الليموزين وسيارات الكداده فاتفقت معهم على كل زائر 8 ريال او على الميزان على الكيلو ريالين....
وطبعا لا ننسى الفنادق رحت وزعت لهم الاقلام ووزعت لهم ساعات الحائط عشان الزبائن يشوفوا اسم مزرعتي الوليدة...
حتى حمالين الحقائب بالفندق تحدثت اليهم وسوقت لنفسي عندهم ووعدتهم بخير فقط يتصلوا ان كان عندهم حجاج او معتمرين وانا ارسل لهم سيارة
طبعا اخذت ارقام سواقين كداده داخل المركزية وبنفس الوقت اشتريت سيارة بريفيا عائلية للتركي يجلب لنا حجاج ومعتمرين عن طريق توزيع الكروت التجارية للمزرعة
المزرعة في مكان ليست على طريق حجاج ومعتمرين سمعت الضحك والسخرية من الكثير
منهم من قال : لو زرعتها ملاعب أفضل لك وقام يتفلسف ومنهم من سخر واتهمني بالجنون
ومنهم من أخافني بالبلدية و و و ومنهم من قال قسمها استراحات
وانا كنت اقول لهم ذالك المثل الذي قرأته في خرابة أويت إليها لقضاء حاجتي
وانا متجه الى ينبع وقد كتب بالفحم
من لا يتهور لا يتطور
بدأ المعتمرين يتوافدون ووضعت مصري بالمعرض واشتريت سخان شاهي وكراسي للضيوف القادمين ولم يأتي أحد ...
واستمريت باعادة الجولة التسويقية.... من جديد
كنت في الصباح ومن شدة الأمل لا أقول اليأس أشتري كيلو جبن وحلاوة وعيش
على أمل أن أول باص تصغيره عندي بصيص أمل
يجي أفطره على حساب المزرعة كونه باكورة الانتاج ...
اتصل على التركي : يقول ما فيه أحد معتمرين تركيا لم يصلوا بعد ..
استمر الحال 3 اسابيع كنت اتنقل من كرسي الى كرسي من الكراسي التي أحضرتها لجلوس الضيوف ....
حتى أذكر انه في يوم من الايام جائني تاجر باكستاني يريد تمر
اول ماجاء المزرعة
قال مزرعة بعيد
تحطيم
والله اخويا انت خسارة كذا
طنشت ما كاني سمعت شيء
واستمر معي في المفاوضات من بعد دش اقصد سيل جارف من التحطيم
المهم اتفقت معه على سعر الكيلو ب6 ريال
ويأتي بالمساء ويدفع القيمة ويحمل التمر
كان اتفاقي معه بعد العصر مباشرة
تأخر وانا اعلم طريقته الترويضية المستخدمة
لم اتصل عليه
جائني على أذان المغرب
والله اخويا انا فيه حساب اخو كلام تمر 6 ريال ما فيه فايده انا 5 ريال شيل عشان انت ما فيه خسارة
طبعاً قلبه حنون ما يبغاني اخسر
قلت له: انا ما عندي تمر للبيع يا غلام وانادي عامل الغنم واقول له فك الزريبة
وامسك كراتين التمر قدامه وارميها للغنم والغنم تأكل
والباكستاني أنجن ويقول بصوت مع صوت الغنم ما اسمعه
اخويه خلاص شيل تمر كذا انت خسارة انا شيل 6 ريال
قلت لا ياحبيبي هذا التمر حق غنم ما هو حق حمير زي انت...
بعدها والله الباكستاني هذا تأدب معي في كل صفقة قمت بعقدها معه عرف اني ما انهز
لانه يا أخوني البعض يتفاوض تجاريا بطريقة استفزازية وتحطيم وبخس لسلعة المقابل يجب ان تمسك اعصابك ولا ترضخ للاسلوب ... كن بارد الاعصاب
في الاسبوع الرابع
بدأت اول حملة من الباصات تصل للمزرعة وبها 42 معتمر من ماليزيا
فرحوا كثير وتصوروا بالمزرعة وتصوروا معي ومع العامل المصري محمود
كانت فرحة لا توصف
اعطيت سائق الباص 200 ريال وافطر معنا والجبنة كانت منتهية الصلاحية بس والله كانت لذيذة لانها بنكهة سكر فرحة النجاح ....
استمرت خطتي التسويقية بجذب الكثير من السماسرة والدلالين والكداده الى المزرعة
كنت اذهب للباصات عند المولات التجارية واحاول اقنعهم انهم يجوا المزرعة ومعهم الركاب ولهم شيء يفرح القلب....
وكنت انتظرهم عشان ادل سواق الباص على المزرعة أمشي قدامه بالسيارة واحيان كثيرة اطلع معه ...
وأضحك مع المعتمرين واقوم بدور مرشد ديني او تمراوي عن التمر واهم الانواع والافضل وعن مزرعتي البالغة الراشدة مأزر التمراوية.....
استمريت انا ومعي قروب من العمال من عدة جنسيات
و لا اخفيكم سرا اني كنت كريم معهم بس جاحظ لكل حركة او سكنة رمش او تقويسة حاجب
اضاءة
لا تنظر إلى العامل كم أخذ بل أنظر الى كم جاب لك
بدأت أحلامي تتلون بالوان قوس قزح
وبدأت تشغيل الثلاجة وشراء تمور وتخزينها
و قد كنت من قبل اخزن التمور بثلاجة تبعد عن المزرعة ما يزيد عن 15 كيلو
بمنطقة الخليل خارج حد الحرم ...
كل يوم كانت همتي تعانق جبل أحد بالارتفاع
وقد كانت من قبل تعانق باسقات النخل
وبدأت ضريبة النجاح من مشاكسات البلدية لي وأمرها باغلاق المزرعة
كون الارض زراعية وليست تجارية وغير مسموح لي ممارسة التجارة بل لي الحق ب6% سكني وليس تجاري ..........ووشاية وتضجر اصحاب سوق التمر من بيع المزارع وانهم سحبوا الزبائن عن سوق التمور التاريخي الحضاري الذي يعد معلم من معالم المدينة وكتبوا معاريض شكوى لامير المنطقة
أستمريت بمسايسة الامور قدر المستطاع وكنت دائم التواجد بالمزرعة حتى لا يتصادم
أشبال البلدية مع العمال ....
وكنت افتح احياناً بعد الفجر حتى التاسعة صباحا فقط
ليقيني التام ان جولتهم لا تأتي الا بعد ان يلتهموا الفول
في مطعم الاكلات الشعبية الذي يقع على مقربة مني ....
وكم تمنيت أن ينقل الفوال لانه جعل اقدام منسوبي البلدية ومساحين الاتصالات تكثر في المنطقة فهم اكثر زوار للمطاعم الشعبية ومعهم اجهزة اللاسلكي في كل ضحى .....
طبعاً أحيان كنت أتعمد أنتظارهم عند الفوال وانكت معهم واضحك بس بصراحة بدون كذب
ما كنت احاسب عنهم مع ان بعضهم كان نفسه اقول الحساب عندي ....
عشان لا تكتب في الصفحات السود في اعمالي كرشوة....
بعد فترة من الزمن قدرت أربط علاقة جدا ممتاز
ومن كان يصرخ بوجهي بالامس
صار صديق اليوم وغدا .....
اضاءة
بقطرة عسل تستطيع اصطياد اكبر كمية من الذباب
ليه الواحد يستخدم بخاخ ريد وبف باف ويضر نفسه قبل ما يضر الذباب
دائما بالكلمة الطيبة والاخلاق الرفيعة تكسب الناس
والله حينما يعرفون انك صاحب هدف وتصر على هدفك
والله يحترموك ويحترموا هدفك النبيل
وهذا ما حدث
أشكر كل من ساهم في تقديره لاهدافي
حياة كريمة لي في السبعين في قعر البانيو بالرغوة الفرنسية
انتهت مشاكلي معي البلدية والحمد لله لصالح الامل والنجاح
كان ولا زال أصدقائي اصحاب السمر يتسللون من بيوتهم بعد العشاء بثياب النوم الى الاستراحة وقد كانت غيبوبتهم على مقربة من مزرعتي ...
.كانوا و لازالوا يقتلون الوقت ..
ويتابعون جميع انواع الدوريات الرياضية حتى وان كان دوري تعز...
والمسلسلات التركية ... والبرامج الفكاهية ...
وكان البعض منهم يأتي ليتسلف مني قطة الاستراحة وليس لحليب الرضيع ....
كنت أقدم له نصف ما يطلب واعرض عليه العمل معي فيما يعرف او اقوم بتعليمه
ولكن لا أمل لهم فليس من الضروري أن يعملوا ...
بل من الضروري جداً أن يرفهوا عن أنفسهم.
أنا أعرف هدفهم ليس الترفيه بل الهروب من الواقع ومن الذات
ذاك الهروب الذي يجعل أحدهم لا يستطيع الجلوس مع نفسه لمدة عشرون ثانية وهو يقف عند الاشارة والاشارة حمراء مباشرة يخرج الجوال من جيبه ويتصل على أي شخص ويتكلم باي موضوع أهم شيء ما يجلس مع نفسه ...
أمثال هؤلاء لا يقدسون الوقت إلا حينما يعاندهم الوقت
مثال تقديسه للوقت :
حينما يأتي أحدهم من الاستراحة ليقف بسياراته عند المخبز او البقالة ويفاجئ بان سيارة على وشك الخروج يقف خلفه احتراما له وانتظارا للموقف
واذا بصاحب السيارة الخارجة يتأخر ربما عشرة ثواني او عشرين ثانية ليضع او يرتب اشيائه
تجد صاحبنا المنتظر الولهان يلعن ويسب امشي الله يعلك
ويسب بكل ادوات السب
على الرغم من ان الوقت المستغرق بالانتظار لم يتجاوز 50 ثانية
قدرها
وضخمها
وكانت على رأسه مثل الجبل
لكنه لم يقدر عمره الذي افناه وشبابه الذي أبلاه في الاستراحة باستراحة دون أمل
................................................
إضاءة : أهم أركان النجاح في حياة كل الانسان
الساعة ــــــــــــــ البوصلة
فأرتقبوا إني من المرتقبين
حظ موفق
دمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــاغ