تأسس الموقع عام
2006
Site was established in 2006
أضف رد |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|||
قصه عباس الحياة غير عادلة
البعض يأتي إلى الحياة وطريقه معبد سلفاً ومفروش بالبساط الأحمر محفوفاً بالورود
يؤخذ إلى مبتغاه على الأكتاف البعض الآخر يأتي فيجد الطريق بحاجة إلى تعبيد قبل السير يقوم بتعبيده ويسير والبعض يأتي فيجد الطريق مغلق! يحاول فتحه ليسير فيجده محفوفاً بالمخاطر يجازف ويغامر فيجد من يضع له العقبات تلو العقبات دون كلل أو ملل يجد من كرس نفسه لتعطيله وإعاقته يحاول ويحاول ويحاول إلى أن يلقى حتفه! أتمنى أن لا أكون من الصنف الأخير أعمل على أن أكون من الثاني رغم عدم وضوح الرؤية حتى الآن أما الأول فـ(بعيدة عن شواربي الكثيفة!) ...الفصل الثاني..آخر سنة ثانوي أزفت ساعة التخرج الطلاب يتحادثون,الأساتذة يشجعون ويوصون: أين ستذهب إلى أي جامعة أنصحك بأم القرى لا لا الملك عبد العزيز أفضل بل جامعة الإمام ماذا ستتخصص في أي مدينة... لغة عربية أروح العسكرية كلية الشريعة علوم إدارية... أتحاشى الدخول في هكذا محادثات إلا لإسداء نصح لعزيز أعرف مصيري..أنا بدعة من الأمر..مجرد دخيل مُزاحِم يجب اجتثاثه والقضاء عليه يسألونني فلا أجد بداً من الإجابة أنا ح اروح أمريكا..وهو ما كنت أحلم به وما أزال البعض يتعجب ويندهش:أمريكا!! إيوا أمريكا والبعض يستنكر:ليه تروح أمريكا أدرس هنا أحسنلك عندنا طفرة اقتصادية...الخ لا يا شيخ( النظام يمنع ) هذه العبارة تجعلهم يتفهموا الأمر ويتوقفوا عن إمطاري بالأسئلة.. كنت أقرأ علامات عدم الرضا في أعين بعضهم لكنهم على أية حال يتوقفون عن رشقي بأسئلتهم..وهكذا دواليك... ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ جاءت حفلة التخرج..تبادلنا التهاني..تمنينا لبعضنا التوفيق... أسير محدقاً في هذا الحائط الفولاذي الذي غُرس أمامي مفكراً في كيفية اختراقه أو التفاف عليه مع شعور خفيف بألم فراق الأصحاب طوط طوط..أحد الزملاء يقف بجانبي: وسئلته على أي جامعة تبي تروح ما ح اروح ولا مكان..أجلس هنا في أم القرى أنا زي السمك أخرج من مكة أموت أجبت بدوري:أنا زي الطير,لو ما خرجت ح اموت! ضحكنا وافترقنا ... مر عام وعامين وثلاث... مكانك سر..لا أمريكا ولا بطيخ ولا حتى طماطم..لكن ثمة بصل وثوم مع فلفل حار! الأفق ينكمش..الوطأة تشتد..الخناق يضيق..الضباب يتكاثف..الظلام يحلولك... عباس بالله خليك ورايا..عباس بالله أديني دفتر الواجب..عباس أبغا قلم..عباس اش جواب السؤال دا عباس الله يخليك حللي الواجب عباس...الخ هكذا كان يقول التقيته بعد تخرجنا بـ(5)سنوات تقريباً مصادفة في إحدى الطرقات كنت أسير على قدمي وكان أيضاً يسير على قدمه لكن نحو سيارته الفارهة,خارجاً من أحد المجمعات التجارية الكبيرة سلمت عليه بحرارة كوننا لم نلتق منذ فترة طويلة ظننته كما كان لكن خاب ظني إذ رد علي بكل برود وبابتسامة صفراء باهتة.. صافحني وسرعان ما قام بسحب يده من يدي كأنه مشمئز مني سألته عن حاله أجاب بأنه قد تخرج وهو الآن موظف في إحدى الدوائر الحكومية وبأن والده كان قد أهداه هذه السيارة بعد تخرجه من المرحلة الثانوية لكنه عازم على تغييرها كونها أصبحت نوعية قديمة... لوهلة خطر لي بأني قد أعمل لديه فأقول له: فلان بالله أديني الراتب حقي!!!<<على غرار عباس بالله حللي الواجب سألني بدوره بطريقة توحي وكأنه قد كان على علم بما سيؤول إليه وضعي مسبقاً: وماذا تفعل الآن؟ أجبته:ما زلت أراوح مكاني أما ترى الندوب على ساقي بسبب العراقيل التي توضع أمامي كلما فكرت في أن أخطو خطوة؟! أكبر إنجاز أحققه هو أن أحاول اجتياز هذه العراقيل بأقل الأضرار هذا هو ما أفعله الآن..فقط أحاول تفادي الأضرار الله يعين..يالله بعد إذنك الأهل ينتظروني توصي شي إن كان لك مع السلامة مع السلامة كان أهله في السيارة يرمقونني بنظرات وكأنهم يتساءلون: من أين عرف ابننا هذه الاشكال؟! ركب سيارته ومضى نظرت إلى حذائي البالي الذي تعلوه قشرة من الوحل الجاف الذي التصق به في حينا الراقي الذي أمدته الحكومة بكل وسائل الرفاهية ناهيكم عن البنى التحتية الضرورية ونظرة أخرى إلى سيارته الفخمة ومن ثم استرجعت أيام المدرسة واستبصرت المستقبل كما رأيت الحاضر شعرت بالغبطة والحسرة..شعرت بالظلم أدركت تماماً معنى العبارة التي تقول: ( الحياة غير عادلة ) وهي التي كنت أعترض عليها سابقاً بحجة أن( لكل مجتهد نصيب ) الأمر الذي بت أراه اليوم مجرد( كلام فاضي! ) لملمت جراحي ابتسمت بألم ومضيت... |
أضف رد |
(( لا تنسى ذكر الله )) |
|
|
|